الرياضة ترويض للنفس قبل أن تكون حصد للألقاب والكؤوس وفردا للعضلات , وماجدوى أن يكون النجم بلا أخلاق , تتدلى على صدره أوسمة عارية من كل معاني الأخلاق الفاضلة والرياضية بمعناها الصحيح ترفض أن تكون وسيلة لغاية أخرى لأنها بذاتها وسيلة وغاية لترويض النفس قبل الجسد , فالصعود إلى قمة الشهرة يحتاج إلى جهد ومثابرة وتفان ومقدرة على الصبر والإبداع وهناك الكثير من الرياضيين الذين وصلوا وسقطوا سريعا إلى القاع ليضعوا صفحة سوداء لمسيرتهم الحافلة بالنجومية وذلك بسبب عدم التزامهم بالأخلاق الرياضية.
ولكن اليوم نتحدث عن نموذج جميل من أصحاب الأخلاق العالية نجم نادي الزمالك محمود عبد الرازق " شيكابالا "
لم يكن أحد يتصور وأنا أولهم أن أشاهد الكابتن محمود عبد الرازق " شيكابالا " وزملائه في فريق الزمالك , ضيوف على قناة النادي الأهلي , وهو يقدم واجب العزاء في ضحايا وشهداء ضحايا ملعب بور سعيد من مشجعي النادي الأهلي
لكن حكمة الله أرادت أن تكون موقعة ملعب بورسعيد الأليمة , التي راح ضحيتها أكثر من ثمانين قتيلا , حسب الإحصاءات الرسمية , هو نهاية الحرب الكلامية والتعصب الأعمى بين جماهير النادي الأهلي وجماهير النادي الزمالك.
الكابتن محمود عبد الرازق " شيكابالا " كتر الله من أمثالك , لقد أثبت بما لايدع مجالا للشك أنك تمتلك قلبا طيب ناصع البياض .
الكابتن "شيكابالا" بارك الله فيك وفى أياديك البيضاء وفى أصالتك وصدق مشاعرك , حقا عند الشدائد تظهر معادن الناس , وكلمة حق أرجو بها وجه الله يوم ألقاه لقد كان تبرعك السخي لصالح ضحايا جماهير النادي الأهلي فوق ما كنا نتوقع وفوق ما كان يتوقعه المزايدون , وهذا ليس غريبا على أمثالك , وأمثال المعلم حسن شحاتة المدير الفني لفريق الزمالك , عندما طالب وأصر على إلغاء مباراة فريقه أمام النادي الإسماعيلي وعدم استكمالها فور علمه بما يحدث فى ملعب بور سعيد.
وسعيد جدا بما شاهدته على صفحات مواقع التواصل الاجتماعي من محبي ومشجعي النادي الأهلي وهى تقول للنجم "شيكابالا " إحنا آسفين ياشيكا " الذي كان يتعرض للسباب , وفى المقابل جماهير الزمالك تتأسف لنجم النادي الأهلي عماد متعب " وإحنا آسفين يامتعب "
في الختام أقول : إن كرة القدم بشعبيتها وشعبية نجومها هي معبودة الجماهير , ولذلك يجب على اللاعبين والرياضيين القيام بتصرفات حسنة تنم عن خلق رفيع لأنهم القدوة لملايين البشر الذين يتابعونهم ويتعلقون بهم , فان كان الرياضي خلوقا , وروحه جميلة فان ذلك سيؤثر إيجابا على المتابعين والمشجعين , وستتجسد تلك الصفات الجيدة بهم عند الفوز والخسارة على حد سواء فالرياضة مجال للتنافس الشريف بين الفرق المتبارية , وتتجسد بالروح الفدائية والاندفاع الكبير نحو تحقيق الألقاب واعتلاء منصات التتويج , ولكن بالطرق السوية السليمة البعيدة عن الانعراج والخطأ والبيع والشراء .
جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة قدس نت