افتتح رئيس الوزراء بالحكومة الفلسطينية برام الله سلام فياض مشروع إنارة طريق وادي النار بالطاقة الشمسية في بلدة العبيدية في محافظة بيت لحم، وذلك بحضور وزير الأوقاف والشؤون الدينية د.محمود الهباش، ومحافظ بيت لحم عبد الفتاح حمايل، ووفد جمعية قطر الخيرية في الدوحة برئاسة جاسم بن سالم الأنصاري، ورئيس الجمعية الفلسطينية للطاقة الشمسية والمستدامة تهاني أبو دقة، ورئيس وأعضاء بلدية العبيدية، ورؤساء البلديات والمجالس المحلية والقروية من مختلف المحافظات، وعدد واسع من الشخصيات الرسمية والاعتبارية، وممثلي المؤسسات الأهلية.
وأشاد فياض في كلمته خلال حفل الافتتاح بالجهود المبذولة لانجاز المشروع، وأشار إلى أهيمته ورياديته، وقال "لهذا المشروع دلالة هامة على إبداع شعبنا وابتكاره وإصراره على الانجاز في وجه الاحتلال الإسرائيلي ومشروعه الاستيطاني، وفيه أيضاً إصرار على المضي قدماً نحو الوصول بمشروعنا الوطني إلى نهايته الحتمية المتمثلة أساساً في إنهاء الاحتلال وتمكين شعبنا من تقرير مصيره والعيش بحرية وكرامة في كنف دولته المستقلة على حدود عام 1967 في قطاع غزة والضفة الغربية وفي القلب منها في القدس الشريف العاصمة الأبدية لهذه الدولة".
وأضاف فياض "هذا طريق هام وحيوي وهو يعود بالنفع على حوالي مليون مواطن من مختلف المحافظات في رام الله والقدس وبيت لحم والخليل ويربط شمال الضفة الغربية بجنوبها، والطريق الرابط بين شمال الوطن وجنوبه يمر عبر القدس، ولن يمر إلا عبر القدس، ونحن مصممون على إعمار وطننا وستعود القدس الممر الرابط بين شمال الوطن وجنوبه"، وتابع "سيبزغ فجر الحرية ونورها في كافة أرجاء وطننا من رفح مروراً بوادي النار وجبل النار وصولاً إلى أزقة البلدة القديمة في القدس الشريف العاصمة الأبدية لدولة فلسطين".
وأوضح رئيس الوزراء خلال كلمته إلى أن نسبة الاعتماد على الطاقة المتجددة تبلغ اليوم من إجمالي الطاقة المتاحة 9%، هذا بالإضافة إلى اعتماد 72% من المواطنين على الطاقة الشمسية لتدفئة المياه، وهو ما يوفر حوالي 15% من إجمالي الفاتورة السنوية للوقود في فلسطين. وأشار إلى أن الحكومة تدرس إقرار رفع نسبة الاعتماد على الطاقة المتجددة إلى حوالي 25% بحلول عام 2020، وذلك بناء على إستراتيجية أعدتها سلطة الطاقة.
وشدد فياض على ضرورة تعميم تجربة الطاقة البديلة، وخاصة في المناطق النائية والمهمشة والمحرومة من الكهرباء، وأيضاً المناطق التي يتعذر على السلطة الفلسطينية الوصول إليها بسبب الإجراءات الإسرائيلية وخاصة في المناطق المسماه (ج)، وقال "هذه التصنيفات لن تثنينا عن القيام بمسؤولياتنا في هذه المناطق، وبما يعزز صمود المواطنين فيها، بالرغم من الاحتلال وممارساته التعسفية الهادفة إلى إقصاء الوجود الفلسطيني في هذه المناطق وجعلها بيئة طاردة".
ونقل رئيس الوزراء تحيات الرئيس أبو مازن وتقديره للجهود المبذولة في انجاز المشروع، وتهنئته لأهالي العبيدية والمحافظات المجاورة على هذه الانجاز.
وشكر رئيس الوزراء جمعية قطر الخيرية على دعمهم لهذا المشروع، كما تقدم بالشكر لقطر أميراً وحكومة وشعباً لدعمها شعبنا الفلسطيني على مدار عقود طويلة من الزمن مكنّته من مواجهة العديد من الصعوبات والتحديات، والصمود في وجه الاحتلال ومشروعه الاستيطاني، وقال" لا نغفل أن قطر حاضنة إعلان الدوحة، والذي كلي أمل التقاط ما ورد فيه لإنهاء الانقسام وإعادة الوحدة للوطن دون إبطاء".
من الجدير ذكره أن مشروع إنارة طريق وادي النار بالطاقة الشمسية ممول من جمعية قطر الخيرية ومساهمة المجتمع المحلي، ويعتبر الأول من نوعه في المنطقة، حيث تم تزويد الطريق البالغ طوله3000 متربـ 98 وحدة إنارة بالطاقة الشمسية، وهو يخدم حوالي مليون نسمة من محافظات الضفة الغربية.