صحة غزة: الساعات القادمة قاسية على حياة المرضى

أكد د.أشرف القدرة الناطق بإسم وزارة الصحة بغزة انه مع إشتداد أزمة انقطاع التيار الكهربائي الخانقة التي تجتاح كافة مكونات العمل الصحي في قطاع غزة فإن الساعات القادمة ستكون الأقسى على آلاف المرضى و الطواقم الطبية داخل الأقسام الحيوية في المستشفيات و مراكز الرعاية الأولية .


 


و أشار القدرة إلى أن هذه الساعات الحرجة جداً تنذر بخطورة بالغة على الوضع الصحي لعشرات الأطفال الخدج الغير مكتملي النمو في أقسام الحضانة و الذين سيحرمون دفئ أحضان أمهاتهم اللواتي تحملن قساوة الحمل و صبرن ليال و أيام و أشهر يحذوهن الأمل بضم فلذات أكبادهن إليهن , لكن تنكر القريب و البعيد لهؤلاء الأطفال سينهي كل هذه الآمال في لحظة واحدة يتعذر فيها استمرار التيار الكهربائي على أجهزة الحياة في حضانات المستشفيات.


 


و أضاف القدرة إن هذا المشهد الغير إنساني سيلاحق الذين يقفون متفرجين على هذا المصير المأساوي و الذي سيطال مئات المرضى في أقسام غسيل الكلى الذين يرتبطون بأجهزة الغسيل الكلوي لساعتين يعدونها لحظة بلحظة و عيونهم على أجهزة حياتهم , يخشى بعضهم أن يغفو فتبعده غفوته عمن حوله من إخوانه المرضى و عن أهله فتغلق حياته مع انقطاع التيار الكهربائي عن جهازه و هو لا يدري .


 


و قال القدرة أن الساعات القليلة القادمة ستقربنا أكثر من إعلان حالة الطوارئ بمختلف درجاتها في كافة مستشفيات وزارة الصحة و مراكز الرعاية الأولية فيها و ستكون عسيرة جداً على كافة الطواقم الطبية و الفنية و الإدارية التي تقدم خدماتها الآن في ظروف استثنائية سيتعذر استمرارها أيضاً إذا بقيت أزمة الكهرباء بالإضافة إلى منع توريد المحروقات للمستشفيات و الذي سيؤدي إلى توقف المولدات الكهربائية البديلة في المستشفيات بالكامل و عندها ستكون الخدمات الصحية برمتها في ظلمات ثلاث تطبق على مرضى قطاع غزة الذين يكابدون ظلمة انقطاع التيار الكهربائي و ظلمة نقص الرصيد الدوائي بنفاذ 347 صنفاً من  الأدوية و المستهلكات الطبية و ظلمة نفاذ السولار في المستشفيات و مراكز الرعاية الأولية و التي تشتد قساوة على أقسام العناية المركزة و عناية القلب و الاستقبال و الطوارئ و ستكون عندها 39 غرفة عمليات متوقفة تماماً عن عملها في ظل التهديدات الصهيونية بمواصلة عدوانها على كافة محافظات القطاع و إمعانها في استهداف المناطق المأهولة بالسكان و المجاورة للمستشفيات مما سيزيد من عدد الإصابات و خطورتها بين المدنيين و الطواقم الطبية على حد سواء.


 


و أضاف القدرة أن الاحتلال الإسرائيلي ينتهج سياسة تقويض النظام الصحي من خلال حصاره الغير قانوني المفروض على القطاع منذ العام 2006م و منعه لإدخال الأدوية و المستهلكات الطبية و المحروقات اللازمة للمستشفيات و تضييق الخناق على المواطنين و المرضى قبل كل تصعيد يقوم به بحق المدنيين في قطاع غزة لتكون الطواقم الطبية عاجزة عن القيام بواجبها الإنساني و الوظيفي بمداواة المرضى و إسعاف الجرحى خاصة في هذه الأجواء المناخية الصعبة و موجة البرد الشديدة .


 


هذا و قد استهجن القدرة حالة الصمت الغير مبرر التي تواجه بها أنات آلاف المرضى و نداءات استغاثتهم دون أن ينتصر لها احد أو ينتفض من أجلها المتشدقون بحماية حقوق الإنسان في العالم , داعياً الجميع بالوقوف عند مسئولياته قبل فوات الأوان.


 


و وجه القدرة نداءاً عاجلاً لأصحاب الضمائر الحية و الرسالة الإنسانية الخالدة و للشرفاء في المجتمع العربي و الإسلامي و أحرار العالم  بان ينتصروا لنداءات الاستغاثة التي يطلقها المرضى بأناتهم و الأطفال بصراخهم و النساء بدموعهم و الشيوخ  بأكفهم و الشباب بصبرهم في قطاع غزة الذي لن تكسر إرادته بإذن الله .


 


هذا و جدد القدرة مطالبته للجنة الدولية للصليب الأحمر و منظمة الصحة العالمية و منظمة اليونسكو و هيئات الإغاثة الإنسانية المحلية و الإقليمية و الدولية و منظمات حقوق الإنسان للتدخل الفوري من اجل إنقاذ الوضع الإنساني و الصحي و البيئي في قطاع غزة و الذي سيتحمل مسئوليته الجميع .


 


و أضاف القدرة أن 1,7مليون مواطن فلسطيني في قطاع غزة و في مقدمتهم المرضى الذين يصارعون الموت على أسرة المستشفيات مازالوا ينتظرون الموقف المشرف و المساند من الثورة المصرية و المجلس العسكري الأعلى برئاسة المشير محمد حسين طنطاوي و رئيس مجلس الشعب المنتخب د.محمد سعد الكتاتني لتزويد محطة الكهرباء الوحيدة في القطاع بالسولار اللازم لتشغيلها و حمايتهم من ظلمة الحصار الصهيوني بربطها بالشبكة الإقليمية .


 


و طالب القدرة فصائل العمل الوطني و لجنة الحريات و المصالحة المجتمعية بإتخاذ موقفاً وطنياً موحداً يحمي حقوق مرضى قطاع غزة العلاجية و ينهي أزمة نقص الرصيد الدوائي و الكهرباء و السولار برمتها على المستوى المحلي و الإقليمي و الدولي .