خضر عدنان ينتصر على جلاديه/نافذ غنيم

    من جدد ينطلق المارد الفلسطيني رغم موانع الحجز والاعتقال والحصار والترهيب والقتل .. من جديد يسطر العظماء من أبناء شعبنا أنشودة للنضال، في كل مرة تحمل معاني ودلالات جديدة .. دلالات العشق للوطن، والدفاع عن كرامة هذا الشعب بأرواحنا، والإصرار الذي لن ينتهي بان نكون رغم كل المؤامرات، ورغم محاولات كسرنا بشتى الوسائل .


 


هذه المرة ولن تكون الأخيرة، تشرق شمس المناضل والمجاهد خضر عدنان ... تنير من جديد طريق الصمود والمقاومة في قلب سجون وزنازين الاحتلال الاسرائيلي، اقتادوه للسجن من اجل قمعه، فإذ به يحلق حرا في سماء الوطن، يحطم كل القيود والجدران، ينتصر على قهر جلاديه .. حاولوا قتل روح التحدي فيه، فجسد بصموده آيات من التمرد والإرادة التي لا يعرف اليأس طريق لها .. اجل هو خضر الذي يخضرُ في قلوبنا جميعا، ليزهر الوجدان حبا واحتراما وتقديرا لصموده البطولي .. هو الامتداد الطبيعي لكفاح أسرانا الأبطال في كافة سجون ومعتقلات القهر الصهيونية، لكنه هذه المرة يحطم رقما قياسيا في الإضراب الطويل عن الطعام، وكأنه يقول.. هيا فما عاد لنا حياة ونحن نُقهر، فإما حياة عز وإباء وشموخ، وإما الشهادة عنوان للانتصار .


 


أن تقاتل جلاديك بأمعائك الخاوية، وان تعاني حياة القهر داخل السجون والمعتقلات الإسرائيلية، لا يدرك معاني ذلك وآلامه إلا من عاش تلك التجارب، ويمكنني القول بحكم تجربتي في السجون الإسرائيلية وداخل أقبية التعذيب، أن إرادة الفلسطيني لا يمكن قهرها إن تسلحت بقناعة راسخة بعدالة القضية التي نناضل جميعا من اجلها، وإذا ما امتلك الإنسان فينا فكرا ثوريا نابعا من احترام الإنسان لأخيه الإنسان، فكرا ينتصر للفقراء والمسحوقين، ويعلن في كافة التفاصيل تمرده على الظلم بكافة عناوينه، فالظلم واحد إن كان من العدو الخارجي أو من أبناء جلدتنا .. لا يعرف احد معنى أن تضرب لأيام طويلة عن الطعام، إلا من عاش التجربة ولو لأيام داخل السجون دفعا عن الكرامة، أو سعيا لتحصيل حق إنساني تنكره إدارات السجون القمعية على أبنائنا، فبرغم آلام الجوع، إلا أن الإيمان بالقضية التي نكافح من اجلها يُشعرنا بالقوة والزهو والاعتداد بالنفس، يُشعرنا بأننا الأقوى رغم قسوة القضبان، وبأننا في كل لحظة ننتصر على جلادينا انتقاما لكل الماسي التي خلفها الاحتلال في كل بيت ونفس .


 


خضر عدنان .. لقد أصبحت رمزا فلسطيني، دخلت بعظيم صمودك كل مدينة وقرية ومخيم، كل حارة وبيت، كل قلب ينبض بالوفاء، والاهم صرت زوادة إرادة وتحدي تنفحنا بإيمان النصر، أصبحت عنوانا للعاشقين الحالمين بالحرية، وللمتمردين رغم رداءة المرحلة، صرت الحب والشوق والأمل الذي لا يعرف حدود.


لصمودك ننحني إجلالا وتقديرا، ولكافة الصامدين داخل سجون الاحتلال وأقبية تحقيقه نقف احتراما وإكبارا لنقول لهم.. إنا باقون على العهد .. باقون رغم الألم، ورغم نير الاحتلال .. باقون رغم الانقسام، ورغم الظلم والانتهاكات بمختلف أنواعها .. باقون إلى أن يُزهر الوطن حرية وعدالة، والى أن يتنسم فقراء شعبنا والذين ظلموا، نسيم الفرح والسعادة واستعادة الحقوق.


فسلاما لك، ولكل الصامدين الذين يزرعون على طريق النصر علامة


 



  • عضو المكتب السياسي لحزب الشعب الفلسطيني


 

جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة قدس نت