الدراما الفتحاوية والجرح النازف‎/كمال زعرب

بسم الله الرحمن الرحيم


الدراما الفتحاوية والجرح النازف


في ظل هذه المراحل الحساسة والدقيقة من تاريخ حركة فتح الطويل الذي سطره التاريخ بحروف من نور ونار والذي تشكل في ميلاد الثورة الفلسطينية منذ البداية لتكون الحارس الامين على كل بوابات الوطن ولتحمل أمانة قيادة المسيرة الحافلة بالجراج والتضحيات والتي استشهد من اجلها مئات الالاف من الشهداء والجرحى عبدوا طريقهم بالدم في مسيرة تحيطها الاشواك من كل اتجاه وتتصدرها الصعاب .


فمن المؤسف جدا أن تتحول حركة فتح قادت نضال الشعب الفلسطيني لاكثر من 47 عام الى مسرح للمهاترات بعد مصائب شتى انصبت على الجسم الحركي الفتحاوي نتيجة تراكمات خطيرة جدا من العبث بسمعة ووضع الحركة على الصعيد الشعبي والنضالي  وعلى صعيد العمل النقابي والتنظيمي للحركة وتوجهاتها وكان ذلك نتيجة طبيعيه للقيادة الفاشلة للحركة التى يعجبها بقاء الحركة على هذا الحال دون أدني حس من المسؤولية سواء الاخلاقية أو التنظيمية لتكون تربة خصبة لتنفيذ مصالحهم الشخصية الدنيئة ونزواتهم وهذا لايخفى على أحد من أبناء الحركة التي أصبحت في تراجع مستمر والتي نالت فيها الحركة صفعة قويه في الانتخابات التشريعية عام 2006 افقدتها توازنها المختل أصلا والتي كانت بمثابة عقاب من الجماهير لنا ودفعنا فيها ثمن هزيمتنا غاليا في تلك الانتخابات والتى تلاها من عظمى المصائب الانقلاب الاسود على حركة فتح والسلطة الوطنية في غزة من قبل حركة حماس لتكسر ظهر الحركة وتقودنا الى انقسام قسمنا الى دولتين متنازعتا السيادة , وهما دولة غزة العالمية وعاصمتها بيت حانون , وجمهورية الضفة الغربية وعاصمتها رام الله المستقلة , وهذا فقط على الصعيد السياسي اما عن وضع الحركة الداخلي فحدث ولاحرج فقد تحولت حركة فتح الى الف دويلة تقودها عصابات شكلها اصحاب النفوذ واصحاب الصلاحيات في الحركة لتكون سوق للمضاربة بينهم فلكل واحد حاشيته وزبانيته في دويلة يقودها (س)و(ص)و (م) , (ن) مما اضعف الحركة وأضاع هيبتها حتي انه لم يعد يحسب لها حساب في ظل غياب مبدا المحاسبة والمسائلة , بل ووصل الامر الى اخطر من ذلك حين همش الشرفاء وقادة العمل في الميدان في الحركة وتم اقصائهم لا لذنب الا لانهم يعملون كخيلة نحل من اجل الارتقاء بحركة فتح وهم ليسوا من اصحاب المصالح والنفوذ وليسوا مستفيدين من حركة فتح لذلك اعتبرتهم قيادة الحركة طبقة كادحة تعمل بالسخرة من اجل خدمة مصالحهم الشخصية متجهالين حقهم التنطيمي في الحركة ووجودهم كقاعدة تنظيمية وشعبية عريقة للحركة وان بدونهم لا معني لوجود القيادة الجامدة للحركة , وان اردت ان اتحدث اكثر عن ذلك فسيطول الحديث ولكن فتح


الان هي عبارة عن ( جسد ممزق , ترهل وتشرذم , مهاترات انقاسمات , فضائح على كل المستويات , مركب يسير الى الخلف وطريق مسدود, مستقبل مجهول ومعطيات لاتنذر بخير ابدا , ظلم  وتخوين وتشهير وتشويه وتهميش تقدم بالمجان لمصلحة المتربصين بالحركة , تراشقات هنا وهناك وتصريحات نارية , بركان خامد من الغصب لدي أبناء الحركة وكوادرها قابل للثوران في اي وقت , مصائب ونكسات متلاحقة وكل ماهو أت أت , دماء فاسدة سممت الجسم الحركي حتى أصبحت تسري فيه كالسرطان , قيادة جامدة على كراسيها ( مندوبين ساميين ) , أموال وموازنات ترصد للحركة ل ايعرف اين تذهب وأوضاع مالية صعبة تعاني منها الحركة  , تجارة بدماء شهداء الحركة وجرحاها وأسراها , اعلام حركي ميت , التاطير والتعبئة التنظيمية غير موجودة , قاعدة تنظيمية مغيبة تنزف من كثر الجراح والاهات والظلم , افق سياسي مسدود ومفاوضات عبثية تراوح في مكانها , قيادة لاتملك من أمرها حولا ولا قوة , وعصمة  صلاحيات السلطة السيادية بيد اسرائيل تسحبها متى تشاء ,, ولا ادري ماذا اقول أكثر من ذلك وعن ماذا اتحدث ولكنه  مسلسل درامي سخيف بعنوان ( لن نوقع الجرح الفتحاوي النازف)


 القديم الجديد في حركة فتح  وموضوع الحلقة الاخيرة , هو تقليص ميزانية حركة فتح الغير موجوده أصلا  بنسبة 30%  . وذلك من أجل النهوض بالحركة ,, انتظرونا في الحلقات القادمة والتي ستحمل مزيد المهاترات الدرامية المخجلة والتي ستجرنا الى مزيد الخزي والعار , على ايدي مجموعة الفنانين المتحدين في الحركة و فريق الانتاج , اللجنة المركزية والمجلس الثوري , تابعونا في كل ماهو جديد وستجدوا مايغمكم ويثير عجبكم وسخطكم .


 

جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة قدس نت