وفي تعدد الزوجات ... مقاومة/مصطفى محمد أبو السعود

إن المتأمل في طبيعة صراعنا مع العدو يجدهم يجندون كل إمكاناتهم لكسر إرادتنا، فلم تعد المعركة قاصرة على جبهة واحدة، بل إنهم يحاربوننا في كل مناحي الحياة، ومن أهم أوجه المعركة القائمة هي المعركة الديمغرافية، حيث أدرك العدو الصهيوني مبكراً أهمية الجانب الديمغرافي في تحقيق الانتصار، فقد جلب اليهود من الخارج ليكون على نفس خط نمو العامل الديمغرافي لدى الفلسطينيين، وبالمقابل قتل واعتقل الشباب لتقليل عدد الفلسطينيين، وهذا خلق جيشاً من الأرامل، إضافة الى وجود الكثير من المطلقات والعوانس في المجتمع .


لكن ما الحل للخروج من مأزق كثرة العوانس والأرامل والمطلقات؟ وما العلاقة بين تعدد الزوجات والمقاومة ؟


 


الحل يتطلب حكمة من النساء المتزوجات، فلماذا لا تقبل المرأة أن تشاركها في زوجها امرأة اخرى، مع أن كلتيهما نساء ومن جنس واحد، خاصة إن كان الزوج مُقتدر وميسور الحال، لماذا لا تتنازل المرأة عن جزء من حريتها لبنات جنسها اللواتي يتجرعن مرارة العيش دون رجل يحميهن ويمر بهن الوقت دون أن يصبحن أمهات، حتى أصبح حلم بعضهن أن تكتب في بطاقة الهوية كلمة "متزوجة"، لماذا تصر الأم  وهي "امرأة " على أن يكون مهر ابنتها بمبالغ خيالية وتضع شروط تعجيزية في صفقة التبادل مع العريس، وتلوم الناس اذا طلبوا لابنتهم مهراً مرتفع، لكنها تقلدهم، وتنسى حديث رسول الله "اقلهن مهراً أكثرهن بركة"، لكن الغريب في الأمر أن المرأة مستعدة للتضحية بكل شئ، لكنها ترفض أن تشاركها امرأة اخرى في زوجها، وتعتبر تعدد الزوجات اهانة لها.


 


وعن علاقة التعدد بالمقاومة ؟


التعدد مبدأ لم يشرعه  الله من فراغ، بل له ما يبرره ، وأننا مجتمع يمر بظروف استثنائية ويجب علينا المشاركة في الحل حتى لو تطلب الأمر التنازل عن بعض الحقوق، فحينما يخلو المجتمع من العوانس والأرامل والمطلقات أو تخف النسبة، فهذا سيقوي جبهتنا الداخلية التي تتعرض لمحالات زعزعة من العدو ونشر الفساد في البلاد، كما أن التعدد يزيد من عدد المسلمين ويعوض النقص في الشهداء، ويجعلنا نستعد للمعركة الفاصلة مع الصهاينة ونكسر رأس حلم الصهاينة الذين يجتهدون في تصفيتنا، كما أن التعدد يمنع اللجوء للحرام لأن المرأة ستجد لها زوجاً يقوم على مصالحها ، ويوفر لها المسكن والمعاش ، ويحصنها من الشهوات المحرمة ، وترزق منه بأولاد تقرُّ بهم عينها .


 


سيقول البعض إنني اعتبر النساء كالجواري، مجرد متاع ولا قيمة نوعية لها، لكنني أؤكد أن هذا الرأي يُعظم من قيمة المرأة ودروها في تحقيق النصر، ويحق للمرأة أن تتفاخر بدورها في نهضة المجتمع، فقد وضعت بصماتها في كل الأماكن وسجلت حضورها بمداد التفوق والنجاح، ووصلت لمستويات رفيعة من العلم والثقافة بما يؤهلها لتكون رقماً يصعب اجتيازه دون إذن مسبق منها، وأن تتبوأ مناصب رفيعة في المجتمع، فهي المعلمة في البيت والمدرسة والجامعة وهي الإعلامية والطبيبة والمحامية والقاضية والسياسية والباحثة، ومن النساء من وهبهن أنفسهن وأوقاتهن للدفاع عن حقوق المرأة ضد العنف والتمييز، وقد وصل الأمر بالمرأة الى أن تكون استشهادية كما في فلسطين، وهذا دليل عشقها للمقاومة ورغبتها بالتضحية بحياتها من أجل بلادها، فلتجرب النساء مثل هذا النوع من المقاومة ولن ينسى لهن التاريخ هذا الموقف.


 


مصطفى محمد أبو السعود


كاتب من فلسطين


 

جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة قدس نت