تفاقمت أزمة الوقود والكهرباء في قطاع غزة لليوم الخامس على التوالي دون أي حل جدي, سوى وعودات بحلها قريباً الأمر الذي أدى لإمتعاض المواطنين من استمرار الأزمة وفصل الكهرباء على غالبية الأحياء السكنية لمدة تزيد عن 12 ساعة إضافة لذلك لتوقف العديد من السيارات في ظل منخفض جوي عميق يضرب الأراضي الفلسطينية.
مناشدات وتحذيرات عاجلة
في الوقت ذاته وجهت العديد من المؤسسات الخدماتية في قطاع غزة مناشدات عاجلة لإنهاء أزمتي الوقود والكهرباء وحذرت جمعية الوفاء الخيرية من تفاقم وتأزم تقديم الخدمات الصحية لديه بسبب انقطاع التيار الكهربائي عن قطاع غزة.
وقال المدير العام لجمعية الوفاء الخيرية ا. تيسير البلتاجي: "أن مستشفى الوفاء الذي يقدم خدماته للمرضى والمعاقين على مدار الـ 24 ساعة معرض لحدوث أزمة صحية لديه تهدد حياة المرضى وتؤثر سلباً على تقديم الخدمات لنزلائه والمترددين عليه"
وتابع البلتاجي: "أن عدم وجود السولار بشكل كافي والذي يغذي محطات ومولدات الكهرباء في قطاع غزة يؤثر سلباً على عمل المستشفى ويستنزف طاقاتها وإمكانياتها المادية التي تسخرها لعمل وتطوير خدماتها المقدمة لأبناء الشعب الفلسطيني".
إلى جانب ذلك حذرت بلدية القرارة، شمال محافظة خان يونس، من استمرار أزمة نقص الوقود التي يعاني منها القطاع في الوقت الحالي والتي ستلقي بظلالها على كافة الخدمات التي تقدمها البلدية لقرابة 25 ألف مواطن في المنطقة، وذلك نتيجة نقص الوقود اللازم لتشغيل مولدات آبار المياه والياتها التي تعمل على نظافة المدينة وكسح آبار الصرف الصحي ونقل النفايات الصلبة.
وقال رئيس البلدية م.عبد الرحيم العبادلة: "إن البلدية بدأت تعاني وبشكل ملحوظ من أزمة نقص الوقود التي تجتاح مدن ومحافظات قطاع غزة منذ عدة أيام"، مؤكداً في الوقت ذاته أن الأزمة ستزداد سوءاً في حال استمرار انحسار الوقود أو انعدامه.
مواطنون يمتعضون
رائد الخضري سائق تاكسي أعرب عن امتعاضه من أزمة الوقود المستمرة في قطاع غزة قائلاً " أنتظر طابور طويل جداً من السيارات من أجل تعبئة سيارتي بالوقود اللازم ", مشيراً إلى أنه في أغلب الأحيان يضطر للذهاب إلى خانيونس جنوب قطاع غزة من أجل الحصول على الوقود نظراً لعدم توافره في محطات غزة.
وقال الخضري لـ" وكالة قدس نت للأنباء ", " لا نعرف ماذا نفعل نبقى حرصين جداً من توقف سياراتنا بسبب أزمة الوقود لذلك نضطر التوقف أمام محطات الوقود لساعات طويلة من أجل الحصول على الوقود ".
أما السائق أبو عبد الله الصوري الذي بدأ يتمم بكلمات غير مفهومه لدى استقلالنا سيارته قائلاً " لا نعرف من أين نتلقاها من الراكب ولا من أصحاب المحطات ", موضحاً انه إنتظر طابور من السيارات لتعبئة سيارته وعندما وصل كان المخزون قد فرغ الأمر الذي سبب امتعاض الكثير من السائقين ".
وحول أزمة الكهرباء وفصلها أكثر من 12 ساعة أكد المهندس أحمد أبو العمرين مدير مركز معلومات والطاقة في قطاع غزة , انه لم يتم حتى اللحظة إدخال الوقود لتشغيل محطة توليد الكهرباء وفقاً لوعود أطلقها النائب المهندس السيد نجيدة رئيس لجنة الصناعة والطاقة في مجلس الشعب المصري عن وجود قرار بضخ وقود لتشغيل محطة توليد الكهرباء في قطاع غزة "اليوم الأحد".
وبات المواطنين في غزة يشبهون الأزمة الحالية للكهرباء بالأزمة التي سادت قطاع غزة خلال أيام الحرب الإسرائيلية, وأكد محمد مستشهى أن أزمة الكهرباء الذي يشهدها القطاع أتلفت كافة خضرواته نتيجة فصلها 12 ساعة متواصلة وتمنى أن يتم حل المشكلة في أقرب وقت ممكن.
إتصالات مع الجانب المصري
هذاو قال المستشار السياسي لرئيس وزراء حكومة غزة يوسف رزقة، إن إسماعيل هنية رئيس الحكومة سيقوم بزيارة إلى القاهرة خلال هذا الأسبوع.
وأوضح رزقة، أن هنية سيبحث خلال زيارته للقاهرة أزمة الكهرباء الخانقة في القطاع حاليا وإيجاد الحلول لها عبر المساهمة المصرية في ذلك، مضيفا أن هنية سيبحث أيضا ملف إعادة إعمار غزة والتنسيق مع مصر في السماح بدخول مواد البناء بخلاف ملف المصالحة الفلسطينية.
ومن جانبه أوضح السفير المصري لدى السلطة الفلسطينية ياسر عثمان أن بلاده ما زالت تجري إتصالات دولية ومع الدول المانحة لإنقاذ قطاع غزة من الأزمة الإنسانية والصحية التي قد تعصف به جراء تفاقم انقطاع التيار الكهربائي.
وأشار عثمان في تصريح لـ" قدس نت" إلى أن الاتصالات ستسفر خلال الأيام القليلة المقبلة عن نتائج إيجابية على صعيد إدخال الوقود اللازم لقطاع غزة وتزويد لمحطة توليد الكهرباء لإنهاء الأزمة القائمة .
ودعا السفير المصري، إلى وضع حل جذري لحل أزمة الوقود والكهرباء في قطاع غزة، وعدم الاعتماد على الأنفاق الحدودية والبحث عن حلول مؤقتة.
هذا ويعاني قطاع غزة منذ خمسة أيام على التوالي من تفاقم أزمة انقطاع التيار الكهربائي على قطاع غزة، بعد توقف محطة توليد الكهرباء الوحيدة عن العمل بسبب نفاد الوقود .