خضر عدنان: صمود الحرية / مصطفى ابراهيم

بقلم: مصطفى إبراهيم

الاسير خضر عدنان يدخل يومه الـ 65 من الاضراب عن الطعام الذي أعلنه في اليوم التالي لاعتقاله بعد اهانته وتعرضه للتعذيب النفسي والجسدي وجلده على ظهره، وعزله مع سجناء جنائيين من اليهود، يخوض أطول اضراب عن الطعام في العالم، وفي تاريخ الحركة الأسيرة الفلسطينية ويسطر بطولة لم يعرف التاريخ مثلها، وهو قرر الاستمرار في اضرابه المفتوح عن الطعام وحيداً حتى الغاء قرار الاعتقال الاداري ليس بحقه فقط، بل من اجل شعبه وقضية الاسرى الاداريين.


 


وصف قرار المحكمة العسكرية بحقه بالجبان والعنصري وغير الشرعي، ويرفض ان ينتهي اضرابه بإخضاع إرادته، وإنما بحملة لوقف الاعتقالات الادارية التي يستخدمها الاحتلال سيفا مسلطا على رقاب الأسرى، ووضع نفسه في مقدمة الدفاع عن حقوق الاسرى من اجل الغاء سياسة الاعتقال الاداري المجحفة.


 


لم يعترف بقوانين الاحتلال لذلك تحداها وتحداهم ان يقدموه للمحاكمة، لأنه يدرك انها وصمة عار في وجه دولة الاحتلال والعنصرية وتتنافى مع المعايير الانسانية والدولية لحقوق الانسان، اراد لشعبه الحرية وان يعيشوا بأمان وعزة وكرامه وحريه، وهو لا يهوى الاضراب من اجل الإضراب انما يهوى الحرية له ولشعبه وأبناء وطنه ليعيش مرفوع الراس عالية الهامة ليس للاحتلال عليه من سبيل، يقول لنا قفوا موقف عز وكبرياء لا ذل وانكسار في وجه الاستبداد والعنجهية، وتحدوا المغتصب من اجل الحرية.


 


معنوياته عالية جداً تصل حد السماء ويحذر من الإشاعات التي يبثها الاحتلال انه سقط في غيبوبة للضغط على عائلته وكسر اضرابه، مصر على الانتصار او الشهادة، اضرابه عادل يعري سياسة الاحتلال القمعية التي تتنافى مع ابسط حقوق الإنسان، مؤمن بحق شعبنا بان يناضل بكافة الوسائل لاقتلاع الاحتلال، وهو يريد ان ينتصر على ارادة الجلاد ويساهم في تحرير شعبه من نير الاحتلال.


 


خضر عدنان واحد من ابناء الشعب الفلسطيني، قيادي في حركة الجهاد الاسلامي اعتقل تسع مرات من بينها ثلاث مرات إدارياً، حاصل على شهادة الماجستير في الرياضيات، وأب لطفلتين، ممثل حركة الجهاد الاسلامي في لجنة القوى الوطنية والإسلامية في الضفة الغربية، عضو لجنة الحريات المنبثقة عن لجان المصالحة، اعتقل من قبل الاجهزة الامنية الفلسطينية أكثر من مرة.


 


عدنان يخوض اضراب صمود الحرية، وحملة التضامن معه مستمرة في فلسطين للضغط على دولة الاحتلال للإفراج عنه، لكنها ليست بحجم عذاباته وآلامه وصبره ومرضه وضعفه وتضحياته وصموده الاسطوري من اجل حريتنا، عرانا جميعاً وبين لنا كم نحن ضعفاء أمامه، وكيف اصبحنا نبحث عن قضايانا الصغيرة امام قضيته وقضية ألاف الاسرى الذي يعانون الالم والعزل ووحشية الاحتلال وغطرسته.


 


التضامن الشعبي والرسمي والفصائلي لم يصل حده المطلوب، وقيادة السلطة مقصرة تماماً، وهي لم تستطيع حتى الان ان تجعل من قضيته والأسرى عامة والاداريين خاصة قضية دولية وتغعيلها للضغط على دولة الاحتلال لإطلاق سراحه ووقف سياسة الاعتقال الاداري، وجعلها قضية رأي عام عالمي وليس محلي فقط، وما فعلته السلطة من أجله ان قامت سفارتها في القاهرة بالطلب من مشيخة الازهر بإصدار فتوى شرعية تحرم اضرابه عن الطعام كما ذكر مصدر في حركة الجهاد الاسلامي.


 


والفصائل عليها عدم الاكتفاء بالشعارات والتصريحات الصحافية، ومطلوب منها توسيع حملة التضامن من خلال الفعاليات اليومية المستمرة ومخاطبة جميع الاحزاب العربية والعالمية للضغط على دولة الاحتلال، وكذلك التواصل مع الاسرى في السجون الاسرائيلية لحثهم على التضامن مع الاسير عدنان بالإضراب عن الطعام.


 


اضراب عدنان الاسطوري والمستمر يعرض حياته للخطر، فهو بحالة صحية حرجه، فلنجعل من قضيته قضيتنا جميعا بالاعتصام والإضراب والاحتجاج، ولتكون قضية رأي عام محلي وعلى المستوى الدولي وممارسة كافة الضغوط على دولة الاحتلال لإطلاق سراحه.


 

جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة قدس نت