حرب واستنفار خلال 6 ساعات الكهرباء في غزة !!

 
مع تواصل انقطاع التيار الكهربائي على قطاع غزة لساعات طويلة , يقف المواطن الفلسطيني داخل منزله حائرا لا يدرى ماذا يفعل ومن أين يبدأ لإنهاء ما يتطلب منه من واجبات ومسؤوليات وضروريات الحياة التي تتراكم يوما بعد يوم, نتيجة لهذه المأساة الحقيقية التي تطرق كل بيت غزي في هذه الآونة التي تشهد تزايد مستمر في انقطاع التيار الكهربائي عن كافة أنحاء قطاع غزة.
 
ورغم هذه المعاناة المتفاقمة, أفسحت وكالة قدس نت للأنباء مساحة لتسليط الضوء على حال المواطن الفلسطيني عندما تأتي الكهرباء لساعات قليلة في المنزل, كي يكتمل مشهد المعاناة داخل البيوت الفلسطينية .
 
أزمة حقيقة
بدورها , المواطنة ديما "24عاما", ربة منزل تقطن في حي الشجاعية بمدينة غزة , تحدثت عن معاناتها مع انقطاع التيار الكهربائي قائلة:"نعيش في أزمة حقيقة ولا أحد يدري ما يحدث لنا جراء هذه المعاناة ".
 
وفي سؤالنا لها , ماذا تفعلين في الساعات القليلة التي تأتي فيها الكهرباء , لتقول المواطنة ديما لـ"وكالة قدس نت للأنباء" :" عندما تأتي الكهرباء أنهض سريعا كي أنهي كافة مسؤوليات المنزل المتراكمة منذ فترة طويلة من غسيل وكي وغيرها من المستلزمات التي تحتاج لوجود الكهرباء في البيت ", مناشدة المسؤولين والعالم أجمع بالتدخل السريع لحل أزمة الكهرباء.
 
وأكدت في الوقت ذاته  على أن إنهاء كافة مستلزمات المنزل لحظة وجود التيار الكهرباء يتطلب مزيد من الجهود من ربة البيت , قائلة:" بالسابق كنا نعمل في البيت حسب طاقتنا ولا نكدس المسؤوليات علينا لكن اليوم باتت الكهرباء تتحكم في أعمالنا المنزلية  ", مؤكدة على أن هذه المعاناة تلقي بظلالها السلبية على حياة المواطن الفلسطيني .
 
ولم يكن حال المواطنة ديما بالمختلف تماما عن حال المواطنة ليلى عبد الرحمن من غزة والتي أعربت عن امتعاضها واستيائها الشديد من هذا الوضع الحالي , لتقول :" معاناة لا تنتهي هذه هي حالتنا في المنزل عند انقطاع الكهرباء وعندما تأتي لساعات قليلة حيث لا نشعر بوجودها نظرا لتكرار قطعها بين الفينة والأخرى ما يجعلنا نتردد في تشغيل التلفزيون أو أي جهاز كهربائي أخر ".
 
وتابعت حديثها بضجر :" عندما تأتي الكهرباء اذهب سريعا كي أشغل ماتور المياه كون معاناة انقطاع المياه ظهرت مع تواصل انقطاع التيار الكهرباء كما أن أيام لا تكون المياه فيها متوفرة عندما تكون الكهرباء موجودة وهذه معاناة مضاعفة لنا ", متابعة:" وعندما نسعى لإعداد الخبز نصبح غير قادرين على ذلك خوفا من الانقطاع المتكرر للكهرباء فنضطر إلى شراء من الخبز من المخابز".
 
ونوهت إلى أن الحيرة تبقى لسان حال ربة البيت في ظل عدم وجود الكهرباء ,قائلة :" عندما تأتي الكهرباء نكون في حيرة ماذا سنفعل  وبأي مهام سنبدأ "الغسيل أو الكي أو الخبيز أو تسخين المياه وغيرها ", مطالبة المسؤولين المختصين بقضية الكهرباء في غزة بالاستقالة الفورية كونهم غير قادرين على توفيرها للمواطن الفلسطيني .
 
أما العشريني أحمد هشام بدأ كلام لقدس نت بـ"حسبنا الله ونعم الوكيل", مضيفاً: " في البداية كانت تأتينا 8ساعات ولم تكن تكفي  أما ألان فتقلصت لست ساعات يتيمة غير كافية", موضحاً أن الكهرباء أصبحت ضيف عزيز على كل بيت غزي ينتظرها بشوق.
 
وأكد على أن المنزل خلال ست ساعات الكهرباء يعتريه حالة من الاستنفار فعلى صعيده الشخصي لا يرى الكهرباء في المنزل إلا ساعتين قبل أن تقطع حسب مواعيد عمله, ويقضيها على حد قوله على الانترنت وقضاء باقي مصالحة, متابعا:"أما والدته فتحضر الغسيل والخبز وتنتظر الكهرباء", مشيراً إلى أن المياه في معظم الأحيان تكون مقطوعة وقت قدوم الكهرباء ,معتبراً هذا عائق وهم أخر يواجه عائلات غزة.
 
وأضاف "إذا ما أردنا أن نشغل ماتور الكهرباء فإننا لا نجد البنزين له, لذلك أثناء قطع الكهرباء اخرج مع أصحابي أو اخلد للنوم, محملاً مسؤولية أزمة الكهرباء للحكومة و الدول العربية وخاصة مصر كونها توزع كهرباء لعدد من الدول العربية ولن يضرها أن تمد غزة بالكهرباء, داعياً كل شخص له القدرة على حل هذه الأزمة أن يتقي الله فينا وفي الناس المرضى المتعلقة حياتهم بالكهرباء". حسب قوله.
 
أما الشاب محمد مسعود ولدى سؤلنا له عن حال منزله عندما تأتيه الكهرباء ضحك وبدأ بوصف المنزل الذي شبهه بحالة الحرب, حيث يكون كل شخص حاضرا لعمل شيء ما في الكهرباء فهوا كما يقول يتفقد حسابه على الفيس بوك والايميل وبالطبع لا ينسى أن يشحن الجوال حتى يكمل باقي النهار معه, وباقي إخوته على التلفزيون الذي باتوا يشتاقون له.
 
وأضاف :"أمي لا تؤمن بخبز المخابز فهي تقسم وقت الكهرباء على الخبز والغسيل الذي يمتعنا بصوت الغسالة الجميل", موضحا أنه لن يفرط بأي دقيقة كهرباء خارج المنزل فلوا أتاه أصدقائه سيبدي الاستمتاع بساعات الكهرباء القليلة عن الخروج معهم, مستهجناً الوضع ,بقولة :"لو أننا نعيش بالصومال ما كان الوضع كما هو الآن".
 
ولم يبدي مسعود اهتمامه بالمسئولين عن الكهرباء لأنه قد مل كباقي الناس من مطالبتهم بإصلاح الوضع قائلاً " مش راح يسمعوا يعني قلنا قبل هيك وعلى الفاضي و بالمعنى الأصح ارحمونا".!!