مدينة القدس تهود وأقصاها مهدد بالهدم !!/ سليم شراب بقلم / سليم شراب

بقلم: سليم شراب

كل يوم تحمل لنا الاخبار طرد السكان المقدسيين وهدم بيوتهم واسكان المستوطنيين مكانهم وتهويد مدينة القدس بتغير معالمها الاسلامية وانتهاكات يومية لقدسية المسجد الاقصى وانتهاك لحرمته من قبل المستوطنيين الصهاينة , وكل يوم عن خبر عن حفريات ومؤامرات لهدم المسجد الاقصى للبحث عن هيكلهم المزعوم .. هذا الهيكل الذى يشغل مكانة خاصة في وجدان اليهود الآن؛ إذ يعتبر أهم مبنى للعبادة حسب زعمهم.


 


وقد اعتادت اليهودية الصهيونية وكيانها إسرائيل على اغتصاب التاريخ وتطويع وقائعه وأحداثه ومعطياته لخدمة أغراضها السياسية وكذلك على تشويهه ولي عنقه وإلباسه ثوب الأساطير والخرافات التوراتية لتجعل منها ديناً قائماً بحد ذاته. ومن هنا وليس غريباً ولا مستغرباً أن يعملا بكل ما أوتيا من قوة على تزوير التاريخ بما يتيح لهما تبرير احتلال الأرض العربية، والتشبث بالقدس عاصمة موحدة وأبدية لها، وعليه فان اليهودية الصهيونية واسرائيل لا تتحدثان عن (اقامة اسرائيل)، بل عن (اعادة بناء الدولة اليهودية). كما لا تتحدثان عن (السيادة على أرض الميعاد/ فلسطين وعاصمتها القدس) وانما عن (استئناف السيادة عليها) المقطوعة لأسباب خارجة عن ارادة اليهود ولخطأ رباني - والعياذ بالله - مما يتقولون على الله سبحانه وتعالى.


المزاعم اليهودية الصهيونية حول مكانة القدس في الاسلام
اذن لما كان التاريخ والدين (الأساطير التوراتية) ركنين أساسيين في البناء العقائدي اليهودي الصهيوني، وكذلك في الاستراتيجية اليهودية الصهيونية، والسياسة الاسرائيلية نظرياً وعملياً، فيغدو مفهوماً لماذا تصر اليهودية الصهيونية، وكيانها اسرائيل على امطار العالم بسيل من المزاعم والادعاءات والأساطير الدينية التي تحاول من خلالها ان تبرهن للعالم بأن اليهود أصحاب حق ديني وتاريخي في فلسطين، وفي القدس عاصمة موحدة وأبدية لهم، وعدم أحقية غيرهم أي العرب والمسلمون بهذه الأرض مع أن العرب هم أول من سكنها. وهم الذين بنوا القدس ومنهم اتخذت اسمها وذلك قبل خمسة آلاف عام ونيف.


 


ومدينة القدس في الاعتقاد الإسلامي، لها مكانة دينية مرموقة، اتفق على ذلك المسلمون بجميع طوائفهم ومذاهبهم وتوجهاتهم، فهو إجماع الأمة كلها من أقصاها إلى أقصاها. ولا غرو أن يلتزم جميع المسلمين بوجوب الدفاع عن القدس، والغيرة عليها، والذود عن حماها، وحرماتها ومقدساتها، وبذل النفس والنفيس في سبيل حمايتها، ورد المعتدين عليها. وقد اختلف المسلمون، والعرب، والفلسطينيون في الموقف من قضية السلام مع إسرائيل، هل يجوز أو لا يجوز؟ وإن جاز، هل ينجح أو لا ينجح؟ ولكنهم جميعا –مسلمين وعربًا وفلسطينيين- لم يختلفوا حول عروبة القدس، وإسلاميتها، وضرورة بقائها عربية إسلامية، وفرضية مقاومة المحاولات الإسرائيلية المستميتة لتهويدها، وتغير معالمها، ومسخ شخصيتها التاريخية، ومحو مظاهر العروبة والإسلام والمسيحية منها. فللقدس قدسية إسلامية مقدورة، وهي تمثل في حس المسلمين ووعيهم الإسلامي: القبلة الأولى، وأرض الإسراء والمعراج، وثالث المدن المعظمة، وأرض النبوات والبركات , وأرض الرباط والجهاد .


 


والقدس ثالث المدن المعظمة في الإسلام. فالمدينة الأولى في الإسلام هي مكة المكرمة، التي شرفها الله بالمسجد الحرام. والمدينة الثانية في الإسلام هي طيبة، أو المدينة المنورة، التي شرفها الله بالمسجد النبوي، والتي ضمت قبر الرسول صلى الله عليه وسلم. والمدينة الثالثة في الإسلام هي القدس أو بيت المقدس، والتي شرفها الله بالمسجد الأقصى، الذي بارك الله حوله، وفي هذا صح الحديث المتفق عليه عن أبي هريرة وأبي سعيد الخدري، عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: "لا تشد الرحال إلا إلى ثلاثة مساجد: المسجد الحرام، والمسجد الأقصى، ومسجدي هذا".



فالمساجد كلها متساوية في مثوبة من صلى فيها، ولا يجوز للمسلم أن يشد رحاله، بمعنى أن يعزم على السفر والارتحال للصلاة في أي مسجد كان، إلا للصلاة في هذه الثلاثة المتميزة.


 


 وفى المقابل لا نجد غير بيانات الشجب والتنديد , ألا لعنة الله عل التطبيع والتهويد الذي سرى في الامة .


قبل اثنى عشر عاما تحدى المجرم شارون العالم باقتحامه ومجموعة من المستوطنين المجرميين باحات الاقصى ليدنسوه , وتحولت ساحة المسجد الاقصى لميدان حرب , فقتل من قتل شهيدا , وأصيب من أصيب برصاص الغدر الصهيونى  دافع فيها ابناء القدس والضفة الغربة وفلسطينى ال 48 العزل عن مسجدهم بكل مايستطيعون .


12 عاما مرت سقط فيها الاف الشهداء من أبناء شعبنا الفلسطينى ومازالوا صامدين بفضل الله .


والسؤال المر الذى يفرض نفسه أين المسلمون فى العالم من قضية تدنيس الاقصى وتهويد مدينة القدس ؟!


أين أكثر من مليار ونصف المليار مسلم ؟!


الاجابة واضحة للعيان تقول أن حكومات دولهم قيدتهم بقيود كثيرة حرصا على أمنها ومصالحها بخلاف قيود الوهن والمجتمع الدولى قيدهم بحدود مصطنعة .


 


ولكن هل يمنع ذلك نصرة الأقصى؟!، والله لو أن ما حدث حدث في الفاتيكان أو في معبد صنم لانقلب العالم رأساً على عقب... فأين نصرة الأقصى العزيز؟!... ولمن ترسانات الأسلحة في بلاد المسلمين التي يُنفَق على شرائها مئات المليارات سنويًا... هل هي معدة للعروض العسكرية فقط؟!!

واذا كان السياسيين والحكومات باعوا الأقصى وأعطوا له ظهورهم، فأين علماء الأمة القائمين على حماية الدين والشريعة؟!، أين هبتهم ونجدتهم لنصرة الأقصى؟!... نريد منهم جميعا وقفة واحدة وليس فرادى  .

أين مئات القنوات الفضائية العربية بل أين القنوات الإسلامية؟!... لماذا لم تقطع برامجها وتعلن وقتها كله للتعبئة العامة لنصرة الأقصى تنبه الغافلين وتعلن للعالم أن الأمة مازال فيها الخير حريصة على الأقصى؟!
وهل يوجد خطر ومفسدة أشد من تدنيس مسرى النبي - صلى الله عليه وسلم ومحاولة هدمه ؟!


 


ومن المحزن المؤسف أن كثير من حكام وحكومات العرب والمسلمين لا يعرفون غيرة ولا نخوة ولا حق ولا واجب عليهم لحماية الاقصى من اليهود ,, وكل مايعرفونه هو حق بعضهم لقبلتهم الاولى فى البيت الابيض لا يفترون عن التقرب اليه كل ليل ونهار بكل مايستطيعون , وهى لا تغنيهم ولا تسمنهم من جوع , ولا تنفعهم يوم الازفة . ودائما تخذلهم فى كل موطن يستغيثون بها وتتعالى عليهم وتسقيهم من كأس الذل أنهار , ولكنهم رغم ذلك متيمون غارقون فى التقرب والعشق للبيت الاسود ظنا بوهمهم الفاسد أنه ينفعهم يوم تتبدل الايام والاحوال ويغير الله أقوام بأقوام !!


أخيرا أقول : القدس تهود و تضيع منا ياعرب يامسلمين , والاقصى يناديكم فهل من مجيب ؟!!! . 


 

جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة قدس نت