أكد الأمين العام لمنظمة المؤتمر الإسلامي أكمل الدين إحسان أوغلو, على ضرورة الحفاظ على الطابع العربي الإسلامي لمدينة القدس، عاصمة دولة فلسطين، حيث لا يمكن أن تنعم منطقة الشرق الأوسط بالسلام والأمن والاستقرار دون إقامة دولة فلسطين المستقلة وعاصمتها القدس الشريف.
وعبر الأمين العام عن بالغ تقديره لدولة قطر لاستضافتها ورعايتها للمؤتمر الدولي للدفاع عن القدس الذي ينطلق بالدوحة يوم الأحد القادم.
وقال في تصريحات صحافية، اليوم الأربعاء، فور وصوله الدوحة للمشاركة في المؤتمر الدولي للدفاع عن القدس، إن الاهتمام والحرص الذي توليه الدول العربية على دعم قضية فلسطين والقدس الشريف، يعكس التزاماً جاداً بحشد وتنسيق المواقف والجهود الدولية الرامية إلى الدفاع عن المدينة المقدسة، وفضح سياسة التهويد الإسرائيلية التي تنتهجها بحقها أمام العالم .
ونبه إلى أن مدينة القدس تعيش حالياً أخطر وأحلك الظروف نتيجة سياسة التهويد والانتهاكات والجرائم الإسرائيلية المتواصلة ضد الإنسان الفلسطيني وأرضه ومقدساته وحقوقه من خلال سياسات التوسع الاستيطاني ومصادرة الأراضي، وتزوير الحقائق والحفريات تحت المسجد الأقصى وطرد المقدسيين وبناء الجدار العنصري وتغيير الواقع الديمغرافي وخلق وقائع جديدة على الأرض بهدف عزل المدينة عن محيطها الفلسطيني .
وشدد على أن منظمة التعاون الإسلامي تعتبر السياسة الإسرائيلية العدوانية هذه تحدياً لإرادة المجتمع الدولي وانتهاكاً صارخاً للاتفاقيات والمواثيق الدولية ولقرارات الأمم المتحدة على حد سواء .
وأوضح أوغلو أن المنظمة تبذل جهوداً، وتجري اتصالات ولقاءات مع القادة والمسئولين على الصعيد العالمي، من أجل وقف هذه الانتهاكات الإسرائيلية، وفي نفس الوقت، تواصل المنظمة جهودها على مستوى المنظمات الدولية، لا سيما الأمم المتحدة، حيث تنشط المجموعة الإسلامية في أكثر من محفل دولي، من أجل حشد الدعم الدولي للحقوق الفلسطينية الثابتة والدفاع عنها، وإدانة سياسة التهويد الإسرائيلية في القدس الشريف والتصدي لها .
وقال إنه علاوة على كل ذلك، فقد عززت المنظمة من دعمها المالي عبر البنك الإسلامي للتنمية ووكالات التنمية في الدول الأعضاء، باعتبار ذلك رافداً مهماً يسهم في تمكين ودعم المقدسيين وتعزيز صمودهم وثباتهم، لافتا إلى أن البنك الإسلامي للتنمية رصد في بداية العام الحالي 15 مليون دولار لتنمية قطاع الإسكان، إضافة إلى ما سيتم تقديمه للقطاعات الحيوية الأخرى في القدس الشريف.
وحول رؤية منظمة التعاون الإسلامي لما تحتاجه القدس في ظل الظروف الراهنة التي تعيشها ، قال أوغلو إن القدس بحاجة إلى إرادة جادة وتحرك فاعل من قبل المجتمع الدولي بدوله ومؤسساته من أجل وضع حد لهذه الانتهاكات الإسرائيلية المتواصلة بحق الشعب الفلسطيني وأرضه وحقوقه ومقدساته، ومنع تكرار هذه الجرائم التي تغذي العنف والتوتر في المنطقة.
وأضاف أن المنظمة تعتبر أن التحديات التي تواجه القدس تحديات للأمة جمعاء بدولها ومؤسساتها وقادتها وشعوبها، وتستوجب مزيداً من العمل والجهد الحثيث والعطاء الحقيقي والعناية الخاصة للقطاعات الحيوية في القدس من إسكان وتعليم وصحة"فهي واجب ومسؤولية وأمانة مشتركة نتحملها جميعاً، عبر تقديم الدعم المالي لتلبية احتياجاتها وتنمية قدرات مؤسساتها وتمكين أهلها والدفاع عنهم وتعزيز صمودهم وثباتهم في أرضهم ومواجهة التحديات التي تفرضها قوة الاحتلال وتطال كافة جوانب حياتهم".