دعا السفير معن عريقات، ممثل منظمة التحرير الفلسطينية في الولايات المتحدة الأميركيّة، إلى ضرورة الـتأثير على السيّاسة الأميركيّة، وتوعية الرأي العام الأميركيّ بالقضيّة والحقوق الفلسطينيّة، من خلال الاستناد إلى المبادئ التي تحكم المجتمع الأميركيّ التي تقوم على العدالة والمساوة والحريّة، وبذل الجهود والتحرك في عدة مستويات، والتعاون ما بين السفارات والجاليات العربيّة لتنامي التأييد الشعبيّ للقضيّة الفلسطينيّة، وتوعيّة الجاليّة الفلسطينيّة والعربيّة بأهميّة ذلك التأثير.
جاء ذلك خلال لقاء نظّمه المركز الفلسطينيّ لأبحاث السيّاسات والدراسات الإستراتيجيّة – مسارات في مقرّه بمدينة البيرة، بحضور شخصيات سياسيّة وأكاديميّة، وأدار اللقاء خليل شاهين مدير البحوث في المركز.
وقال عريقات إنّ "التأثير على السّياسة الأميركيّة يتطلب الاندماج في المجتمع الأميركيّ للتأثير فيه، وكسب تأييده وتعاطفه، دون أنْ يعني هذا الاندماج التخلي عن اللغة والدّين والثّقافة والتّراث والأصالة والمبادئ والأفكار الفلسطينيّة والعربيّة، وذلك من خلال التصويت في الانتخابات، والمساهمة في دعم الحملات الانتخابيّة، والقيام بالأعمال التطوعيّة والأهليّة والإنسانيّة. وبين أن نسبة تصويت العرب في الانتخابات هي الأقل بين الأقليات، وأن الأقليات العرقيّة الأخرى، مثل اليهود والإيرلنديين واليونان، استطاعت الاندماج في المجتمع الأميركيّ والتأثير على السّياسة الأميركيّة ومراكز القوى في الولايات المتحدة".
ونوّه عريقات إلى أنّ مهامَ العمل الديبلوماسيّ هو وضعُ الآليات لتنفيذ السيّاسة التي تحددها القيادة الفلسطينيّة ممثلة بالرئيس محمود عباس ومنظمة التحرير الفلسطينيّة، حيث أشار إلى أن وزارة الخارجيّة وضعت خطةً ودليلًا للعمل الديبلوماسيّ الفلسطينيّ يعد كفيلًا بتفعيل التعقيدات الخاصة بالتمثيل الفلسطينيّ في الولايات المتحدة الأميركيّة بفعل الموقف السّياسيّ للإدارة الأميركيّة الذي ينعكس بدوره على مستوى التمثيل الفلسطينيّ والامتيازات الدبلوماسيّة مقارنة مع سفارات الدول الأخرى.
وأضاف عريقات أنّ الإدارة الأميركيّة في السنوات الأخيرة عملت على رفع مستوى التمثيل الفلسطينيّ من خلال رفع العلم على مقر الممثليّة، ووضع لوحة على مدخل مقرّها، إضافة إلى بعض التسهيلات بخصوص الفيز، ومعاملة الحكومة الأميركيّة ووزارة خارجيتها للممثليّة الفلسطينيّة معاملة السفارات الأخرى في المناسبات والمعايدات، وغيرها، ولكننا نفتقد الكثير من الميزات الدبلوماسيّة لعدم اعتراف الولايات المتحدة الكامل بالفلسطينيين، مثل الحصانة الدبلوماسية، والخصم الضريبي، وغيرها من المزايا التي تمنح للسفراء الآخرين.
وفي تعليقه على توجه القيادة إلى الأمم المتحدة للحصول على العضويّة، أوضح عريقات أنه شرح للقيادة الفلسطينية الموقف العدائي الذي يتخذه الكونغرس من الجهود الفلسطينيّة بقطع المساعدات وإغلاق البعثة الفلسطينيّة، وقدم شرحًا وافيًا للقيادة عن الأجواء والأوضاع السياسية السائدة، حاليًا، في الولايات المتحدة فيما يتعلق بالقضية الفلسطينية.
وأضاف: "في الحقيقة توجد خطوط حمر لا يمكن لأي رئيس أن يتجاوزها، إلا إذا توفرت الإرادة والشجاعة الكافيتان لدى الرئيس للدفاع عن المبادئ التي تتخذها الإدارة الأميركية بخصوص حل الصراع في المنطقة على أساس حل الدولتين.
وبين عريقات أن الحزب الجمهوري يشهد تمزقًا عشيّة الانتخابات الرئاسيّة الأميركيّة للعام 2012، حيث يتنافس داخل الحزب كل من: نيوت غينغريتش، وميت رومني، وريك سانتوروم، ورون بول لمنافسة الرئيس الديمقراطي باراك أوباما على الانتخابات الرئاسيّة، وأوضح بأن التنافس بين مرشحي حزب الجمهوري سيلقي بظلاله بنتائج إيجابيّة لصالح باراك أوباما، وذلك، أيضًا، في ظل التحسن الاقتصادي غير المتوقع التي تشهده البلاد.
وفي تطرقه للربيع العربي، أوضح عريقات أنّ مصرَ هي اللاعب الأبرز في المنطقة، وما ستؤول إليه الأمور فيها ستنعكس بشكل مباشر على ميزان القوى، كون مصر ذات ثقل سكاني وإستراتيجي كبير، ولوجودها في معادلة الصراع الدولي في منطقة الشرق الأوسط.