كشفت صحيفة الاهرام القاهرية عما وصفته بقضية تجسس وتخابر أصابت الأمن القومي المصري والاقتصاد المصري بأضرار خطيرة على مدى العام الماضي.
وحسب الصحيفة، تشير المعلومات إلى تورط عدد من المصريين والأجانب فى تمكين إسرائيل من تحويل المكالمات الهاتفية الدولية الواردة لمصر إلى إسرائيل عبر وسائل تقنية متطورة تستطيع إسرائيل من خلالها التجسس على مكالمات العديد من كبار المسئولين المصريين .
وقبل أن يسدل الستار عن القضية المنظورة أمام محكمة جنايات القاهرة والمتهم فيها الأردني بشار إبراهيم أبو زيد والإسرائيلي الهارب أوفير هراري بتهمة التخابر مع من يعملون لمصلحة دولة أجنبية بقصد الإضرار بالمصالح القومية للبلاد .
واللذان احيلا إلي المحاكمة في أعقاب ثورة 25 يناير بعد أن أشارت تحريات الأمن القومي والتي تم تقديمها لنيابة أمن الدولة العليا أن المتهم الأول الذي يعمل مهندس اتصالات ومتخصص في الأقمار الصناعية والشبكات أجري اتصالات مع المتهم الثاني أحد عناصر المخابرات الإسرائيلية والاتفاق فيما بينهما علي تمرير المكالمات الدولية المصرية الواردة للبلاد عبر النت الإسرائيلي بغرض السماح لأجهزة الأمن الإسرائيلية للاستفادة بما تتضمنه هذه المكالمات من معلومات عن كل القطاعات بالبلاد .
وقام المتهم بشار بإحداث ضررا بالغا بالأمن القومي من خلال تهريب شرائح الموبايل لاستخدامها في تمرير المكالمات الدولية التي تم رصدها وفجرت التحقيقات مع المتهم الأول في هذه القضية عن اتهام أربعة أشخاص آخرين من القيادات والعاملين بشركة موبينيل من بينهم شخص يحمل الجنسية الأمريكية والذين سوف يمثلون أمام المحكمة الاقتصادية بجلسة الاثنين القادم بتهمة الموافقة علي إنشاء محطة للشركة بمنطقة العوجة علي بعد2 كيلو مترات من الحدود المصرية دون الحصول علي ترخيص من االجهات المختصة وبارتفاع70 مترا لأحد هذه الأبراج التي تم إنشائها متجاوزا الارتفاع المسموح به في المناطق الخلوية وهى 12 مترا مما ساعد في تمرير المكالمات الدولية المصرية عبر النت الإسرائيلي وكشفت معاينة الأبراج المخالفة والتي قد تمت إزالتها عن دعمها بالمزيد من الأطباق هوائيات ورفع كفاءتها وتوجيهها عمدا لنقل إشارة شبكة موبينيل لتخدم منطقة محددة داخل الحدود الإسرائيلية مما يسمح لتمرير المكالمات الـ(VOIP) الدولية الخاصة بمصر.
وكشف التقرير الذي أعد حول هذا الملف عن وجود منطقة عسكرية حصينة إسرائيلية تجاه هوائيات شركة موبينيل بزاوية75 درجة مع البرج.
وأن هذا الارتفاع بالبرج لا يتناسب مع طبيعة المنطقة والتي تبين أنها صحراء وحجم سكانها لا يتجاوز600 شخص.
وحصلت الأهرام علي معلومات من بينها أن المتهم بشار إبراهيم( الأردني الجنسية) الذي كان يعمل بشركة موبينيل ويحاكم حاليا أمام محكمة الجنايات التي تستكمل جلساتها يوم4 مارس المقبل في قضية تمرير المكالمات الدولية خارج مصر والتخابر لمصلحة دولة أجنبية قد اعترف بأنه تعرف علي المتهم أوفير هراري( إسرائيلي الجنسية) وقد كلفه الأخير بشراء300 شريحة تليفون محمول لشركة موبينيل وإرسالها إليه في إسرائيل, وقد نفذ المتهم هذا التكليف في7 مارس الماضي وأخفي هذه الشرائح داخل إحدي لعب الأطفال وأرسلها إلي إسرائيل, إلا أنه تم ضبطها.
كما تكشف محاكمة المتهمين الأربعة وهم: اسكندر شلبي نجيب رزق( حاصل علي الجنسية الأمريكية) وعمره(50 عاما) رئيس مجلس إدارة الشركة المصرية لخدمات التليفون المحمول موبينيل والعضو المنتدب بها والمقيم بالمعادي, ومحمود جميل محمود أحمد حطب(37 سنة) مدير إدارة تصميم الشبكات والجودة بالشركة ومقيم بالزيتون, وطارق معتصم عبدالباقي شاهين(37 سنة) مدير إدارة مراقبة معايير الجودة ومقيم بالنزهة, وفادي فيد إدوارد وهبة(27 سنة) مهندس بإدارة الجودة بالشركة ومقيم أيضا بالزيتون, عن أنهم قد اشتركوا مع المتهمين بشار إبراهيم أبوزيد( الأردني الجنسية) وأوفير هراري( إسرائيلي الجنسية) والهارب الذي تجري محاكمتهما حاليا أمام محكمة الجنايات بمساعدتهما في تمرير المكالمات الدولية الواردة إلي مصر دون المرور علي شبكة الاتصالات الدولية المرخص بها وقاموا بزيادة أجهزة الهوائيات وسعة محطة الشركة بالعوجة ورفع كفاءتها.
ومن المنتظر أن تستمع المحكمة الاقتصادية إلي أربعة من شهود الإثبات في القضية, من بينهم حسام عبد المولي صقر مدير إدارة الترقيم بالجهاز القومي لتنظيم الاتصالات الذي سيكشف عن أن تمرير المكالمات الدولية الواردة إلي البلاد تم باستخدام الإنترنت الإسرائيلي, مما شكل ضررا بالأمن القومي المصري بالسماح للجانب الإسرائيلي بالتنصت وتسجيل تلك المكالمات, كما أسفر عن حدوث ضرر بالاقتصاد القومي نتيجة عدم مرور هذه المكالمات من خلال البوابات الدولية للشركات المصرية, مما تسبب في خسارة مالية كبيرة.
كما أن الجهاز القومي لتنظيم الاتصالات خاطب الشركة, مطالبا إياها باتخاذ الإجراءات اللازمة لمكافحة جرائم تمرير المكالمات الدولية عبر الحدود الشرقية للبلاد وقيام بعض الفنيين بالشركة بأعمال وزيادة السعة وتوجيه المحطات والتأكد من عدم خروج التغطية خارج الحدود الشرقية لمصر وأن الشركة لم تقم باتخاذ تلك الإجراءات.
وتستمع المحكمة أيضا إلي أقوال الشاهد هشام عبدالرحمن فرج رئيس قطاع التشغيل بالجهاز القومي لتنظيم الاتصالات التي تضم الشهادة المطابقة الصادرة من الجهاز القومي لتنظيم الاتصالات لمحطة الشركة المصرية لخدمات التليفون المحمول موبينيل بالعوجة لتركيب عدد(2) هوائي فقط علي البرج المعدني لهذه المحطة, وأن الشركة لم تقم بإخطار الجهاز القومي لتنظيم الاتصالات بزيادة عدد الهوائيات لهذه المحطة, مما يعد مخالفة للضوابط الخاصة في هذا الشأن التي تشترط ألا يزيد عدد الهوائيات للبرج في المستوي الواحد عن ثلاث هوائيات فقط وفي حالة وضع هوائيات علي عدة مستويات علي البرج نفسه فيشترط ألا تقل المسافة الرئيسية بين مركز الهوائيات عن أربعة أمتار بين كل مستوي.
بينما أوضح إيهاب مصطفي عبدالفتاح مدير إدارة التفتيش الفني بإدارة القياسات بقطاع التشغيل بالجهاز القومي لتنظيم الاتصالات في شهادته أن شركة موبينيل لم تخطرهم بزيادة أعداد الهوائيات لمحطة الشركة بالعوجة كي تتم مراقبة مدي مطابقتها للاشتراطات والمواصفات الفنية الخاصة بالسلامة والصحة البيئية المقررة في هذا الشأن.
ومن بين الشهود الشاهد الرابع نبيل سعد المرسي رئيس قطاع تشغيل وصيانة الدولي بالشركة المصرية للاتصالات أن شركة موبينيل لم تستخرج أية موافقات أ تصاريح من الشركة المصرية للاتصالات بشأن تركيب هذه الأجهزة.
وعلمت الأهرام أنه كان قد تم إعداد تقرير شامل عن هذا الملف بشكل عام ومعاينة الأبراج المخالفة التي تم من خلالها تمرير المكالمات الدولية الواردة إلي مصر ومنها إلي إسرائيل الذي كشف عن معلومات خطيرة:
" أن موقع البرج يبعد عن منفذ العوجة نحو كيلو مترين وأن ارتفاعه نحو70 مترا ومكون من3 محطات(BTS), اثنان لشركة المحمول موبينيل(62844 و62845), وواحد لشركة المحمول فودافون(5183) علي الموقع والبرج نفسيهما, وتبين ـ وفقا لطبيعة المنطقة وارتفاع البرج وتوجيهات الهوائيات الخاص بشركة موبينيل والقياسات التي تم إجراؤها ـ أنه تم الكشف ـ من خلال دراسة خرائط الأقمار الصناعية مع استعمال نظام الـ(GPS) بالمنطقة الحدودية الإسرائيلية المقابلة لبرج شركة موبينيل ـ عن وجود منطقة عسكرية إسرائيلية( منطقة حصينة) بزاوية75 درجة علي البرج وفي اتجاه هوائيات شركة موبينيل, كما أن هذه المنطقة العسكرية الإسرائيلية تقع فوق منطقة صخرية مرتفعة ترتفع عن منطقة البرج بنحو70 مترا, وأن البرج يرتفع فوق سطح البحر204 أمتار, بينما تصل ارتفاعات المناطق الصخرية المجاورة للمناطق العسكرية إلي272 مترا فوق سطح البحر مما يؤكد الحاجة إلي وجود هذا البرج المرتفع للتمكن من وصول إشارة البرج إلي تلك المنطقة بقوة كبيرة".
"ارتفاع البرج وعدد الهوائيات واتجاهاتها لا يتنتاسب مع طبيعة المنطقة الكائن بها حجم الحركة عليها لأنها منطقة صحراوية نائية لا توجد بها أي مبان ومرتفعة تتطلب ارتفاعا كبيرا للهوائيات أو كثافة سكنية تتطلب العدد الكبير منها ولا يوجد بالمنطقة غير طريق معبر العوجة الذي يتطلب فقط عددا قليلا من الهوائيات بارتفاعات منخفضة وبزاوية90 درجة علي الحدود مع إسرائيل.
كما تبين أن الهوائيات في أعلي البرج(62844 و62845), وذلك بالمعاينة التي أجريت في23 مارس الماضي أغلبها خاص بشركة موبينيل وعلي ارتفاع عال وموجه بزاوية75 درجة باتجاه إسرائيل ولا يخدم نهائيا المشتركين داخل الحدود المصرية لعدم وجود أي منشآت أو طرق داخل الحدود بهذه الزاوية( حيث إن المنطقة المقابلة داخل الحدود المصرية بزاوية75 درجة منطقة صحراوية خالية تماما قبل السلك الفاصل للحدود مع إسرائيل), مما يؤكد أن هذه الهوائيات موجهة عمدا لنقل إشارة شركة موبينيل بقوة كبيرة لتخدم منطقة محددة داخل الحدود الإسرائيلية.
تمرير المكالمات الدولية يتطلب قوة كبيرة من إشارة شركة المحمول وارتفاع البرج والعدد الكبير من هوائيات شركة موبينيل الموجه باتجاه إسرائيل يسمح بوصول إشارة موبينيل بقوة داخل الحدود الإسرائيلية, مما يسمح لتمرير المكالمات الدولية الواردة إلي مصر من خلال إسرائيل باستعمال إشارة شبكة موبينيل القوية وكذلك استعمال الإنترنت الإسرائيلي لنقل مكالمات الـ(VOIP) الدولية الخاصة بمصر بطريقة غير مشروعة عبر إسرائيل
كما أوضح التقرير: أن أشارة هوائيات شركة موبينيل تغطي عمقا لا يقل عن عشرة كيلو مترات داخل حدود إسرائيل بزاوية من75 درجة إلي135 درجة التي يمكن استقبالها بمعدات تقليدية وفي حالة وجود برج مقابل في إسرائيل ومواجه لبرج موبينيل ووجود مكبرات الإشارة الكهرومغناطيسية يستطيع استقبال إشارة موبينيل بعمق لا يقل عن25 كيلو مترا داخل إسرائيل, كما يمكن بعد ذلك نقل الإشارة إلي أي عمق داخل إسرائيل.
وتبين أن ارتفاع البرج عدد الهوائيات واتجاهاتها وفقا لما ورد بالتقرير لا يسمح بالتغطية داخل الحدود المصرية وأنه توجد شكوي من المواطنين من ضعف إشارة موبينيل في العوجة وانقطاعها الدائم, مما يسمح لشبكات المحمول الإسرائيلية بالتغطية داخل الحدود المصرية ويسبب الكثير من المشكلات للمواطنين المصريين فيما بينهم باستخدام شبكات المحمول المحلية للاتصال.
إعادة معاينة محطتي شبكة موبينيل بالعوجة
وفي12 أبريل من العام الماضي ذكر التقرير أنه تمت إعادة معاينة محطتي شركة موبينيل بالعوجة بالبرج رقم(62844 و62845) تبين إزالة هوائيات شركة موبينيل من علي البرج التي تتجه إلي إسرائيل بزاوية75 درجة مع الحدود( عدد5 هوائيات), كما تبين أيضا إزالة هوائيات شركة موبينيل ذات الارتفاع الكبير أعلي البرج عدد3 هوائيات التي لا تخدم داخل الحدود المصرية وتبين إضافة هوائيتين جديدتين لشركة موبينيل بارتفاع منخفض باتجاه مصر لتخدم المناطق داخل الحدود المصرية, مما يؤكد قيام الفني المسئول عن منطقة العوجة شركة موبينيل بإزالة أغلب مخالفات هوائيات البرج وتوجيهها إلي مصر بدلا من إسرائيل مع تركه حوامل الهوائيات موجهة باتجاه إسرائيل, حيث يمكن إعادة تركيب الهوائيات عليها مجددا علما بأن ذلك تم بعد قيام الجهاز القومي للاتصالات بطلب سجلات مكالمات الأرقام التي قامت بتمرير المكالمات من خلال برج موبينيل القائم بالعوجة.
كما أسفرت المعاينة الثانية لأبراج شركة موبينيل بالعوجة ـ وفقا لسجلات المكالمات والبيانات الواردة من الشركة للجهاز القومي عن استخدام الأرقام المحرزة للبرجين(64185 و64182), بالإضاف إلي البرج رقم(62844 و62845) في تمرير المكالمات الدولية, مما يؤكد قوة الإشارة الصادرة منهما, لذلك تمت معاينتهما, وقد أوضحت معاينة البرج رقم(64185) بالعوجة التي أجريت في12 أبريل الماضي أنه يبعد عن الحدود نحو11 كيلو, مترا وهو برج آخر وارتفاعه30 مترا وله ثلاث هوائيات أحدها في اتجاه إسرائيل بزاوية75 درجة مع الحدود معها.
كما أوضح التقرير تفاصيل المعاينة الثانية للبرج رقم(64182), وهو برج آخر جديد, أنه يبعد عن الحدود نحو26 كيلو مترا تقريبا, حيث تبين استخدام الأرقام المحرزة لهذا البرج في تمرير المكالمات الدولية في نفس وقت استخدامها البرجين(62844 و62845) و(64185), مما تتأكد معه زيادة القدرة الكبيرة لهوائيات برجي المحمول سالفي الذكر وتوجيه هوائياتهم باتجاه إسرائيل, بالإضافة إلي البرج الأول السابق ذكره لتتعدي الإشارة الصادرة من الأبراج الثلاثة الحدود المصرية وتصل إلي إسرائيل بقوة تغطية كبيرة تسمح بتمرير المكالمات الدولية.
كما استعرض التقرير سجلات مكالمات الأرقام بالأحراز وفقا لما ورد من شركة موبينيل وكيفية تمرير المكالمات الدولية بواسطة هذه الأرقام وبيان طرق شحنها وقد تمت مخاطية شركة موبينيل بتاريخ31 مارس الماضي بخصوص طلب سجلات الأرقام المحرزة(61 رقما) وقامت شركة موبينيل بالرد علي طلب الجهاز القومي للاتصالات بتاريخ6 أبريل الماضي الذي اشتمل علي أن جميع المكالمات للأرقام المحرزة هي مكالمات صادرة منها فقط في الفترة الزمنية من أول فبراير الماضي إلي13 مارس من العام الماضي ولم تستقبل الأرقام أية مكالمات. وترد للأرقام رسائل بشكل دوري من أرقام أغلبها خاصة بشركة موبينيل تستخدم للشحن علي الهواء وتحويل الرصيد وجميع المكالمات الصادرة من الأرقام تصدر من منطقة العوجة من خلال4 محطات خاصة بشركة موبينيل بمنطقة العوجة بأكواد(62844 و62845) التي تبعد كيلو مترين عن الحدود مع إسرائيل, والمحطة(64185) التي تبعد11 كيلو مترا عن الحدود مع إسرائيل, والمحطة(64182) التي تبعد27 كيلو مترا عن الحدود.
< وعن كيفية شحن الأرقام التي تمرر المكالمات الدولية, أوضح التقرير أن الرسائل الواردة للأرقام المحرزة التي تعمل بنظام سابق الدفع وتستخدم في شحن الأرقام(61 رقما) لاستمرار تأدية وظيفتها عن بعد دون الحاجة لوجود كروت الشحن ترد دوريا من14 رقما وهي:
(0122000759 ـ0122000020 ـ0122000065 ـ0122000066 ـ0122000282 ـ0122000299 ـ0122072461 ـ0122072462 ـ0122072463 ـ0122072464 ـ0122072465 ـ0122072466 ـ0122072467 ـ0122072468).
وذكر التقرير أن الرأي الفني حول هذه الأرقام المحرزة تبين أنه قد قامت بتمرير المكالمات الدولية بكثافة كبيرة خلال الفترة من مطلع شهر فبراير إلي13 مارس من العام الماضي, وتم شحن هذه الأرقام المحرزة بالأرقام سالفة الذكر, وأن تمرير المكالمات من المناطق الحدودية الشرقية يتم غالبا باستخدام الإنترنت الإسرائيلي لعدم وجود إنترنت مصري لتلك المناطق, موضحا أن إجمالي المكالمات الصادرة من خلال البرج(62844 و62845) بالعوجة خلال عشرة أيام من أول مارس إلي11 مارس من العام الماضي تساوي(363265) دقيقة وهو رقم كبير جدا وغير مبرر للمكالمات الصادرة من منطقة نائية مثل العوجة وبالتحديد حجم الدقائق التي تم تمريرها من خلال البرج في هذه الفترة تبلغ نسبته80% تقريبا من إجمالي المكالمات الصادرة من البرج, أي أن غالبية هذه المكالمات مكالمات دولية يتم تمريرها من إسرائيل مما يفسر وجود العدد الكبير من الهوائيات وتوجيهها باتجاه منطقة محددة في إسرائيل يستطيع هذا العدد من الهوائيات تحمل الكم الكبير من المكالمات التي يتم تمريرها من هذا الاتجاه, كما أن ذلك يفسر الجدوي الاقتصادية من توجيه الهوائيات في هذا الاتجاه.
وبالنسبة للمكالمات الصادرة من خلال البرج رقم(64185) بالعوجة خلال الفترة من أول مارس حتي11 مارس من العام الماضي بلغت34 ألف دقيقة.
وقد حدد التقرير أن حجم الدقائق التي تم تمريرها من هذا البرج تصل إلي(18145) دقيقة من إجمالي المكالمات الصادرة منها وأغلبها مكالمات دولية يتم تمريرها من الأرقام نفسها التي تقوم بالتمرير من البرج رقم(62844 و62845), مما يؤكد أن المكالمات الدولية التي يتم تمريرها من إسرائيل هي المصدر الأساسي للمكالمات الصادرة من أبراج موبينيل منطقة العوجة.
وتطرق التقرير إلي مخالفة الأبراج الخاصة بشركة موبينيل لتعليمات الجهاز القومي لتنظيم الاتصالات بشأن الأبراج الحدودية موضحا أنه عقب ضبط أحد القضايا في العام قبل الماضي والتي تم فيها تمرير المكالمات الدولية من خلال الإنترنت الإسرائيلي لخدمة الـ(VOIP) وباستخدام تغطية شبكات المحمول المصرية والتي تغطي جزء من العمق الإسرائيلي فقد قام الجهاز باتخاذ إجراءات مع شركات المحمول ومنها شركة موبينيل وذلك علي النحو الآتي:
في3 نوفمبر العام قبل الماضي أخطر الجهاز القومي لتنظيم الاتصالات شركة موبينيل بمخالفات بعض موظفيها بتركيب هوائيات علي الحدود الشرقية تتجاوز تغطيتها الحدود الجغرافية للدولة حيث يتم استخدام هذه التغطية في تمرير المكالمات الدولية بالإضافة إلي قيام بعض الموظفين بتقديم الدعم الفني اللازم لتمرير هذه المكالمات وقد أشار التقرير إلي أن الفني الذي قام بتوجيه أغلب هوائيات شركة موبينيل بمنطقة العوجة تجاه إسرائيل وتقوية الإشارة في تلك المنطقة بشكل كبير يسمح بتمرير المكالمات الدولية من إسرائيل هو المسئول عن جميع هذه المخالفات.
وطلب الجهاز القومي من الشركات إنهاء خدمة الموظفين المتورطين في تمرير هذه المكالمات وإزالة المخالفات التي تتعلق بالتغطية خارج الحدود المصرية.
وقد أخطر القومي للاتصالات شركة موبينيل بمسئوليتها الكاملة عن تأكيد عدم تجاوز التغطية للحدود الجغرافية لمصر وذلك في31 يناير من العام الماضي والتأكيد علي عدم وجود أي مخالفات أو حركة مكالمات غير مبررة من تلك المناطق والمراقبة الفنية للحركة الواردة من المناطق الحدودية حفاظا علي الأمن القومي المصري.
المكالمات التي تم تمريرها من إسرائيل عن طريق أبراج العوجة تقترب من مليون دقيقة شهريا
ورصد التقرير حجم الضرر نتيجة تمرير المكالمات الدولية من خارج الحدود المصرية وباستخدام الانترنت الإسرائيلي, والذي يشكل ضررا كبيرا علي الأمن القومي المصري إذ يسمح للجانب الإسرائيلي بالتنصت وتسجيل المكالمات الواردة لمصر أثناء مرورها بالإنترنت الإسرائيلي وأجهزة تمرير المكالمات الموجودة بإسرائيل. وبحساب عدد دقائق المكالمات الدولية التي تم تمريرها من إسرائيل عن طريق الإنترنت الإسرائيلي وأبراج العوجة وجد أنها تقترب من مليون دقيقة شهريا, وهو ما يمثل كما كبيرا من المكالمات الدولية الواردة إلي مصر. وقد أسفرت أيضا عن حدوث ضرر علي الاقتصاد القومي نتيجة لعدم مرور هذه المكالمات خلال البوابات الدولية للشركات المصرية علي قيمة عائد مادي يساوي في المتوسط7.5 سنت أمريكي( لكل دقيقة دولية) تدخل من خلالها إلي مصر, وقد بلغت الخسارة المالية إلي أكثر من345 ألف جنيه خلال الفترة الزمنية التي تمت رصدها. والجدير بالذكر أن محكمة جنايات القاهرة تنظر حاليا القضية المتهم فيها الأردني الجنسية بشار إبراهيم أبو زيد والإسرائيلي الهارب أوفير هراري بتهمة التخابر لمصلحة دولة أجنبية بقصد الاضرار بالمصالح القومية للبلاد. وذلك من خلال تمرير المكالمات الدولية المصرية الواردة للبلاد عبر النت الإسرائيلي بغرض التنصت علي تلك المكالمات الي تبين أنها تخص كبار المسئولين بالدولة, بينما أحيل المتهمون الأربعة والذين يعملون بشركة موبينيل إلي المحكمة الاقتصادية لاتهامهم بالمساعدة في تمرير المكالمات الواردة إلي مصر دون المرور علي شبكة الاتصالات الدولية المرخص بها وتركيب أجهزة هوائيات متكاملة, وأكثر العدد المسموح به ودون الحصول علي ترخيص من الجهات المختصة.