بسم الله الرحمن الرحيم
خضر عدنان إسم برز على صفحة الزمن الرديء ,زمن الخنوع والخضوع زمن الظلم والظلام , فكان نوراً أضاء ظلام فلسطين وأنار فضاء المنطقة حتى وصل إلى العالم أجمع
خضر عدنان هذا البطل الذي أعاد للبطولة الفلسطينية رونقها بعد أن خفتت الأضواء عن بطولات كانت مشاعل على طريق الحرية والكرامة وكانت أسمائهم تتردد في كل فضاء الدنيا
مثل أبو عمار والشيخ ياسين وأبو جندل والرنتيسي وشحادة وأبو عطايا سمهدانة وغيرهم من رموز النضال الفلسطيني
خضر عدنان أصبح رمزاً من رموز الأمة وليس لفلسطين فحسب فكان له الشعب ٌ الذي إرتقى إلى المستوى المطلوب فقاموا ووقفوا وقفة رجل واحد وسجلوا على صفحات المرحلة خبراً تحت عنوان نحن شعب يأبى الخنوع
فتصاعد الدعم والتأييد والتنديد والتهديد تحت شعار ( خضر عدنان خط أحمر) وما بعده إن إستشهد ليس كما قبله .!
فكان لصمود خضر الأسطوري والتفاف الشعب الفلسطيني حوله الصدى الذي رضخ جرائه المجرمون الصهاينة لإرادة شخص واحد
فمتى سيرضخ هؤلاء لصوت المسجد الأقصى الذي تنتهك حرمته على مدار الساعة ..!؟
سبحان الذي أسرى بعبده ليلا من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى الذي باركنا حوله لنريه من آياتنا إنه هو السميع البصير صدق الله العظيم
ليس هناك ما هو أغلى على الأمة الإسلامية من ثلاثية المساجد التي ذكرها الرسول صلى الله عليه وسلم حيث قال لا تشد الرحال إلا إلى ثلاث مساجد المسجد الحرام ومسجدي هذا والمسجد الأقصى
وقد أصبح المسجد الأقصى وهو القبلة الأولى للمسلمين قرة عين الأمة الإسلامية منذ أن أسري بسيد البشرية النبي محمد عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم
وإذا كان خضر عدنان غالي علينا فالمسجد الأقصى غالي أيضا ً وربما أغلى..!
ولكن عند الله خضر عدنان هو الأغلى , بقول الرسول الأكرم صلى لهدم الكعبة عند الله أهون من سفك دم المسلم ربما يعتقد الإسرائيلييون أننا شعب ينسى مع مرور الزمن ونحن شعب كريم لدرجة أن نقبل بأن نُهديهم قطعة أرض أو نصف أرض فلسطين كما ظنوا أن أوسلو هو قوشان طابو لهم على أرض فلسطين التاريخية
على إعتقاد أن من وقع على أوسلو ومن ثم من شُطب من الميثاق إنما هو صكوك بيع وشراء ما عادت قابلة للمراجعة ولا لإعادة ما تم تسريبه بغفلة من الزمن ..!
وأنهم أي الإسرائيليين وهم يلعبون بالوقت وينتظرون الفرصة المناسبة لتنفيذ المراحل حسب ما يخططون بأنها ستكون حكرا ً لهم ولن يستطع كائن ما كان أن يغير أو يبدل في ما نفذوه سواء بالكتل الإستيطانية والخرسانات التي ثبتوها في عمق الأرض ورفعوا فوقها البنيان وعلوا وإعتلوا
أضرب خضر عدنان فانتصر ورفع الظلم عن نفسه وكرامة أمته , وانتصر الشعب الفلسطيني لخضر عدنان في وقفة مشرفة كعهد الأمة العربية والإسلامية بهذا الشعب الفلسطيني العظيم الذي إن قال فعل وإن ثار فصل
متى سينتصر العرب والمسلمون لمسرى نبيهم ولأقدس مقدساتهم .!
بدون أدنى شك أن ما حدث يوم الجمعة في باحة المسجد الأقصى من خلال هذا التصدي البطولي لأبناء فلسطين
أمام الهجمة الوحشية لجنود الاحتلال لهو دليل على أن شعبنا إن صمت أو هدأ فترة من الزمن لأسباب نعرفها
فهذا الشعب لن يكون إلا بركاناً متفجراً في وجه الصهاينة إذا ما استمروا في عدوانيتهم الوحشية
(( الربيع العربي سيزيدنا تمسكاً بالأقصى ))
إن إسرائيل التي هيأت الظروف لهدم المسجد الأقصى وهي تظن أن الشعوب العربية منشغلة بالثورات الداخلية و بهمومها وما ترتب عليه نفض الظلم عنهم والانتصار لكراماتهم , فهم واهمون , رغم تصميمهم على مخططاتهم التدميرية للأقصى من خلال الحفريات التي أفرغت أسفله وتدمير أساساته , وهي تجس النبض من خلال بعض الحركات الإستفزازية ,تأكدت أن الشعب الفلسطيني لن يستسلم ولن تمر أي حادثة مثل هدم المسجد لا قدر الله مرور الكرام,
بل ستكون نقطة تحول كبيرة لا بل خطيرة ستحول الأرض الفلسطينية إلى بركان هائل وتفتح أبواب الجنة للالاف من أبناء الشعب الفلسطيني , وأبواب جهنم لكل من يتوق إليها من الصهاينة الحاقدين
ونطمئن شعبنا الفلسطيني أن الأمة العربية ما زالت بألف خير , ولمن يعتقد أنها أمة غادرت التاريخ وهانت واستكانت فهم واهمون ولن تسلم عروشهم ولا إماراتهم من تداعيات الزلزال القادم والبركان الهائل الذي سيفجره لعبهم في النار وهم يتامرون لتمزيق المنطقة لحساب المشروع الصهيوني , وتركهم لإسرائيل وهي تعيث في الأرض فساداً ناهيك عن دعمهم وعمالاتهم وخياناتهم للأمة ولله ورسوله .
نقول أنظروا إلى اليمن التي ترزح تحت وطأة الثورة على النظام , وقد خرج أبناء اليمن بمظاهرات صاخبة أزاء ما حصل من حرق للقران الكريم في أفغانستان وأعلنوها بأنهم سيحرقوا قلوب كل من أساء لحرمة القران الكريم
إذا ً نحن أمام تحول استراتيجي في المنطقة ,
فثورات الشعوب على الأنظمة الفاسدة التي كان يعتقد البعض أنها أنست الناس فلسطين
خاب ظنهم لأن الشعوب الثائرة تضع في أولويات برامجها النضالية المسجد الأقصى وفلسطين
حتى لو غيب زعماء العرب هذه المسألة من برامجهم
فبرنامج الشعوب هي التي ستنتصر رغم أنوفهم
جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة قدس نت