سمر وشادي "خفايا" فوتوغرافية بغزة

 "أن تحيا في غزة فأنت أكثر سكان الأرض حظاً، لأنك هنا لا تبذل مجهوداً في البحث عن التناقضات فهي أمامك في كل شارع وزاوية وحي، لذلك أحتضن معشوقتي ذات العين الواحدة التي ترى بأكثر من اتجاه وتبرز كل التفاصيل".
 
"خفايا" هو اسم معرض سمر وشادي للصور الفوتوغرافية والذي احتضنه محترف شبابيك بغزة، ليعكسوا من خلاله جملة من الصور التي لا تتكرر بالمطلق، ويقول المصور الفلسطيني شادي العصار لمراسل وكالة قدس نت للأنباء سلطان ناصر :" أشارك اليوم في 15 صورة فوتوغرافية بالأبيض والأسود لكل منهم حكاية".
 
تعبير صادق ...
ويعتبر شادي أن تصوير الأشياء بألوانها الطبيعية يعكس جزء بسيط من جمالها ولكن تصويرها بالأبيض والأسود يظهر التفاصيل بشكل أوضح، ويبرزها بدقة تجعل الناظر إلى الصورة يبحث عن سر الجمال فيها، ضارباً مثلاً على صورة إلتقطها لدرج برج الشروق بغزة لحظة انقطاع التيار الكهربائي.
 
ويتابع:" هذا الدرج يدخله الكثيرين من الناس وخاصة عند انقطاع التيار الكهرباء، ففي إحدى المرات كنت ذاهب لصديق فصعدت الدرج حتى الطابق 11 وقتها فكرت أن أجسد معاناة الناس الذين يصعدون هذا الدرج بالأسود والأبيض، وإبراز تفاصيل الحياة اليومية للناس من خلال الدرج".
 
"أتجول في المدن والمخيمات وفي نهاية اليوم أغلق أذناي وأطلق العنان لعيناني لتتفحص ما أهدتني اليوم حبيبتي من الصور وعلى  الرغم من أن هذه الصور أبيض وأسود، إلا أنها تعطيني ما يمحو كآبتي، من مجرد التفكير أني أحيا في غزة".
 
ويرصد شادي في صورة أخرى أحد الأسواق الفلسطينية بغزة من خلال فتحة في حائط لأحد المباني المطلة على السوق، فيظهر الحركة اليومية للحياة بدون ألوان مشيراً في تلك الصورة للحياة الفلسطينية بخيرها وحبها وتآلف الناس فيها ويقول مبتسماً:" تشبه هالصورة حياة أجدادنا".
 
الأمل في عيونه...  
ويقول:" ركزت على إبراز الأمل في عيون إبني الصغير صقر، في صورة جعلت فيها كل ما حوله أسود ووجه أبيض، والذي دائما ما يذكرني ببداياتي في التصوير"، مبيناً أن صورة النافذة المهجورة القديمة أيضاً كنت أبرز شعاع الأمل فيها، وكذلك صورة صديقه بشار طالب والتي صورها في جامعة فلسطين تؤكد أن الأمل في الشباب لبناء الوطن.
 
 إحياء التراث الفوتوغرافي "الأبيض والأسود" حلم بات يسيطر على تفكير شادي العصار الذي بدأ كمصور بسيط بكاميرا جوال وسرعان ما إلتحق بفريق مصورين فلسطين ونمى قدراته في المجال لتُعلق صوره في إيطاليا بمعرض يجسد معاناة الفلسطينيين الأطفال بغزة، ناهيك عن جملة من المعارض التي شارك فيها على المستوى العربي والمحلي.
 
لن تتكرر مرتين...
"علمتني عدستي أن أكتشف كل ما هو جديد وألا أتردد  في المخاطرة والوصول إلى كل ما هو صعب ومستحيل حتى أجسده من خلالها صور تبصُم في الذاكرة  ما يعبر عن أحاسيسي وكل ما يمتلكه قلبي من مشاعر ومعاني وجرأة بلا حدود، كما في غرفة العمليات الجراحية دون أي لحظة تردد لأنقل لكم صور لن تتكرر مرتين". تقول المصورة الفلسطينية سمر أبو العوف .
 
وترى المصورة سمر أن المخاطرة جزء من حياتها، معتبرة أن وصولها لهدفها من خلال رصد بعدستها جملة من العمليات الجراحية التي تجرى داخل غرف محكمة الإغلاق لا يمكن دخولها إنجاز بالنسبة لها، معبرة عن سعادتها لمشاركة صورها في معرض خفايا.
 
وتقول سمر إن" الصورة بالنسبة لي فكرة ومجازفة، ففكرت في وقت سابق بضرورة أن ادخل لعالم الأطباء دخل غرف العمليات، وتمكنت من ذلك بعد وقت وصورت عدد من العمليات الجراحية المختلفة"، مؤكدة على أن هدفها الأول يكمن في أنها كانت تريد أن تقول "يوجد كادر طبي بغزة".
 
تشعر بالتفاؤل...
وتلف سمر  إلى أن أغلب العمليات التي صورتها تكللت بالنجاح وقالت:" الصورة عند نشرها تجعلك تشعر بالتفاؤل أن لدينا في غزة كادر طبي متمكن ويعمل بأقل الإمكانيات"، موضحة بأن الصور تدعو الناس لضرورة أن يكونوا على ثقة كاملة بالكوادر الطبية بغزة.
 
وتجمع سمر الأطباء مبتسمين في صورة فوتوغرافية بعد انتهائهم من إجراء عملية جراحية لأحد المرضى، وصورةً لطفل لحظة ولادته، وتتابع بعدستها وضعه في الحضانة، مظهرة بذلك براءة الأطفال الفلسطينيين الذين يولدون عزل من السلاح وتقتلهم إسرائيل لمجرد أنهم أطفال فلسطينيون.
 
وتحلم سمر أبو العوف بأن تنقل معاناة الفلسطينيين من خلال الصور والمشاركة في معارض دولية وعربية، وأن تصل لمرحلة الاحتراف الفوتوغرافي.