وصل،اليوم الأحد، إلى قطاع غزة د. ماهر الطاهر عضو المكتب السياسي للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين ومسئول قيادتها بالخارج عبر معبر رفح البري في زيارة تعتبر الأولى منذ أكثر من ثلاثين عاماً .
وعبّر الطاهر في مقابلة صوتية عبر أثير إذاعة صوت الشعب المحلية عن "سعادته البالغة في وجوده على أرض فلسطين الحبيبة، وعلى أرض قطاع غزة الصامد، أرض الشهداء والتضحيات، وأرض البسالة".
وقال الطاهر: " في هذه اللحظة أدخل إلى قطاع غزة الحبيب إلى أرض فلسطين التي سنكافح ونناضل يوماً بعد يوم وأسبوعاً بعد أسبوع وشهراً بعد شهراً وعاماً بعد عام وجيلاً بعد جيل إلى أن تتحرر كل ذرة من هذا التراب الغالي".
وأضاف: " هذا القطاع الباسل الذي رفع رأس الأمة العربية والإسلامية عالياً، عندما صمد لمدة 22 يوماً، بصدوره العارية يواجه أعتى آلة القتل والدمار وقال للعالم أجمع ولقادة الإرهاب الصهيوني الأرض أرضنا، والقدس قدسنا، والزيتون زيتوننا، والمسجد مسجدنا، والكنيسة كنيستنا، وفلسطين لنا من البحر للنهر".
وتابع: " هذا الوطن الذي قدمّنا شلالات الدماء من أجل تحريره بشكل كامل من البحر إلى النهر، لن نقبل بالتسويات ولا بالتفريط بأي ذرة من تراب هذا الوطن".
ووجه الطاهر تحياته لأمهات الشهداء مخاطباً إياهن: "دماء أبنائكن ستبقى أمانة في أعناقنا، لن نفرط ولن نحيد عن الطريق الذي قضوا في سبيله واستشهدوا من أجله، وضحوا بأغلى ما يملكون من أجل أرض ترابهم وبلادهم، سنبقى أوفياء لكل قطرة دم سالت من أجل فلسطين".
كما توجه بالتحية للأسرى في سجون الاحتلال، مباركاً للأسرى المحررين، ومعاهداً الباقين بمواصلة العمل بكل ما نستطيع من أجل تحريرهم جميعاً من زنازين الاحتلال، وعلى رأسهم الأمين العام للجبهة أحمد سعدات.
ونقل الطاهر تحيات خمسة ونصف مليون فلسطيني يحلمون بحق العودة إلى أرضهم، خاصة أهلنا في مخيمات اللجوء في لبنان وسوريا والأردن وفي كل مواقع اللجوء والشتات القريبة والمحيطة بفلسطين والبعيدة.
وأكد د. الطاهر "بأن أهلنا في مناطق الـ 48، وفي الضفة والقطاع والقدس وفي كل مواقع اللجوء والشتات هو شعب واحد وموحد، يملك قضية واحدة، ويملك هدف وأرض واحدة، معاهداً إياهم بالاستمرار في الكفاح والمقاومة حتى يتم تحرير هذه الأرض ".
ووجه الطاهر رسالة لطرفي الانقسام، مشدداً على أن الوحدة الوطنية الفلسطينية شرط أساسي من شروط الانتصار، وهي ضرورة ملحة ولا يعلو على هذه المهمة أي مهمة.
وقال الطاهر: " حتى نستطيع أن نوحد طاقات شعبنا بكل فئاته واتجاهاته وقواه، لكي يتوجه التناقض الرئيسي نحو العدو الصهيوني لا بديل عن الوحدة إلا الوحدة، هناك جهود تبذل وهناك محاولات لإنهاء هذا الانقسام، نأمل أن يتم الالتزام الكامل لما وقعنا عليه في القاهرة، دون إبطاء ويجب أن ننجز خطواتنا بسرعة وننفذ كافة القضايا التي اتفقنا عليها".
ودعا الطاهر لضرورة عدم المراهنة على استمرار المفاوضات والحلول السياسية التي ثبت فشلها، مشيراً أنه "اتضح للجميع، بأن دولة الاحتلال تريد السيطرة على كل شئ، وأنه ليس أمام شعبنا من طريق إلا إعادة بناء وحدتنا الوطنية ومنظمة التحرير الفلسطينية ومشاركة كافة القوى الوطنية والإسلامية ضمن إطارها، حتى تتوحد جهود الجميع ويترتب البيت الداخلي الفلسطيني، ونوجه كل طاقاتنا من أجل تحرير أرضنا."
تجدر الإشارة، أن الدكتور الطاهر سيطلع في خلال زيارته على أوضاع الشعب الفلسطيني وسيلتقي عدد من ممثلي الأحزاب والقوى الوطنية والإسلامية في القطاع للتباحث معهم والإطلاع على وجهات نظرهم في القضايا الوطنية وأبرزها قضية المصالحة .