عزيزي المواطن أنت فلسطيني !/ أ. محمد ناصر نصار

بقلم: محمد ناصر نصار

 


غريب على الإنسان أن يعيش حياته في غربة  ، والأغرب من ذلك ان  يصبح الوطن غربة ،لكن للأسف هذا الواقع أصبحنا نحياه في وطننا ، فالمواطن الفلسطيني أصبح يتمنى الغربة هذا الامر يدفعنا للوقوف ولو للحظة في جنبات التفكير اليومي والممتلئ بحسابات الحياة التي تبدأ بقوتنا اليومي وتتسلسل بتوفير الكهرباء والمحروقات والخبز ، والضرائب وسلسلة لا تنتهي من متطلبات الحياة التي أصبحت شغلنا الشاغل وتنسينا او نّسينا  ثوابتنا ومبادئنا التي هي أعز وأجل من أروحنا ، تناسينا الاحتلال وتحرير الأقصى  وعودة اللاجئين وتحرير الأقصى ولهثنا وراء متطلبتنا  الأساسية  في الحياة ، أنا لا ألوم المواطن البسيط ، ولكني ألوم الساسة وصناع القرار  والقياديين والتنظيمات ، لقد فقد الإنسان الفلسطيني هويته التاريخية وفقد عذريته الإنتمائية لفلسطين ، فقدنا تاريخنا ، فقدنا نضالات شعبنا من شهداء وجرحى وأسرى  ، إن أبناء وبنات فلسطين يصنعون المستحيل طالما أنهم اعتزوا بهويتهم ووجدوا الطريق نحو الثوابت ، فأرض أنجبت ألاف الشهداء على مدار مئة عام  لقادرة على ان تعطي وتمد روافد الدم نحو الحرية والاستقلال ، بإعتقادي ان المطلوب اليوم من القادة والصناع القرار ان لا يتهاونوا مع أبناء شعبهم ان يعززوا انتمائهم لفلسطين ويبتعدوا عن العصبيات الجاهلية والتفكير السطحي والجدلية المقيتة لنخرج من هذا الكابوس ليس فقط بإنهاء الانقسام  بل ايضا على توحيد الصف الفلسطيني في الداخل والخارج والالتفات للفرد الفلسطيني والطفل الفلسطيني والشاب  بأنه بوابة المستقبل ، والابتعاد عن الكذب السياسي الذي لا يأخذ سبيلا مع الشارع الفلسطيني ، لأن الشارع الفلسطيني يلفظ كل خبيث مهما طال الزمن أم قصر ، قد تكون كلماتي جارحة للقادة ولكن الجرح أكبر فالبطالة تنهش في لحم أبنائنا الحي ، والفقر المدقع استوحل في بيوت رجالنا ، وباتت أوعية نسائنا خاوية ، وبليت العاب أطفالنا ، ليس بسبب الاحتلال فقط بل ايضا بسبب الأموال المهدورة وسوء الإدارة في قيادتنا ، آمل بأن نلتفت الى جراح الناس ولا نكتفي بخفض نوافذ سيارتنا الفارهة أيها القادة وننظر نظرة عبثية  خاطفة لأحوال الناس ونكتفي بذلك ، ونتهم الاحتلال بسوء أحوال بلادنا ، علينا أن نكون على قدر من المسؤولية ، فمن لم يكن بقدرها فليستقل وليعطي غيره زمام المسؤولية ، لأنه ان لم يحاسبكم الناس سيحاسبكم القوي الجبار ، أعطوا الناس منبرا للتعبير ، أعطوا المزارع منجلا ، والعامل أداة ، والطالب قلما ، والشاب حلما ، والمرأة حقا  ، تكن لكم الطاعة العمياء منهم جميعا ، اما تخاذلكم ونكرانكم لهم سيعطيكم شعبا لا مباليا ضيق الأفق هزيل الثوابت  غريب الإنتماء ، اخواني القادة في الوطن والشتات أعذركم  ان لم أجد صدى مقالي في وجدانكم ، ولكن الشعب لن يعذركم ولن يقبل أسفكم ، ارجعوا الى الجادة ، واختاروا صوت الشعب الحقيقي النابع من الإستفتاءات والزيارات الميدانية انزلوا الى الشوارع الى ازقة المخيمات اركبوا المواصلات العامة شاركوا الشعب في أفراحه وأحزانه يكن لكم خير نصير .


 


دعوني أوجز مقالي بنداءات شعبية ومطلب فلسطيني بتوحيد الصف الفلسطيني وإنهاء الانقسام ، والإلتفات الى معاناة العمال الفلسطينيين العاملين وغير العاملين ومعاناة الشباب المهمش والمكلوم في أحلامه وطموحاته ، والمواطنين ذوي الدخول المتدنية الذين يسعون للحياة بكرامة ، والمرأة المهضومة حقوقها ، والأطفال الذين هم أملنا في المستقبل ، واللاجئين في الوطن والشتات الذين يعيشون الحرمان والتهميش ومنة الأنروا وفضلة المؤسسات ، دعونا نرسم خططا إستراتيجية للقدم نحو الثوابت والسير نحو إقامة دولتنا الفلسطينية وعاصمتها القدس الشريف .



جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة قدس نت