المرأة عضو أصيل بالمجتمع/ د. سلامه ابو زعيتر


يأتي الثامن من آذار يوم المرأة العالمي من كل عام ليذكر بالنصف الأخر من المجتمع ، الذي مازال يعاني من الهموم المثقلة والمركبة في هذه الحياة .. هموم تتعلق بحجم المسؤوليات والمهام الملقاة على عاتق المرأة في مجتمعها من تربية وتنشئة أبنائنا مستقبلنا وهم الجيل الجديد للمجتمع، وبما يحمل من أعباء وأعمال كثيرة في البيت والعمل والتواصل الاجتماعي.... ، وهموم أخرى ترتبط بالمجتمع ونظرته التي ما زالت متدنية للمرأة ، بما يحمل من ثقافة وتقاليد وعادات باليه أذابها الزمن ومازالت تحكم تصرفاته اتجاهها ، فالمجتمع الذكوري يعتقد أن الحياة هي مسئولية الرجل لوحده بعيدا عن شريكة حياته ، وكأنه لا يعيش الواقع ولا يدري من الفعال الحقيقي فيه ..

المرأة ذلك الكيان الجميل المفعم بالأحاسيس والمشاعر الذي يعمل كالماكنة بدون كلل أو ملل وتساهم بكل قدراتها وطاقاتها المذهلة لإنجاح رسالتها التاريخية والمجتمعية المناطة بها ، ودخولها هذه الألفية الجديدة بمهام أخرى تتعلق بالعمل سواء الاقتصادي أو الاجتماعي أو السياسي ....، فقد دخلت كل الميادين بجدارة ، وبالقوة المذهلة النابعة من إرادتها وإيمانها وثقتها بنفسها ، وأثبتت إنها تستحق أن تكون شريك حقيقي في المجتمع وهذه الحياة ، فأصالة عملها وأدوارها الجديدة الوظيفية والاجتماعية أفسحت المجال أمامها لتكون جزء لا يتجزأ من أي عمل تنموي ، وإن أي عمليات يمر بها المجتمع يجب أن تكون لها مساهماتها ، فإحداث أي عملية تنموية لا تستطيع تجاهل المرأة باعتبار أن التنمية هدفها الإنسان وأداتها الإنسان ، ولن تغفل المرأة بحجمها وإنسانيتها ودورها ، فأي تقدم للمجتمع لن يكون بعيد عن مشاركة كل مكوناته وخاصة المرأة نصف المجتمع والمسئولة عن النصف الأخر بحكم أدوارها ومهامها .

نفكر ونذكر المرأة في البيت ودورها بالأسرة ، وانطلاقها لميادين العمل ، ونغفل حقيقة أن لها استحقاقات وحقوق على المجتمع وخاصة بما يحمل من ثقافة ذكورية ونظرة دونية لها ، فلا يجوز بعد ما قدمته في ميادين الحياة أن تستمر هذه الثقافة والنظرة التي تقزم مكانتها ودورها وتعتبرها كائن ناقص الأهلية لا يصل لمستوى الرجل ، فاستمرار هذا الادعاء والاعتقاد الخاطئ يضر بالمستقبل وبمصالح المجتمع ، وقد دحضت المرأة بأفعالها ومساهماتها التي قامت بها هذه النظرة ، وإن لم تحدث التغيير الحقيقي والملموس اتجاه النظرة لها ، ولكن هذا يدعو لتفهم الجميع واستيعاب المتغيرات فيما يتعلق بالمرأة ، وأقل ما نقدمه لها في هذه المناسبة الأممية هو الاعتراف بشجاعة وبوضوح وبشكل صريح وبدون تأويل ، بمكانتها العالية ودورها الفعال في البناء ، وضرورة إعطائها الفرصة الحقيقية للمشاركة الفعالة في كافة المناحي الحياتية وإلغاء كل أشكال التمييز الاجتماعي والقانوني اتجاهها وفتح المجال أمامها للمنافسة مع الرجل نحو الأفضلية لكي نحقق ما نرجوه من تنمية وتقدم وأزهار ورخاء اجتماعي واقتصادي .

فالمرأة طاقة مذهلة بكل مكوناتها وانجازاتها ومشاركتها ومن حقها علينا أن ندعمها ونساندها ونشاركها أعمالها كما تشارك الرجل بدون خجل ، فهذه الحياة لكي تكون جميلة ويملؤها الأمل والتفاؤل يجب أن يشارك كل من فيها متكاتفا علي مبدأ " دعونا نساعد بعضنا البعض " في إحياء الأمل وتدعيمه في هذه المراحل الصعبة من الحياة ، فالواجب أن يؤمن كلا من الرجل والمرأة بالأخر وبدوره وبشراكته فيها .

دعوتي للجميع الحفاظ على الأصالة بدعم المرأة العنصر الأصيل في المجتمع وعلينا أن نرحمها ونساند وندعم دورها ونشاركها مهامها ونرفعها لمكانتها الحقيقية ، فهي الأم والأخت والزميلة في العمل والزوجة ..... فهذا العنصر الأصيل حفاظنا عليه حفاظ على مكونات المجتمع ، ولن يحقق مجتمع هدفه وتطلعاته بعيدا عن المرأة فهي تتمتع بالقوة والفعالية لتكون كتف بكتف مع الرجل لتحقيق أهداف التنمية والرخاء والتقدم والاستقرار والأمن الاجتماعي ..
كل عام للمرأة في عيدها ألأممي وهي بخير .. وعاشت كل النضالات لتحقيق مستقبل أفضل للمرأة

جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة قدس نت