غزة- وكالة قدس نت للأنباء
عبر عضو المكتب السياسي للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، مسؤولها في الخارج د. ماهر الطاهر عن ثقته ان هذا الشعب العظيم لابد أن ينتصر، مؤكدا انه لا يوجد قوة في الدنيا قادرة على كسر ارادته.
وقال د. الطاهر خلال لقاء جمعه بعدد من الصحافيين في مطعم لاتيرنا بمدينة غزة ان ما لقيه من اخوته ورفاقه وأبناء شعبه خلال جولته في قطاع غزة من مشاعر صادقة ودافئة، فاق كل تصوراته.
وشدد الطاهر الذي يزور قطاع غزة للمرة الأولى في حياته، التي قضاها في مخيمات اللجوء بالشتات، على أن اللاجئين الفلسطينيين اينما كانوا يحلمون بلحظة العودة لوطنهم، مؤكداً أن حق العودة هو جوهر القضية الفلسطينية ولبها الأساس.
واستنكر تهديد الرئيس الاميركي باراك اوباما باستعمال حق النقض لمنع حصول الشعب الفلسطيني على اعتراف العالم بدولته، وقوله أن حل هذا الصراع يحتاج الى وقت، مستهجناً ذلك بالقول: "بعد 64عاما من المعاناة والتشرد وكل أشكال الظلم تأتي الولايات المتحدة وتقول ان هذا الصراع يحتاج الى وقت؟".
وحول المصالحة الفلسطينية، قال الطاهر للصحافيين أنه التقى الفصائل الفلسطينية لمناقشة سبل تطبيق اتفاق المصالحة، ولمس لدى الجميع حرص لتوحيد طاقات شعبنا، مشدداً على ضرورة انهاء الانقسام جذرياً على ادارته.
وجدد الطاهر موقف الجبهة بضرورة اجراء مراجعة سياسية، والاتفاق على استراتيجية عمل سياسية، متساءلاً: ألم يحن الأوان لوقفة استراتيجية عميقة تضم كل الفصائل دون استثناء؟ أين أصبحت القضية الفلسطينية؟ وهل نحن حركة تحرر وطني؟ أم سلطة أم سلطتين؟ أم دولة؟
وفي السياق ذاته، أكد الطاهر على ضرورة وقف كل أشكال التنسيق الأمني مع الاحتلال، وبدء العمل على استنهاض كل طاقات شعبنا في الداخل وفي الشتات، داعياً إلى اعادة الاعتبار لمنظمة التحرير، عبر اعادة بناءها على أسس وطنية سليمة كاطار جامع وموحد للشعب الفلسطيني.
وفي رده على اسئلة الصحافيين، قال د. الطاهر رداً على سؤال حول توقيت الزيارة ان زيارته للقطاع لا علاقة لها بما يجري في سوريا، مشيراً إلى أن مشاركته في اجتماعات الاطار القيادي لمنظمة التحرير بالقاهرة، أتاحت له الفرصة لطلب الزيارة، مؤكداً أنه نادم ندما شديداً أنه لم يقم بذلك من قبل.
وحول ما لمسه من ظروف معيشية واقتصادية صعبة لأهالي قطاع غزة، قال: "لمست عن قرب مدى معاناة الناس من انقطاع الكهرباء، والوضع الاقتصادي، والحصار، ومن غير المقبول الاستمرار في هذه الحالة"، معبراً عن قناعته أن الاتفاق على رؤية استراتيجية لا يقتصر على الجانب السياسي، بل يطال حاجات الناس وهمومهم الحياتية، مؤكداً أن استنهاض كل طاقات شعبنا كفيل بحل كثير من اشكالياته الاقتصادية.
وأضاف: "الشعب الفلسطيني يريد حرية واستقلال ومقاومة بمختلف أشكالها، لكن له مشاكل يومية علينا كقيادات فلسطينية تحمل مسؤولياتنا في معالجة هذه القضايا التي تتعلق باحتياجات الناس".
وحول أوضاع اللاجئين في مخيمات اللجوء، خصوصاً في نهر البارد، قال د. الطاهر رداً على سؤال أحد الصحافيين أنه زار مخيم نهر البارد بلبنان وشاهد ما حصل، مشيراً إلى أن هناك بطء في عملية اعادة اعمار المخيم على رغم بناء عدد من البنايات لإسكان بعض المهجرين من المخيم، مؤكداً أن عضو المكتب السياسي للجبهة الشعبية مروان عبد العال يتابع هذا الملف بتكليف من منظمة التحرير.
ونبه من مشكلات جدية يعيشها الشعب الفلسطيني اللاجئ في لبنان فيما يتعلق بحقوقه المدنية من حقه في العمل والتعليم وغيره، مشيرا الى أن الفلسطينيين ممنوعين من ممارسة أكثر من 70 مهنة في لبنان.
وفيما يتعلق بموقف الجبهة مما يحدث في سوريا، قال الطاهر رداً على سؤال في هذا الصدد أن الجبهة والشعب الفلسطيني يتمنى لسوريا الخير والاستقرار والأمان، وأن تعالج الأوضاع القائمة بما يحقق مصالح سوريا وشعبها، مشيرا إلى أن مكاتب الجبهة لازالت في سوريا وأنه سيعود لاستكمال عمله هناك، وكذلك بقية الفصائل الفلسطينية.
وأضاف معلقاً على الحراك العربي وصعود تيار الاسلام السياسي الذي تحدث عنه أحد الصحافيين: "الحراك العربي ناجم عن الواقع السياسي والاقتصادي المأزوم، وفشل النظام العربي عن مواجهة اسرائيل والمشروع الصهيوني، فهي أنظمة تبعية وتخلف، واستشرى فيها الفساد والبطالة والفقر، وبالتالي الجماهير تحركت وانتفضت على كل ذلك، ونحن مع حق الجماهير في اختيار من يمثلها عبر صناديق الاقتراع، واحترام التعددية، ولكننا نرفض أي تدخلات خارجية سواء في مصر أو ليبيا أو سوريا أو اليمن، فهذه التدخلات لا تستهدف مصالح هذه الشعوب، بل تستهدف السيطرة على منابع البترول، وحماية اسرائيل.
وعلى صعيد الجبهة الداخلي، رد د. الطاهر على تساءل أحد الصحافيين إن كانت الجبهة أجرت تقييم لعملها خلال المرحلة السابقة، واذا ما كانت مستعدة لخوض الانتخابات القادمة؟ ولاستعادة دورها كفصيل ثاني في منظمة التحرير، قائلاً أن الجبهة اجرت عملية تقييم للانتخابات الماضية، وحالياً نحن نعد للمؤتمر السابع للجبهة، حيث سنقوم بعملية مراجعة شاملة للمرحلة الماضية، وسنبذل كل ما نستطيع من أجل استنهاض طاقاتنا ومعالجة أخطائنا، ونأمل أن يشكل هذا المؤتمر محطة لتطوير أوضاع الجبهة الشعبية ودورها لما فيه مصلحة شعبنا وقضيتنا الفلسطينية".