تقنية (التونفا) في الشرطة الفلسطينية… استجابة باحتراف

أريحا- وكالة قدس نت للأنباء
التونفا ، هذه العصا البسيطة في تصميمها ، والقوية والمؤثرة في استخدامها ، والمصنوعة من مادة البولي كربون ، لها مع الشرطة الفلسطينية حكاية، فهي التي تتسلح بها العديد من الأجهزة الشرطية حول العالم ، و تعتبر القوة الأمثل مابين اليد الفارغة و السلاح الناري ، وتستعمل في أعمال ومهام الشرطة التي تتطلب قدرا من القوة ، و تمنح الشرطة الأفضلية في القوة عند التعامل مع الحالات والأحداث التي تستوجب التدخل الفوري .

وحكايتها ، أن الشرطة الفلسطينية وعلى الرغم من حداثة استخدامها لتقنيات هذه العصا ، إلا أنها أصبحت الآن الأكثر تقدما واحترافا على المستوى الإقليمي و العالمي ، بشهادة خبراء التدريب الأوروبيين ، والذين نقلوا وأضافوا الخبرات في أواسط العام 2008 لمدربي الشرطة الخاصة في كلية الشرطة في أريحا ، وكانت تلك بدايات التعاون مابين الشرطة الفلسطينية وبعثة الشرطة الأوروبية في بلادنا .
اليوم ، وفي كلية الشرطة أيضا ، وعلى مدى ثلاثة أيام متواصلة ، يتدرب عشرة ضباط على توحيد التدريبات في مسارات وطرق متطورة و مشتركة لاستخدام التونفا التي يبلغ طولها 60 سم وعرض قبضتها الجانبية 13 سم وقطرها 3 سم ، وهم من خيرة المدربين في قوات الشرطة الخاصة والكلية ومركز إصلاح وتأهيل أريحا (السجن المركزي) ، وهم يطبقون الآن تدريبات متقدمة وسريعة نظريا وعمليا .

ونحن نرى الآن اهتماما متزايدا من قبل العديد من الدول وعلى رأسها الاتحاد الأوروبي بالتطور والمهنية العالية التي تتمتع بها مختلف الإدارات في الشرطة الفلسطينية ، وهذا ما دفع خمسة عشر صحفيا يمثلون صحفا ومجلات وراديو وتلفزة و صحف الكترونية عالمية وإقليمية و محلية ، للطلب من مدير عام الشرطة الفلسطينية اللواء حازم عطا الله ، بزيارة الكلية و الاطلاع على تدريبات الدورة المذكورة ، وهذا ما تم فعلا .

وعلى أرض الواقع ، ترى رجالا أشداء خفيفي الحركة يتمتعون بلياقة بدنية عالية جدا ، يتطايرون في الهواء كما الفراش ، ولكنهم يعرفون ما يفعلون ، وعلى الرغم أن ما يعرضونه مجرد تدريب ، إلا انك تشاهد تدخلا جسديا عنيفا يحاكي الواقع في كثير من الأحيان ، وعندما يستخدمون عصا التونفا ، ترى أيديهم تتحرك بسرعة غريبة ، وهي تلتف حول الخارجين على القانون المفترضين الذين يتعاملون معهم ، في تقنيات عديدة ، ومنها القبض والإخلاء والسيطرة وتوفير الحماية الشخصية و الدفاع عن النفس أيضا .

ويقول مسؤول التدريب في قوات الشرطة الخاصة الرائد إسماعيل حنايشة ” أن التميز الموجود في الشرطة الفلسطينية فيما يتعلق بعصا التونفا هو ضرورة أن يحصل من يستخدمها على شهادة نظرية وعملية أولا ، ثم يخضع لاختبار دوري ، وقبل كل ذلك على مستخدمها أن يعلم وكحال جميع تقنيات الدفاع عن النفس ، أن هناك مواقع في جسم الإنسان مقسمة إلى ثلاثة مناطق حسب الخطورة ، أولها المنطقة الحمراء ، وهي تسبب الأذى الكبير وحتى الموت ، وضمن القانون الفلسطيني يمنع الضرب عليها بتاتا ، وثانيها المنطقة البرتقالية والضرب عليها بالعصا يسبب الأذى الشديد أو الإعاقة ، ويمنع الضرب عليها إلا في حالات محددة كالدفاع الشديد عن النفس ” .

ويضيف الرائد حنايشة ” أن المنطقة الثالثة وهي الخضراء و التي نتدرب في نطاقها ، فالضرب عليها يسبب فقط الألم دون أي أذى ، والآن لدينا أكثر من40 مدربا لهذه التقنيات ، وأعداد كبيرة من مختلف قطاعات الشرطة الخاصة و الإدارات ذات العلاقة ” .

وبدوره تحدث مدير مركز و إصلاح أريحا الرائد قدري صوافطة ، والذي يشارك أربعة من ضباطه في الدورة عن أهمية التدرب على استخدام العصا وقال ” أن المركز يسير حسب المعايير والقوانين الدولية ، وقد بدأنا بتدريب قسم من مرتبنا على التونفا باشراف طاقم تدريب الشرطة الخاصة ، ولدينا فريق الآن يشكل قوة الاستجابة داخل المركز ، حيث سيتعاملون مع أوضاع استثنائية من الممكن أن تحصل في أي وقت مثل الاضطرابات وغيرها ، ويجب أن نكون على الجاهزية التامة للحفاظ على سلامة نزلاء المركز والمرتبات العاملة لحمايته من الداخل و الخارج ".
كتب النقيب إياد دراغمة