غزة - وكالة قدس نت للأنباء
" في البيوت قاعدين, وعلي الدورات سواحين, مين إحنا يا ناس مين ؟؟!! , قالوا : انتو الخريجين !!, إحنا إلا رحنا علي الجامعة أربع سنين, ودارسين كمان دارسين, وعدونا بالوظائف في حفل الخريجين, وين الوظائف وين ؟؟, قالوا في خطاب الخريجين : انتو مستقبلنا ؟, والله وجبروا بخواطرنا, بمصارينا وتعبنا وعرق أهالينا, إلي كانوا متصورين علي كرسي الوظيفة قاعدين, ويقولوا أتخرجنا طيب أتخرجنا وشو شايفين !! ".
هذه كلمات كتبتها الخريجة الجامعية صفاء خليل في مدونة جمعتها وعدد كبير من الخرجين والخريجات العاطلين عن العمل وعنونوها بـ"اتخرجنا وبعدين", ليحاولوا من خلال هذه المدونة رسم المعاناة التي يعيشها عدد كبير من الخرجين المتكدسين على طوابير البطالة ليفجروا بأفكارهم وخواطرهم بركاناً يُؤثر على قلب وعقل كل مهتم ومتابع.
حلم كل خريج
ففي كلمات شعرية ذات وزن جميل ومتناسق نشرت صفاء وزملائها في المدونة كلماتهم التي تلامس صميم معاناة حلم كل خريج بأن تتوج دراسته التي أتعبته لأربعة سنين أو أكثر من الدراسة, فأخذت منهم الوقت الكثير ليدرسوا في برد الشتاء وحر الصيف على أمل نيل الشهادة التي تكون جسر العبور نحو وظيفة تعطيهم المكانة الاجتماعية التي يأملون بها, وتعينهم على مصاعب حياتهم ويعنوا بها غيرهم ممن أعانوهم خلال دراستهم.
وعن فكرة إنشاء المدونة ودافع الاهتمام بها تقول إحدى المشرفات على هذه المدونة نجاح عياش وهي مديرة مركز البرامج النسائية برفح الذي يعنى بالخريجات ويحاول دعمهم لمراسل "وكالة قدس نت للأنباء" "محمود سلمي", "نبعت فكرة إنشاء المدونة من خلال مشاركة المركز بمسابقة ثقافية ضمن مشروع "الجندل" المعني ببناء مهارات الاتصال والتواصل للقدرات الشبابية", موضحة أن الخريجات العاملات في المركز تبنوا العمل على فكرة بطالة الخريجين كونها مشكلة كبيرة تعاني منها فلسطين ومعظم الدول العربية.
لتبني مشاكل الخرجين
وأشارت عياش إلى أن اهتمام المدونة جاء في بدايته ليشمل الخريجات العاملات في المركز ثم توسع ليشمل قضية معظم الخريجين في قطاع غزة وتبني مشاكلهم وعرضها على المختصين وأصحاب القرار, موضحة أن الخريجين العاملين على المدونة تواصلوا بدورهم مع الجهات الحكومية كمديرات العمل بغزة, إضافة إلى الجمعيات التي تعني بتدريب وتشغيل الخرجين.
وأكدت عياش على أن العمل بالمدونة مستمر حتى بعد انتهاء المسابقة المقررة اليوم الثلاثاء وان لم تفز المدونة بها, لأن الشباب العاملين عليها تبنوا هذه الفكرة وآخذو على عاتقهم إيصالها لمسامع المسئولين, مشددة على إنشاء المدونة لمن يكن بدافع الفوز فقط, مشيرة إلى أن المدونة لاقت صدى وصل لدول عربية.
التدريب والتأهيل
وتهدف المدونة التي انبثقت عن المركز حسب عياش على تدريب وتأهيل الخرجين للدخول في سوق العمل, إضافة للتخطيط لعمل لقاءات وورش عمل مع المسئولين وأصحاب القرار مع الخرجين أنفسهم, والعمل على الخرجين بتطوير مهارتهم العملية ودفعهم للعمل ضمن المشاريع الصغيرة والتوجه للمجتمع المدني وعدم الجلوس وانتظار الوظيفة, إضافة لمساعدتهم في كيفية تسويق أنفسهم لسوق العمل, أملةً بأن تكون هذه المدونة بمثابة بداية لدق ناقوس الخطر بشأن مشكلة الخريجين وتكدسهم على صفوف البطالة.
معدلات هائلة
وتخرج الجامعات الفلسطينية وفق مختصين نحو أربعين ألف طالب سنوياً وان 18% من هؤلاء الخريجين ينخرطون في قطاع العمل فقط والباقي ينضم إلى سوق البطالة، وأن عدد من الشباب الفلسطيني يتقدم بطلبات للهجرة إلى دول أجنبية وعربية عدة، وأن 47% من العاطلين عن العمل هم من الخريجين.
ووصل معدل البطالة في غزة أعلى المعدلات في العالم بسبب الحصار الإسرائيلي الذي دخل عامة الخامس على التوالي, حيث تشير التقارير الصادرة عن وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (اونروا) إلى أن البطالة في القطاع وصلت لمعدل 45.2 في المائة, منهم عدد كبير من خريجي الجامعات, أما في الضفة الغربية فقد بلغ معدل البطالة بين صفوف اللاجئين إلى حوالي 27.4%.