نتنياهو بين الوعد والموعد/ أشرف نافذ أبو سالم

اجتمع نتنياهو بالرئيس الأمريكي اوباما، وقد التقى منظمة الايباك الداعمة "لإسرائيل" وحصر نتنياهو جدول أعمال زيارته بالملف الإيراني الذي يؤرق حكومته في غياب تام وواضح لملف السلام والمفاوضات ، وكون هذه الزيارة جاءت في ظل اشتداد لهيب نار سورية الداخلية
واقتراب الحسم الموضوعي والطبيعي الذي ينتظره الجميع ، فقد أوصت الإدارة الأمريكية بضرورة كظم الغيظ و الغضب الإسرائيلي تجاه إيران، وتأخير القيام بعمل رادع ومفاجئ يربك المنطقة ويزيدها اضطراباً في الوقت الحالي .

فقد صرحت الإدارة الأمريكية بأن الوقت مازال مبكراً لتجاوز العمل الدبلوماسي ونفاذ القنوات السياسية والعقوبات الاقتصادية ، فما زال في جعبة الإدارة الأمريكية الكثير من المفاجآت لتضغط بها على إيران .

تلك إذن الرؤية الأمريكية للمشهد الإيراني ، أما حول رؤية حكومة إسرائيل فالأمر مختلف تماماً ، وهى مستعدة لتصرح للعالم أجمع بأن موعد توجيه ضربة عسكرية لإيران اقترب ولم يعد هناك متسع للصبر أكثر على جمهورية إيران التي وبدون امتلاكها للسلاح النووي تهدد بأنها سوف تزيل "إسرائيل " عن الوجود فكيف لو حصلت تلك الجمهورية على سلاح نووي ما عساها أن تفعل "بإسرائيل"؟؟ هذه حجة نتنياهو أمام الإدارة الأمريكية ناهيك عن ادعائه بأنها جمهورية تدعم الإرهاب ، وتدعم النظام السوري ، وتفخخ السيارات والمباني الدبلوماسية وتخطط لاغتيال شخصيات سياسية ودبلوماسية في المنطقة العربية.

لقد خاطب نتنياهو الوجدان والضمير الأمريكي الداعم والمحب "لإسرائيل" ، و استغاث بقوة اللوبي الصهيوني في الولايات الأمريكية المتحدة للضغط على الإدارة الأمريكية في تحمل مسؤولياتها في حال قامت "إسرائيل" بخطوة استباقية وارتجالية تجاه إيران فالوقت من ذهب والتاريخ لا يرحم والمصالح الأمريكية في منطقة الخليج والقوقاز يجب أن تراعى حاجة "إسرائيل " للهدوء والاستقرار والمناعة والدعم المالي والسياسي والدبلوماسي خصوصا بعد تغيرات المنطقة العربية التي استجدت على "إسرائيل" .

إذن أمام "إسرائيل" خيارات آتية :
أولا : الصبر على تهديدات إيران ، وثقتها بالكفالة الأمريكية كونها ستهذب إيران بطريقتها ولن تسمح لها بأن تمس طرفها ، والانتظار ريثما تحسم سورية أمرها .

ثانيا : الاستمرار في عمل الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية والموساد والقيام بمهام سرية تقلص من الخطر الإيراني بالتدريج -ضربات الشبح- مع الكثير من الزيادة والوقاحة والجرأة " اضربه في بيته " .

ثالثا : التحرش في حزب الله وحركة حماس واختلاق أزمة محدودة، ( فش خلقك بالصغير ) .

رابعا : تعميم وحبك شرك لتقع به دولة عربية مع إيران تجد نفسها أمام أزمة كبيرة تمس سيادتها وكرامتها أو مصالحها الوجودية ولا تقوى وحدها على مجابهة إيران ، يتطلب الأمر تدخل دولي سريع لردع إيران والحفاظ على مصالحه في المنطقة العربية .


أشرف نافذ أبو سالم
باحث من غزة

جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة قدس نت