ومضات على التصعيد الإسرائيلي/أ. محمد ناصر نصار

امتزجت دماء الشهداء على مدار ثلاثة أيام في دلالة عجيبة وغريبة ، ففي يوم الجمعة توحدت غزة ونابلس في يوم واحد وتشاركت أحزانها في وداع القيسي وحنني فتوحدت الضفة والقطاع في ثواني معدودة ولو أن توحدها كان بالألم والدماء فطالما عجز الساسة عن توحيدهما على مدار ستة أعوام ، كما وتلاها استشهاد المقاومين ومن السرايا والعاملين في الأجهزة الأمنية التابعة للسلطة الوطنية الفلسطينية لتوحد دمائهم السلطة مع الأحزاب الإسلامية منطق غريب ولكن الواقع يقول أكثر من ذلك فجنازات هؤلاء الأبطال تحي روح البذل والعطاء ويتشارك فيها جميع أطياف العمل الوطني والإسلامي فيتوحد الشارع الفلسطيني بكل سياسيه وقادته في مسيرات تشييع الشهداء ، و يبرز التآخي والمشاركة في عزاء الشهداء الذين لم يسقطوا من أجل أحزابهم بل في سبيل الله ثم في سبيل فلسطين الأرض السليبة ،دماء الشهداء تدعونا أن نوحد صفوفنا أمام غطرسة إسرائيل وعنجهيتها المتزايدة وغرورها الذي لا يردع إلا بالمقاومة والعمل على إزالة الاحتلال بكافة الطرق المشروعة
إن منطق اختيار التوقيت لا معنى له سوى إننا الفلسطينيون في صراع مستمر وطويل مع الاحتلال الإسرائيلي
بغض النظر عن الوضع الداخلي الإسرائيلي من انتخابات حزبية أو غيرها فعلى مدار أربعة وستون عاما والاحتلال الإسرائيلي يتفنن في قتل الفلسطينيين غير أن هذه الاستفزازات الإسرائيلية قد تأتي في جس نبض المقاومة في غزة أو حساب ردة الفعل في الشعوب العربية والحقيقي من الناحية الإعلامية أن إسرائيل تتبع سياسة إعلامية هي بقتل الفلسطينيين على دفعات حتى يتبلد الإنسان العربي والمسلم من هذه الأعداد فمثلا يستشهد خمسة ثم يليها عشرة وهكذا فيصبح الأمر اعتياديا ، غير أن المخيف أن الربيع العربي سيؤثر سلبا على القضية الفلسطينية من ناحية أنه شرع إراقة دماء الفلسطينيين على يد الإحتلال الإسرائيلي ، لأنه مع الربيع العربي أريقت دماء العرب على يد بني جلدته ففي ليبيا قتل أكثر من خمسون ألفا وهكذا في مصر وسوريا فيصبح رأي الشارع العربي لا مباليا من سقوط الشهداء في الأراضي الفلسطينية المحتلة ، بتقدير أن هذه الموجة التصعيدية ستكشف التغيرات الحادثة في الوضع الإقليمي وإبراز دور مصر الإقليمي مرة أخرى كما حصل في المرات القادمة ، كذلك إبراز دور حركة حماس في سيطرتها على قطاع غزة بأنها تلجم التنظيمات الصغيرة المشاكسة هذا يظهر من تصريحات ميتان فيلنائي وهذا يخلق نوعا من الإرباك على الساحة الفلسطينية بمعنى أن إسرائيل هي من تخرق التهدئة متى تشاء وترجع لها متى تشاء والحقيقي والظاهر أن إسرائيل لا تستخدم مفهوم التهدئة بل أن الفصائل هي التي تستخدم هذا المفهوم وتتجادل في تفعيله من عدم جدواه ، كما أن على الفصائل المقاومة ايجاد أكثر الوسائل إيلاما للاحتلال وصنع نوعا من الردع النسبي أمام هذا العدو المجهز بأقوى الأسلحة وأحدث التكنلوجيا ، كذلك على الفصائل الوعي بأن هذه المرحلة لا يمكن المراهنة على الدول العربية وذلك بسبب الربيع العربي وإنشغال الدول العربية بأنفسها وبشعوبها وقضاياها المحلية ولملمة جراحها وتوفيق وجهتها السياسية والإقتصادية والإجتماعية / مع أن الشعب الفلسطيني يقدم بنفسه وبشجاعة باسلة في مواجهة الاحتلال إلا أن
جهود الدول العربية والإسلامية لها دوراً ككبير في تدعيم صموده وموقفه ، وأخير على السلطة والتنظيمات والفصائل توحيد القرار السياسي والتعجيل بالمصالحة وتوحيد الرؤية المستقبلية في الصراع مع إسرائيل واتخاذ كافة إجراءات تدعيم الجبهة الداخلية من خلال التوافق المجتمعي والأمان الإقتصادي حتى يستطيع الشعب مواجهة الإحتلال الإسرائيلي والسير قدوما ً نحو تحرير الأراضي الفلسطينية وتحرير الأقصى السليب .

جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة قدس نت