منذ سبعة أعوام على وجه التحديد أي منذ أن أصبحت كتائب القسام كتائب سلطة، ومنذ أن قُزمت إمكانيات باقي الكتائب أمثال ألوية صلاح الدين - وكتائب أبو على مصطفى، لا تجد إسرائيل من يدفعها للتراجع سوى " سرايا القدس" الجناح المسلح التابع لحركة الجهاد الإسلامي التي تقف دومًا في صف شعبها دون حسابات حزبية وفصائيلة، وتتصدى لأي اختراق اسرائيلي سواء باقتحامات أو اغتيالات، سواء لأبناء وقادة الجهاد الإسلامي أو أبناء شعبنا الفلسطيني وفصائله بغض النظر عن انتماءهم وولاءهم الحزبي والفصائلي، وهو ما يؤكد على العقيدة الجهادية الوطنية لقادة وعناصر هذه السرايا التي بدأت بتشكيل خلاياها وعملقة إمكانياتها من عمق إيمانها بأن لحظة المواجهة آتية وقادمة، وأن هذه السرايا لم تلوث بعد ببهرجة السلطة وسمومها، وهذا ما تثبته على أرض الميدان يوميًا وكلما قامت إسرائيل باستعراض عضلاتها في غزة هاشم.
هذه السرايا ومنذ سبعة أعوام وهي الفصيل الأكبر الذي يدفع الثمن من قادته وعناصره، بما إنه الفصيل والذراع الأكثر قوة وصلابة في تحدي ومواجهة إسرائيل وعنجهيتها، وقد استطاعت أن تجابه إسرائيل داخليًا بغزة، وبداخل فلسطين المحتلة سنة 1948م، مما يدفع هذا العدو المتعجرف إلى عدم تفويت أي فرصة للنيل من عناصر وقادة سرايا القدس التي تصمد وتتعملق في الميدان وخارج الميدان.
ومع تضحيات هذا الذراع وقوته في مواجهة إسرائيل، وعدم مقدرة كل الأجهزة الاستخباراتيه والعسكرية الإسرائيلية للنيل منه برغم اغتيالاتها وتصفيتها لقادته وعناصره يؤكد على أنها ذراع صلب مؤسس على قاعدة جهادية صلبة عقيدتها الوطن والكفاح والنضال بكل مكان وزمان، ولولا احباطات الساسة لهذا الذراع في أوج تضحيته وإحباطهم لعزيمته وعزيمة عناصره لقنت إسرائيل درسًا قاسيًا لم تعهده من قبل إلّا في أوج الثورة الفلسطينية الحديثة في بداياتها، ولكن هرولت الساسة للتهدئة ينقذ إسرائيل من بين فكي السرايا وعناصرها دومًا.
لم انتمى لحركة الجهاد الإسلامي ولم أتقاطع معها سياسيًا في العديد من مواقفها السياسية، ولكنني أتقاطع كليًا ومفصليًا مع عقيدة سرايا القدس التي تثبت يوميًا أن هذا الجهاز مؤسس ومبني على قاعدة العمل الخالص لأجل الله ولأجل الوطن... لا يسعون لأجل سلطة أو جاه أو دنيا ... يسيرون قوافل شهداءهم على مذبح الوطن .... فرسالتي لهؤلاء الأبطال إن قضيتنا وشعبنا أمانة بأعناقكمم فلا تخذلوه، لقد أدمانا المُحتل وأضاع منا بهجة الحياة الكريمة، فإياكم به وردوا له الصاع صاعين وكلنا ثقة بقدرتكم على ذلك... لا تستلموا للساسة وإحباطات تضحياتكم وستجدوا شعبنا الفلسطيني متراس بلحمة وقلبه لكم ومعكم.
سامي الأخرس العاشر من آذار(مارس) 2012م
جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة قدس نت