بعـد كـل مـا تـداولتـه وسـائـل الإعـلام ... ومـا قـالـتـه المصـادر الفلسـطينيـة حـول الرسـالـة التي سـيـوجههـا الأخ / أبـو مـازن لـنتنيـاهـو ... وللمجتمـع الـدولي ( الإسـم المهـذب لمن اقتسموا السيطرة على العالم بعـد الحروب العالمية ) ... هـذه الرسـالـة التي أطلـق عليهـا الأخ / حسـن عصـفـور اسـم : أم الـرسـائـل ... والتي من واجبنـا الإخـتلاف معـه في تسميتهـا ليـس من بـاب التقليـل من مضمـون وأهميـة الرسـالـة ... ولـكـن مـن بـاب الـتطـيّـر مـن الـفـأل وعـدم الـتفـاؤل مـن النتـائـج التي أسـفـرت عنهـا مثـل تلـك الـتسميـة عـنـدمـا أًطلـقـت على مـعـركـة تخـتلـف عـن معـركتنـا قيـد الرسـالـة من حيـث الأهـداف ومـدى المشـروعيـة ... واسـتطيـع الإدعـاء بأن تسـميتهـا بـ : مـدفـع الإفطـار سـيكـون اكـثـر واقعيـة ... بعـد كـل مـا قـيـل في الرسـالـة ومـا قيـل عـنهـا اسـتطيـع الإدعـاء أن نصـوص الرسـالـة سـتكـون عـلى الـنحـو الـتـالـي :
الفقـرة الأولـى : سـرد للسـيرة الفلسطينية منـذ النكبـة وحـتى انطـلاق الثـورة والكفـاح المسـلـح .
الفقـرة الثانيـة : سـرد لسـياسـة منظمـة الـتحـريـر وقـرارات المجالـس الـوطنيـة مـنـذ اعتمـاد الـبرنـامـج المـرحلي في السـبعينـات وحتى إعـلان الإسـتقـلال ( الإسـم المهـذب للإعـتراف الرسـمي بقـرار 242 واعـتمـاد السـياسـات في م . ت . ف وفقـاً لـذلـك .
الفقـرة الثالثـة : سـرد لسـياسـات منظمـة الـتحـريـر والأحـداث مـنـذ اتـفـاق أوسـلو وحـتى الـوصـول لحـطـة خـارطـة الـطـريـق .
الفـقـرة الـرابعـة : سـرد للأحـداث مـنـذ اعـتمـاد خطـة خـارطـة الـطـريـق والإجـراءات الـتي اتـخـذتهـا منظمـة التحـريـر والسـلطـة الفلسطينيـة لـتنفيـذ الـتزامـاتهـا الـواردة في هـذه الخطـة ... والخـروقـات والممـاطلـة الإسـرائيليـة ، وتـهـرب الحكـومـات الإسـرائيليـة الـمتعـاقبـة من هـذه الإلـتزامـات ... وتهـاون الـمجتمـع الـدولي تجـاه هـذا السـلوك لـلحكـومـات الإسـرائيليـة ( استخدمنـا كلمة تهـاون بديـلاً لعبـارة الـتخـاذل دائمـاً... والـتواطـؤ غالـبـاً تماشـيـاً مـع الـكـلام السـياسـي الـنـاعـم والـمهـذب الـذي يـُفـضـل الأخ / أبـو مـازن اسـتخدامـه ) .
الفقـرة الخامسـة : سـرد لـنتـائـج سـياسـة الممـاطلـة وتهـرب الـحكـومـات الإسـرائيليـة ... ونتـائـج هـذا الـتهـاون من الـمجتمـع الـدولـي عـلى الـواقـع الفلسـطيني شـعـبـاً وأرضـاً ومقـدسـات وثـوابـت وطنيـة لـعمليـة الـتسـويـة السـياسـيـة الـتي طـُلـب مـن الفلسـطينيين الـسـير فيهـا للـوصـول إلى مـا وافقـوا عليـه في إعـلان الـجـزائـر واتفـاق أوسـلـو ... هـذه الـنتـائـج الـتي تقـول للفـلسـطينيين : إن الـمجتمـع الـدولـي طـلـب مـنكـم الـصيـام عشـرون عـامـاً للـوصـول إلى نتـائـج ... وفي نهـايتهـا فـإن معظمهـم وافـق وصـمـت ... وغالبيتهـم تـواطأ مـع رغـبـة إسـرائـيـل بـأن يـكـون إفطـاركـم بـعـد كـل هـذا الـصيـام عـلى بصـلـة ... والأنـكى مـن هـذا ... أنـه لا ضمـان لـسـنـة إنتـاجهـا ولا لـجـودتهـا ولا فيمـا إذا كـانـت تحـتـوي غـيـر رائحـتهـا عـلى شـيء يـؤكـل ( مـع مـلاحظـة أن الـصـائـم سـيتـوجـه لـلمـسـجـد بـعـد الإفطـار لـصـلاة الـمغـرب ... ومـعـروف مـا هـو حـكـم آكـل الـبـصـل والـثـوم قـبـل الـتـوجـه إلـى الـمسـجـد ) !!!
الـفقرة الساسـة : وهـي الأقـوى والأهـم ... لأنـهـا خـلاصـة الـهـاجـس الـفـلـسطيـني مـن تـطـور الأحـداث مـنـذ أوسـلو وحـتى الآن ... هـاجـس أن لا نفـقـد الـثمـن الـعـاجـل الـذي دفـعنـاه فـي أوسـلو مقـابـل بـضـاعـة نتسـلمهـا آجـلاً ... ولـم نتـسـلـم مـنهـا إلا الـفـُتـات ممـا هـو بـين أيـدينـا ومـا يـعـرفـه الـقاصي والـدانـي .... هـذه الـفقـرة سـتقـول لـنتنيـاهـو ولـلـمجتمـع الـدولـي : لـن نـنـتظـركـم حـتى تـُعلنـوا مـوعـد الإفطـار لـشـعبنـا الـصـائـم الـصـابـر والكـاظم لـغيـظـه .... فـنـحـن مـن سـيطـلـق مـدفـع الإفطـار لـشـعبنـا ... ولـن يُـفطـر هـذا الـشـعـب إلا عـلى إحـدى وجـبتـين :

أولاً : إمـا الـقبـول بـالـخـروج مـن أوسـلـوا ومـرجعيتـه وعـدم الـعـودة إليهـا إلا بالـتزامـات مـزمّـنـة ومضمونـة بيننـا وبين الإسـرائيلين إلـى المـرجعيـات الـدوليـة محتفـظين بـكل مـا أخـذنـاه مـن فـُتـات لـنـواصـل جـهـدنـا في اسـتلام مـا تـبقى مـن بـضاعـة مـستحقة لـنـا ( الدولـة على حـدود 1967 وحـق العـودة ) فـي زمـن أصـبـح مـتعـدد الأقطـاب والـقـوى ولـم تـعـد فيـه الـولايـات الـمتحـدة هي المهيمـن الـوحيـد على قـرار العـالـم مـع كـل مـا يعنيـه ذلـك مـن آثـار عـلى خـطط الـغـرب في مـواجهـة هـذه الـقـوى والأقطـاب وهـى الـوجبـة الأكـثـر احـتمـالاً ...

ثانيـاً : أو الـوجبـة الأخـرى والأكـثـر مـرارة لـنـا ولـهـم في هـذا الـتـوقيـت وهـي الإعـلان لـنتنيـاهـو ولـهـذا المجـتمـع الـدولي باعتمـاد المعاملـة بالمثـل : نـرفـض أوسـلو مـن جـذورهـا ... ومـن كـل السـياسـات التي أوصلتنـا إليهـا كمـا تـرفضـه الحكومـات الإسرائيلية ونـعـود إلى بيـاننـا الأول ... مـع مـلاحطـة أن بيـاننـا الأول ورصاصـاتنـا الأولى انطلـقـت في زمـن كـانـت فيـه إسـرائيـل هي الـضحيـة بامتيـاز في نظـر العـالـم ، وكانـت امريكـا وأوروبـا في أوج قـوتهمـا المـادية اقتصـاديـاً وماليـاً وعسـكريـا ولـم يكـن أمامهـا إلا حـلـف وارسـو ... واليـوم نـرى إسـرائيـل وهـي الـخطـر رقـم واحـد عـلى السـلم العالمي كمـا يقـول أكثر من 70 % من الغربيين ، ونـرى كبـار المسؤولين في أمريكـا وأروبـا في إقامـة شـبه دائمـة في عـاصمـة الصين وغـيرهـا يـسـتجدون المسـاعـدات الاقتصـاديـة مـُنهكين مـن حـروب خاسـرة لا زالـت تستنزفهـم في العـراق وافغانسـتـان ... وحـروب سـتسـتنزفهـم أكـثـر في ليبيـا والـيمـن وسـوريا !!!

تبقـى كلمـة لـمـن يـريـدون ويـخططـون لإرسـال شـبـاب الـعـرب والـمسـلمين ليكـونـوا أكيـاس رمـل ودروعـاً بشـريـة في متـاريـس حـلـف الـنـاتـو عـلى الـحـدود الـشرقيـة للصـين وجـنـوب روسـيـا ... نـقـول :
لـلـخـلـف در ... هـنـا فـلـسـطيـن ... هـنـا الـقـدس ... هـنـا الأقصـى إن كـنـتـم فـي إسـلامكـم وفي دعـوتكـم في سـبيـل الـلـه صـادقين !!!

جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة قدس نت