في خطوة متوقعة اقبلت اسرائيل على اختراق التهدئة و استباحة الدم الفلسطيني عندما اغتالت الامين العام للجان المقاومة الشعبية الشهيد البطل زهير القيس "ابو ابراهيم " و المحرر "محمود حنني و اربعة مقاومين اخرين من سرايا القدس ,و بهذا الاستشهاد يكون الشهيد "ابو ابراهيم القيسي" هو الامين الثالث الذي تغتاله اسرائيل , وكعادتها تقدم اسرائيل على الاغتيال للقادة الفلسطينيين في ظل ما يسمي التهدئة و كأن التهدئة اصبحت الفرصة التى تحتاجها اسرائيل لتنفذ عمليات الرصد و الملاحقة و الاغتيال لكافة قادة المقاومة الفلسطينية دون استثناء و كانت اسرائيل قد اخترقت التهدئة اخر مرة قبل أقل من ستة اشهر ,أي اغسطس الماضي عندما اغتالت اسرائيل خمسة مقاومين من سرايا القدس الجناح العسكري للجهاد الاسلامي في فلسطين , وكما المرة السابقة لم يتوقف مسلسل القتل الصهيوني اليوم عند هذا الحد بل ارتقي ستة شهداء آخرين بفعل القصف الاسرائيلي الهمجي للعديد من المناطق في غزة و ستستمر اسرائيل في هذا المسلسل التصعيدي لتنفيذ مخططها الحقير لفرض واقع خطير من الاحتلال و القمع و القتل و الانتهاك و على الفلسطينيين القبول بالتهدئة دون شروط .
لم تحترم اسرائيل أي تهدئة منذ ان وافقت الفصائل الفلسطينية على تثبيت التهدئة مع الاحتلال و هذا كان خطأ استراتيجيا لان الفصائل الفلسطينية قبلت بالتهدئة في غزة دون ضمانات دولية ودون كابح حقيقى لسلوك اسرائيل العسكري في غزة , و الجديد اليوم في هذا الاختراق ان اسرائيل تلاحق كافة القيادات الفلسطينية و بالأخص انها تلاحق الاسري المحررين و تقصد اغتيالهم ولا تأبه بأي اتفاقيات او تعهدات قطعتها على نفسها خلال الصفقة التى نفذت و اطلق خلالها سراح الجندي الصهيوني شاليط مقابل الف من الاسري الفلسطينيين , ولم يكن الاتفاق على الصفقة بين حماس وإسرائيل دون وسيط ودون ضامن , فقد كانت مصر الوسيط و الضامن كي لا تخترق اسرائيل أي من شروط الصفقة التى تمت قبل حوالى اربعة شهور من الان إلا انها بدأت في اختراقها منذ ان اعتقلت اسرائيل المحررة الفلسطينية هناء الشلبي و ايداعها المعتقل مرة اخري . .
ان كانت اسرائيل تريد التهدئة فهى تريدها لصالح مخططاتها الدموية و العسكرية التى تحاول من خلالها القضاء على الكادر العسكري لفصائل المقاومة لإضعافها و تفتيت صفوفها, لأنه بدون تهدئة فان الموقف سيتعقد امام اسرائيل في الملاحقة و التتبع لأي من العسكريين المقاومين ,لذا فان التهدئة في غزة تعنى امرا خطيرا ان قبل بها أي فصيل فلسطيني دون شروط و ضمانات دولية حقيقية و ملزمة , و التهدئة بهذا الشكل تعني ان تكون آلة اسرائيل العسكرية تطال غزة و اجوائها و مناطقها و مقاوميها ومدنيها ,نساء و اطفالا و شيوخ , وان كان الفلسطينين سيقبلوا بأي تهدئة من الان فصاعدا فلابد وان لا تسارع اليها ولا تطلبها دون تدخل دولى ,و بالتالى لا تلتزم بها دون التزام اسرائيلي أمام اطراف دولية محايدة , ولابد للتهدئة ان تلزم اسرائيل بوقف اطلاق النار على أي خطوط تماس مع غزة بحرا او برا او جوا , ولعل وسطاء تثبيت التهدئة الان يدركوا ان أعضاء من المجتمع الدولى لابد وان يشهدوا سريان أي تهدئة مقبلة بضمانات خطيه تجعل من التهدئة نافعة و ضامنة لأرواح الفلسطينيين و ممتلكاتهم و بيوتهم و مزارعهم .
لا يعقل ان يقبل الفلسطينيين بأي تهدئة في الاطار الاقليمي من الان فصاعدا و خاصة تهدئة من هذا النوع الذي تريدها اسرائيل ويطلق فيها العنان لآلة اسرائيل العسكرية تستهدف غزة و ناسها و لا تحترم إسرائيل أي شروط من شروطها , وتبقي اسرائيل بطائراتها الاستطلاعية و الحربية تجوب سماء غزة بحثا عن صيد ثمين لها تنال منه , لذا فان أي تهدئة قادمة لابد وان تتوفر لها عناصر و ضمانات استمرار دولية تحميها من أي اختراق إسرائيلي ,ولا يعقل ان يقبل الفلسطينيين بتهدئة تصفد فيها البنادق المقاومة و تقدم الارواح دون مقابل و يتفرج فيها المقاومين على قذائف الموت الصهيونية و هي تمزق الاجساد البريئة , والمقابل لا يعقل ان يبقي الفلسطينيين منقسمين مشتتين يأكل بعضهم لحم بعض من اجل حكم و جاه تستبيح فيه اسرائيل كل المحرمات و تذبح فيه الفلسطينيين من الوريد الى الوريد ,ومن هنا فقد بات واجبا على الفلسطينيين امام هذه العنجهية و التصعيد الممنهج الاسراع للاصطفاف في خندق واحد و تحت راية واحدة و الاعلان بان الفلسطينيين حكومة واحدة و رئيس واحد و مقاومة واحدة و دم واحد في خطوة تفهمها اسرائيل كما تفهمها و تحسب حسابها على المستوي التطبيقي و الاستراتيجي .
جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة قدس نت