تعيش الساحة الفلسطينية انقساما قاسيا اثر بشكل كامل على حياة الشعب الفلسطيني وقضيته الوطنية, حيث سهل للعدو الاسرائيلى استغلاله بما يخدم مخططاته القذرة, وجعله يسارع في تهويد القدس, وبناء المستوطنات ,ومصادرة الاراضى, وهدم المنازل, وإفشال اتفاقيات أوسلو وخارطة الطريق, بالإضافة إلى عدم اعترافه بالحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني وعدم التزامه بالاستحقاقات المترتبة عليه, لهذا وصلت مفاوضات السلام إلى طريق مسدود 0لذلك كان هناك ضرورة من إنهاء هذا الانقسام ورص الصفوف, وإعادة اللحمة لأبناء الشعب الواحد لمواجهة هذا التعنت والصلف الاسرائيلى, وإلزام الجانب الاسرائيلى باستحقاقات السلام حتى تحقيق قيام الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس الشريف.
ولكي نستطيع الخروج من هذا المأزق يجب أولا إنهاء الانقسام ورص الصفوف, ووضع إستراتيجية بديلة تعيد الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني تبدأ بوقف المفاوضات والتنسيق الامنى, وإعادة تقييم العلاقة مع إسرائيل سياسيا, واقتصاديا,وامنيا, وعدم العودة للمباحثات إلا بالشروط الفلسطينية الكاملة ,حتى لاتتمكن إسرائيل من السيطرة على المزيد من الأرض, ثم توحيد الرؤية والعمل بين كافة فصائل العمل الوطني والاسلامى لمواجهة العدو الصهيوتى الذي يستغل الانقسام بشكل جيد في تنفيذ مخططاته, خاصة وأن كل الفصائل الفلسطينية أصبحت متقاربة في برامجها السياسية, وأصبحت تدرك حقيقة المأزق الذي وصلت إليه العملية السياسية, ووصول فصائل المقاومة والممانعة إلى قناعة في قبول الهدنة ولو من طرف واحد حفاظا على المصالح الوطنية مع الاحتفاظ بكافة أشكال المقاومة في المرحلة الراهنة ,ويجب أن تكون هناك مرجعية للمفاوضات تحدد منذ البداية الأسس والأهداف وشكل الحل النهائي، مع الإصرار على ضرورة وقف جميع الإجراءات الإسرائيلية حول القضايا التي يتم التفاوض حولها, وهذا يتطلب من القيادة السياسية مواصلة التحرك على الصعيد الداخلي والعربي والدولي :
داخليا: على صعيد المنظمة, والسلطة, ومؤسسات الدولة, والحريات, أو حتى على صعيد الانقسام,يجب أن يكون العمل على أساس الشراكة الكاملة بين كافة فصائل العمل الوطني والاسلامى, وهذا يتطلب جهداً كبيراً من كل الأطراف الفلسطينية ، ومن أبناء الشعب الفلسطيني في كافة أماكن تواجده لاستنهاض كافة عوامل قواه الذاتية، لتساعد على رص الصفوف وبناء وحدة وطنية صلبة, وكذلك التوافق على إستراتيجية نضالية موحدة متعددة الأشكال ، وهذا من خلال إعادة الاعتبار لدور وفعالية كل مكونات الشعب الفلسطيني، بدون استثناء، سواء سكان الأراضي المحتلة عام 1967، أو فلسطيني الشتات, أو "فلسطينيي48
أما على الصعيد العربي: فمطلوب دعم الصمود الفلسطيني سياسياً, واقتصادياً ,وماليا وإعلاميا،وإعادة القضية الفلسطينية إلى مربعها الأول لتصبح قضية العرب المركزية الأولى لمواجهة هذا العدو الاستيطاني التوسعي. ويجب عليهم تعزيز الاقتصاد الفلسطيتى من خلال الاستثمار داخل فلسطين, وخلق فرص عمل للشباب الفلسطيني حتى يتمكن من والعيش بكرامة, والاستمرار والصمود والتصدي للعدو الاسرائيلى ,بالإضافة إلى الدعم الكامل والإسناد في كافة المحافل الدولية, ومراكز صنع القرار, وخاصة الدول ذات العلاقة. وعلى الجامعة العربية أن تلعب دورا أكثر فاعلية, وتطالب الدول الأعضاء في مجلس الأمن, وخاصة الهند دعم الجهود العربية والإسلامية والدولية لإعادة طرح طلب فلسطين لنيل العضوية الكاملة في الأمم المتحدة.
أما على الصعيد الدولي والدبلوماسي: يجب العمل على تفعيل طلب عضوية فلسطين الكاملة في الأمم المتحدة، وعلى القيادة أن تقوم باتصالات واسعة مع الدول الصديقة والشقيقة لمحاولة تامين تسعة أعضاء في مجلس الأمن لتنال فلسطين العضوية الكاملة في الأمم المتحدة, وفي كافة المؤسسات والهيئات الدولية الأخرى، ويجب العمل على ملاحقة إسرائيل قضائيا من خلال التوجه لمحكمتي العدل والجنايات الدولية، مع عقد مؤتمر دولي بإشراك كافة الأطراف الموقعة على اتفاقيات السلام لبحث تطبيق الاتفاقية على الأرض الفلسطينية, مع قيام المجتمع الدولي بالضغط على حكومة إسرائيل لوقف الاستيطان, والاعتراف بحدود الرابع من حزيران عام 1967 والمرجعية الدولية لعملية السلام .
لقد آن الأوان لإنهاء الانقسام, والابتعاد عن المصالح الفئوية الضيقة, وإعادة الوحدة بين أبناء الشعب الواحد, لنتفرغ لمواجهة العدو الاسرائيلى حتى نتمكن من صده وتحقيق أهدافنا الوطنية, لأننا أصحاب حق ومصرون على نيله من خلال الأصدقاء وأحرار العالم, ومناصري القضية الفلسطينية, والهيئات الدولية, وكذلك من خلال توضيح معاناة الشعب الفلسطيني, وفضح سياسات الاحتلال الإسرائيلي الاستيطانية, ومدى همجيته, وضرورة إنهاء هذا الاحتلال وقيام الدولة الفلسطينية.
جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة قدس نت