تهدئة ولا تهدئة... ساعات مجهولة ينتظرها الفلسطينيون بغزة

غزة - وكالة قدس نت للأنباء
لازالت أجواء موجة التصعيد العسكري الإسرائيلي ضد الفلسطينيين في قطاع غزة مستمرة رغم حالة الهدوء النسبية التي شهدتها ساعات المساء مع توقف الغارات الجوية التي تنفذها الطائرات الحربية، على منازل المواطنين وأهداف تعتبرها إسرائيل عسكرية.

وتؤكد أوساط مصرية وفلسطينية على أن جهود كبيرة تبذل للتوصل إلى اتفاق تهدئة جديد بين إسرائيل والفصائل في غزة, بعد موجة التصعيد هذه، والتي أسفرت حتى الساعة عن استشهاد 18 فلسطيني وإصابة العشرات, إضافة إلى إلحاق أضرار مادية واسعة في ممتلكات ومنازل السكان.

وأعرب مسئول مصري عن أمله في أن تنجح جهود تبذلها مصر لتثبيت التهدئة في قطاع غزة خلال الساعات القادمة, بعد ثلاثة أيام من القصف الإسرائيلي للقطاع وإطلاق صواريخ من فصائل فلسطينية تجاه إسرائيل.

وقال ياسر عثمان سفير مصر لدى السلطة الوطنية الفلسطينية لراديو صوت فلسطين "لا استطيع الآن الكلام عن ردود أو عن مواقف.. هذا يتم في سرية تامة وحتى لا نؤثر على جهود التهدئة, ولكن مصر تعمل على مدار الساعة, ونأمل أن نستطيع تثبيت التهدئة في الساعات القادمة إن شاء الله."

لا معنى لتهدئة..
في حين نفت حركة المقاومة الإسلامية "حماس" أي علم لها حول اتصالات لإعلان حالة تهدئة بين فصائل في غزة وإسرائيل.

وشدد إسماعيل رضوان القيادي في حماس في تصريح لمراسل وكالة قدس نت للأنباء على أنه لا معنى لأي حديث عن تهدئة في ظل استمرار العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة, والمتواصل لليوم الثالث على التوالي.

وأوضح رضوان بأن الاحتلال الإسرائيلي يتحمل كامل المسؤولية عن التصعيد الحاصل والمستمر في قطاع غزة, والذي أسفر حتى اللحظة عن 18 شهيد.

الخيارات ستكون مفتوحة..
من ناحيته أكد المتحدث بإسم الجيش الإسرائيلي افخاي درعي على أن الأجواء الآن هادئة نسبياً بفعل انخفاض وتيرة إطلاق الصواريخ تجاه البلدات الإسرائيلية, موضحاً بأن الساعات القليلة القادمة سوف تكون حاسمة فيما يتعلق بوقف إطلاق النار ولكنه نفى أي نية لوجود اتفاق هدنة لدى الجيش الإسرائيلي.

وهدد درعي في حجيث خاص بأن كل الخيارات ستكون مفتوحة إذا تواصل إطلاق الصواريخ تجاه إسرائيل, بما فيها الدخول في عمليات خاطفة وعمليات برية وخيارات أكثر تعقيداً تستهدف حركة حماس كونها تسيطر على القطاع غزة ولا تلجم مطلقي الصواريخ.

وقال "إننا استهدفنا 30 خلية للجهاد الإسلامي ولجان المقاومة الشعبية، ومعظمها ضد عناصر الجهاد كونهم هم من يطلقوا الصواريخ تجاه الأهداف والمدن البعيدة", مضيفاً بأن "الجهاد عندما يواصل إطلاق الصواريخ فهذا يعني بأنه تلقى ضربات قاسية ومؤلمة من الجيش الإسرائيلي".

تشييع شهداء..
هذا وشيعت الجماهير الفلسطينية في القطاع اليوم الشهيدين الطفل أيوب عامر عسلية " 12عام" والمسن عادل صالح الإسي "60 عام" واللذين قضيا في الغارتين الإسرائيليين الأخيرتين على شمال ووسط مدينة غزة.

وواكب مراسل وكالة قدس نت للأنباء مراسم التشييع في بلدة جباليا ووسط غزة لمواراة الشهيدين الثرى, وردد المشيعون هتافات تدعو "للانتقام لدماء الأطفال والمسنين وعدم الالتفات لأي تهدئة ملعونة تجر الويلات على أبناء الشعب الفلسطيني" .

تصعيد يقابلة تصعيد..
هذا وواصلت فصائل المقاومة الفلسطينية ردها على التصعيد الإسرائيلي بإطلاق الصواريخ وقذائف الهاون تجاه المستوطنات والبلدات الإسرائيلية الجنوبية, مؤكدة على أن المعركة مستمرة في ظل إستمرار العدوان على غزة.

وفي ردها على إعلان الجيش الإسرائيلي مواصلة التصعيد على غزة, أكدت سرايا القدس الجناح العسكرية لحركة الجهاد الإسلامي على مواصلة عمليات إطلاق الصواريخ مهما كان الثمن , وقالت إن "التصعيد سيقابله تصعيد والقادم أعظم".

كما أكدت ألوية الناصر صلاح الدين الجناح العسكري للجان المقاومة الشعبية على مواصلة حملتها "صاح النفير ثأرا للأمين" التي أطلقتها عقب إغتيال إسرائيل لأمينها العام زهير القيسي .