غزة - وكالة قدس نت للأنباء
في مشهد غير اعتيادي خلت شوارع قطاع غزة من سياراتها وحافلات نقلها, إلا القليل منها الذي يلحق بباقي المسير بعد نفاذ مخزونة من "الكاز أو البنزين" المشغل لها, فبوادر أزمة انقطاع المحروقات أصبحت بادية بشدة لتلقي بظلالها السلبية على حياة سكان القطاع, وتتفشى كالمرض المنتشر لتطال جميع مناحي الحياة الغزية, فأعتمت ليل منازلها وأطفئت ماكينات عجلة اقتصادها المتردي أصلاً وأوقفت إطارات سياراتها حتى بات المواطن ينتظر الساعات ليجد من يقله للمكان الذي يريد.
والجملة التي استفزت الكثيرين خلال هذه الأزمة ولم تستثني طالب يريد الذهاب لجامعته أو موظف أو عامل يريد الذهاب إلى عمله, وهي "السعر 2شيكل قبل ما تصعد" وهو سعر مخصص لبعض المناطق التي يميزها السائقين ببعدها, فهذا ما نلحظه عند انقطاع المحروقات من قبل بعض السائقين المتجاوزين للقوانين دون وجود أي قرارات رسمية بذلك.
المواطن الضحية
والضحية التي تمزقها أنياب الاستغلال في أي مكان هي دائماً المواطن, فإن ارتفعت الأسعار تخرج القيمة المرتفعة من المواطن برفع التكلفة عليه, فالشاب مصعب عمر ولدى إيقافه لسيارة لتقله من حي الزيتون إلى ميدان فلسطين "الساحة" وسط غزة فوجئ بكلام السائق له لدى فتحة الباب "بأن السعر 2شيكل فإن كنت توافق اصعد وإن لا فلا" فما كان منه إلا أن أغلق الباب ورفض الصعود مبدياً ضجيرة من كلام السائق.
وعلى جنبات موقف ميدان فلسطين ولدى اصطفاف العديد من المواطنين الذين ضاقوا زرعاً ينتظرون سائقاً يحن عليهم ويوصلهم لمكان عملهم وإن وجد يتمسكون به وكأنه قطار السعادة, فكان المواطن أبو خليل وقد بدت علامات الغضب بادية عليه بسبب تجنب السائقين إيصاله للمكان الذي يريد رغم أنه سيدفع لهم 2شيكل بدون أن يطلبوا منه ذلك.
وبمضض آثر الشاب مصطفى أيمن أن يدفع الـ2شيقل للسائق بعد انتظاره الطويل حتى لا يتأخر ويصل لمكان عمله على الموعد, حيث جلس طيلة دقائق مشواره متأففاً ضجراً من الواقع الذي نعيشه, وبجانبه أخر فتح باب حوار وجدال ليقنع السائق أن المكان الذي سينزل به قريب ولا يكلف الـ2شيقل.
مبررات السائقين
ويبرر السائقين في أحاديث منفصلة لـ"وكالة قدس نت للأنباء" رفعهم التسعيرة لبعض المناطق بشح المحروقات وارتفاع أسعارها إن تواجدت, واستغلال السوق السوداء لها وبُعد المناطق التي تُرفع تسعيرتها, وارتفاع أسعار قطع غيار السيارات, موضحين أن تسعيرة الشيكل الواحد الذي وضعته وزارة المواصلات بغزة لمعظم المناطق لا يفي بسد الاحتياجات سابقة الذكر إضافة إلى الوضع الاقتصادي الصعب الذي يعيشه السائق والمواطن.
ويعاني قطاع غزة من أزمة خانقة في المحروقات منذ شهور أثرت على جميع مناحي الحياة فيه, وعدم إدخال الوقود من الجانب المصري بشكل رسمي والذي من شأنه حل أزمة انقطاع الكهرباء وتشغيل السيارات.
يوقف من يتجاوز
وعلى الجانب الأخر هناك الجهات المسؤولة متمثلة بوزارة النقل والمواصلات وهي المختصة بالعمل على إيقاف أي تجاوزات بالتسعيرة ومخولة بوضع التسعيرة المناسبة التي تلزم جميع السائقين فكان لمراسل "وكالة قدس نت للأنباء" محمود سلمي, حديثاً مع مدير عام الهندسة والسلامة المرورية بوزارة النقل بغزة حسن عكاشة حيث أكد على أن وزارته متنبهة لأي تجاوزات يقوم بها السائقين برفع تسعيرة المواصلات أو أصحاب محطات الوقود برفع أسعار المحروقات وأنها مستعدة للتعامل معهم وإيقافهم قانونياً.
وحذر عكاشة السائقين من القيام برفع سعر المواصلات, مطالباً المواطنين بالتبليغ عن أي تجاوزات من خلال التواصل مع شرطة المرور على رقم الشكاوي "177 أو 100" ليتم توقيف السائق المخالف والتعامل معه وفق القانون.
وأوضح أن تسعيرة المواصلات لا زالت كما هي حسب ما أقرته الوزارة وتتراوح ما بين "شيقل إلى شيقل ونصف" حسب المناطق, مؤكداً أن الوزارة تسعى لإيجاد خطط بديلة لحل أزمة عدم توافر السيارات التي تقل المواطنين من خلال توفير حافلات نقل كبيرة تقلهم.