إنها دلال التاجي فتاه فلسطينية استطاعت أن تغير مجرى حياتها لتولد من جديد كطائر العنقاء الذي يخرج من بين الرماد ليولد من جديد ،وبفضل عزيمتها وإصرارها استطاعت أن تحجز لنفسها مقعدا في ركب المبدعين والمتفوقين رغم الإعاقة والحرمان ومرارة فقدان الأهل لتحصل بعدها على أعلى الشهادات وتصبح نبراساً يحتذي به .
ولدت دلال فاقدة لنعمة البصر وعندما كبرت وجدت نفسها يتيمة الأبوين وبلا أسرة مثل بقية الأطفال حيث كانوا جميعاً ضحية للحرب الأهلية المجنونة في لبنان التي جرت عام 1975 حين تم العثور عليها بجوار احد البيوت المهدمة وعمرها لم تجاوز العام إلى أن تلقفتها جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني حين قام احد الخيرين بتسليمها لمستشفى عكا التابع لها.
وعندما بلغت هذه الطفلة الخمسة أعوام تم إرسالها إلى مدرسة الإنجيلية للمكفوفين في بيروت ولما اشتد عودها وأصبحت في العاشرة من عمرها قام الهلال الأحمر بإلحاقها بمدرسة النور والأمل للمكفوفين في القاهرة إلى أن أنهت دراستها الثانوية في القاهرة في العام 1995 وهو ذات العام الذي عادت به إلى ارض الوطن وتحديدا مدينة خانيونس حيث التحقت على الفور بجامعة الأزهر في غزة تخصص لغة انجليزية .
لم يقف طموحها عند هذا الحد... بل كان بحذوها الأمل في الحصول على بعثة أو منحة تسافر من خلالها لاستكمال تحصيلها العلمي و كان لها ما أرادت ففي عام 2002م تقدمت للحصول على منحه لدارسة الماجستير لتنتظم فيما بعد في صفوف طلبة جامعة ادنيرا في بريطانيا وتحصل على درجة الماجستير في علوم الإنسان والعلوم الاجتماعية وكان سبب اختيارها لهذا التخصص كونه على علاقة بتنمية المجتمع .
دلال التاجي مثلها الأعلى هو د. جين كالدر المتطوعة الاسترالية التي احتضنتها وربتها وتعتبرها آمها بكل ما تحمل هذه الكلمة من معاني ،أما الهلال الأحمر الفلسطيني بالنسبة لها فهو السكن والكيان وهو الملجأ والحضن الدافئ الذي لولاه ما وصلت إلى ما وصلت إليه ، بينما تعتبر دلال د. الراحل فتحي عرفات مؤسس الهلال الأحمر الفلسطيني بالأب الروحي لها .
تشغل دلال حاليا منصب رئيس قسم التعليم المستمر في كلية تنمية القدرات التابعة للهلال الأحمر في خانيونس منذ العام 2004م ، وتتمنى أن تواصل مسيرتها التعليمية في الحصول على شهادة الدكتوراه فهل يتحقق بقية حلمها ؟
خالد درويش أحمد / منسق إعلامي
جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة قدس نت