رام الله – وكالة قدس نت للأنباء
دقت أزمة الجامعات الفلسطينية ساعة الخطر وأصبح من السهل الاستشعار بهذه الأزمة في الفترة الأخيرة مع تصاعد وتيرة الاحتجاجات الطلابية من جهة والهيئات التدريسية من جهة أخرى.
ويأتي ذلك بين وعود من وزارة التربية والتعليم العالي للهيئات التدريسية بتحسين ظروفهم وبين قسوة الحياة والأوضاع الاقتصادية التي يعانيها ذوو الطلبة، وتحملهم المصاعب في تأمين الأقساط الجامعية لأبنائهم.
النائب قيس عبد الكريم (أبو ليلى) عضو المكتب السياسي للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين شدد بدوره على أن إقرار قانون الصندوق الوطني للتعليم العالي يضمن حق كافة أبناء الشعب الفلسطيني وفئاته المختلفة في التعليم الجامعي، ولا يجعل التعليم العالي حكرا على فئة دون الأخرى.
وجاء هذا التصريح لأبي ليلى على صفحته الخاصة على موقع (الفيس بوك) ليفتتح نقاشا بينه وبين الشباب الفلسطيني الذي يرى بأن الوعودات والدعوات لهذا الغرض لم تتحرك عن كونها حبرا على ورق.
وبينما رد أبو ليلى "بأن المجلس التشريعي سيبقى يضغط لحين إقرار هذا القانون، موضحا بان أزمة الجامعات ستبقى قائمة إذا لم توضع حلول جذرية لمسألة أقساط الطلبة الجامعية ، وهذا يتم من خلال الإسراع في إقرار قانون الصندوق الوطني للتعليم العالي الذي اقره المجلس التشريعي الفلسطيني بالقراءة الأولى بالإجماع، لضمان حق كافة الفئات في التعليم ، مشيرا إلى أن الصندوق سيتيح لكافة الطلبة الراغبين في التعلم في الجامعات الفلسطينية الحصول على منح وقروض، حيث أن ما يميز الصندوق أنه لا يطلب من الطالب دفع أي مبلغ مالي أثناء دراسته، بل يجري التسديد بشكل ميسر جدا بعد التخرج والحصول على العمل.
اشتغلوا وإعملوا..
ويقول احد المشاركين في النقاش في رده على النائب أبو ليلى :"يا رفيقي من كتر ما حكيتو عن هالصندوق ، الصندوق كفر اشتغلوا وإعملوا في سبيل تحقيقه أو ما تضلوا تحكو عنه، وسامحني يا رفيق"، وكان هذا التعليق ربما صريحا ويفي لوصف حالة الحياة الجامعية والحديث عن حلول وقوانين.
ورد أبو ليلى رئيس لجنة القضايا الاجتماعية في التشريعي على هذا الشاب قائلا:" تحياتي لك رفيق ستبقى نضغط من اجل إقرار هذا الصندوق".
وعاد آخر ليخاطب النائب في المجلس التشريعي قائلا :" أكيد يا رفيقي لازم نضغط وبشكل كبير كمان بس زي ما بقول المثل "ايد وحدها ما بتصفق"، ويتابع :" يعني إحنا نطالب بصندوق والمبادرة بتطالب بصندوق ومش عارف مين بطالب بصندوق لو صار اتحاد بين التنظيمات هذه أو كتلها الطلابية بس في مجال الضغط على الحكومة لتحقيق هذا الصندوق على ما اعتقد أن 80% راح تنجح الجهود ونحقق مطالبنا".
ابر بنج..
بينما يرى مشارك آخر في الحوار بأن كل الذي يحدث عبارة عن "ابر بنج لهذا الشعب"، ويقول" كله كذب في كذب".
وفيما يخص الأزمة التي تعانيها الجامعات والكليات الحكومية والتي تستمر منذ ست سنوات فيقول عبد المحسن القواسمي الناطق باسم اتحاد العاملين في الجامعات الحكومية لمراسل وكالة قدس نت للأنباء إن "هناك تعليق لفعاليات الاتحاد الاحتجاجية لهذا الاسبوع بناء على بادرة حسن نية من الحكومة وتشكيل لجنة للتحاور مع الاتحاد برئاسة وزير الزراعة د.احمد مجدلاني".
ويعرب عن أمله في أن تتمكن اللجنة من تلبية مطالب العاملين في الاتحاد وألا يكون هناك اضراب الأسبوع المقبل.
ويضيف القواسمي بأن هناك حلول جزئية و"ترقيعية" تم طرحها ولكن الاتحاد رفضها وغدا سيرسل رسالة إلى كل الجهات المعنية سواء في الحكومة أو ديوان الموظفين تؤكد مجددا على رفض تلك الحلول، وإنما تريد حلا جذريا لأصل المشكلة بحيث يتم رفع رواتب العاملين في الاتحاد مع فارق بسيط لا يتعدى 15% عن العاملين في الجامعات الخاصة سيسمح الاتحاد به.
ست سنوات..
ويؤكد القواسمي على أنه منذ ست سنوات لم يكن هناك حل جذري للمشكلة وكل ما يطرح هو عبارة عن حلول مؤقتة مضيفا بأن الحكومة تستطيع أن تعطي العاملين حقهم في زيادة رواتبهم وخصوصا أن عددهم ليس كبيرا.
وبصرف النظر عن وجه الحق في كل المطالبات التي ينادي بها الطلبة في أكثر من جامعة أو مطالب العاملين بالجامعات والكليات الحكومية فإن الواقع يؤكد على أن الحياة التعليمية في فلسطين أصبحت بخطر وبحاجة إلى حلول جذرية تنهي أصل كل الإشكاليات وفق قوانين ومعايير محددة.
وكان عشرات الطلبة أغلقوا الجامعة العربية الأمريكية في جنين اليوم حتى إشعار آخر، لحين حل مشكلتهم مع الجامعة والمتمثلة بعدم سماح الإدارة لحوالي 400 طالب من التسجيل بسبب منع التقسيط الجامعي في أقساطهم، الأمر الذي أدى إلى قيام اتحاد الطلبة بإغلاق الجامعة لإشعار آخر .