جميل جدا ان نرى معظم دول العالم تكرم المتميزين والمبدعين لديها , ولكن الاجمل والاروع ان تقوم عائلة شراب بتكريم أبنائها المتميزين والمتفوقيين بتنظيم حفل كبير بالمركز الثقافى بمحافظة خان يونس وبحضور رسمى وشعبى كبير من مندوبين عن وزارة التربية والتعليم العالى ووزارة الثقافة الفلسطينية بقطاع غزة , وجمع غفير من أبناء العائلة يتقدمهم وجهائها ومثقفيها وشبابها ونسائها وعدد من الاتحادات والروابط العائلية بخان يونس وقامت مشكورة قناة الكتاب الفضائية التابعة للجامعة الاسلامية بتغطية الحفل كاملا .
" ومن لا يشكر الناس لا يشكر الله " لابد هنا ان اوجه الشكر الكبير لرابطة شباب عائلة شراب للمجهود الجبار لنجاح هذا الحفل الكبير لتكريم هذه الكوكبة من المتميزين من شباب وزهرات العائلة , الذين حصلوا على جوائز عالميه فى علم الحاسوب المبدع الاول المهندس أمير عيد شراب الحائز على المركز الاول فى مسابقة أفضل خطة عمل تكنولوجية برعاية شركة انتل العالمية واحد أفضل عشر مشاريع اختارتها مؤسسة سبارك النيوزلندية وعلى المركز الثالث فى مسابقة startup weekend بفكرة بى لانسر وهو عبارة عن منصة للاعمال عبر الانترنت تمثل قناة يلتقى خلالها الاف من أصحاب الاعمال والباحثين عن الاعمال بشكل حر فى السوق الاقليمية لتنفيذ اعمال عن بعد عبر منصة موثوق بها تقدم مختلف خيارات الدفع المحلية والتسهيلات التقنية المتكاملة التى تزود اصحاب الاعمال بالقدرة على التوظيف والاطلاع على سير العمل لحظة بلحظة والحصول على المهام منجزة والدفع بناءا على النتائج .
والمبدع الثانى المهندس محمد سفيان شراب الحائز على المركز الثانى بفكرة موقع اجتماعى رياضى فى مسابقة startup weekend والتى تستهدف خبرات شبابية مهتمة فى المجال التكنولوجى والتى يرعاها عدد من المؤسسات الدولية كشركة جوجل ومؤسسة الميرسيكوربس بالاضافة الى عدد من المؤسسات الاخرى .
المبدعة الثالثة الزهرة الفلسطينية أمل سفيان شراب صاحبة الاربعة عشر عاما , ولديها من المواهب الكثير فهى تهوى القراءة والكتابة بشغف دخلت موسوعة جينيس ككونها أصغر شاعرة عربية بوزن وقافية .
المبدعة الرابعة الزهرة الفلسطينية مرح بهائى راغب شراب الفائزة بالمركز الثانى بمسابقة الرسم " هذا عالمى للاطفال " التى نظمتها مؤسسة I.H.H التركية حول أفضل لوحة للاطفال معبرة عن الحصار والعدوان الصهيونى على غزة عام 2008م .
و أبدعا فى تقديم الحفل عريفا الحفل عبد الله محمود شراب ومحمد موسى شراب بكل جدارة واستحقاق وازدانا الحفل رونقا وجمالا بالعروض الفنية التى قدمها المبدع أيضا صدقى ممدوح شراب من خلال عرض مرئى بعنوان فلسطين بالقلب ومسرحية أحلام صغيرة من تأليفه واخراجه وتمثيل أمجد سعيد شراب والشبل لطفى عماد شراب والزهرة المتألقة اريج محمد شراب , الى جانب الكلمات التى افتتحها الدكتور ناجى شراب بكلمة العائلة والتى نوه فيها الى ضرورة الاهتمام بكل المتميزين ليس فقط على مستوى العائلة ولكن على مستوى المحافظة , وأن يخصص صندوقا خاصا لدعم كل متميز من أبناء الوطن وأكد أيضا ان السبيل الوحيد للرقى والنهوض بالشعوب والامم هو العلم والتعليم على أساس سليم ومتين وأن أى أمة تحاول أن ترقى وتنهض بشعبها من خلال استخدام التعليم التقليدى بوسائله القديمة البالية هى كالفارس الذى يدخل المعركة بسلاح أكل الزمان عليه وشرب , لكن المشكلة الكبرى تكمن فى أن الكثيرين يحاولون ويستميتون فى جعل هذا الاسلوب التقليدى من التعليم هو الاسلوب المتبع فى مدارسنا وجامعاتنا وانا شخصيا أعمل محاضرا فى احدى هذه الجامعات المحلية ناسين أو متناسين أننا وعلى مر السنين لم نجن منه سوى الفشل الذريع فى مناحى الحياة المختلفة وتخريج الالاف من الطلاب الغير مهيئين ولا مواكبين لحاجة وطبيعة سوق العمل والحياة العلمية الصعبة التى تزداد تعقيدا يوما بعد يوم .
وبدوره ألقى وكيل وزارة التربية والتعليم العالى الدكتور محمد شقير كلمة الوزارة والتى أكد فيها على أهمية العلم والتميز وفضله ودوره فى صناعة وتشكيل المستقبل , مشيرا الى أن حتمية التفوق العلمى أمست جزءا من ثقافة الفرد فى المجتمعات المتقدمة , أن التفوق العلمى أضحى مكونا أساسيا من مكونات العقل المجتمعى , وعنصرا رئيسيا فى منظومة القيم الاجتماعية , ومستذكرا الشهيد الشيخ سليم شراب " أبو همام " وأفضاله على العديد من طلبة خانيونس ودوره الدعوى فى نشر تعاليم الدين الاسلامى , حيث أن الشهيد الشيخ سليم يمتاز بصفة نادرة قد لاتجدها عند الكثيرين من ابناء الوطن , كان يتعامل ويتوادد مع جميع أبناء وطنه اتمنى على عائلة شراب ان تقدم شخصية بقوة وشجاعة الشهيد الشيخ سليم شراب .
وعبر مدير عام وزارة الثقافة الفلسطينية الاستاذ عاطف عسقول عن سعادته لتميز هذه الكوكبة من ابناء عائلة شراب الذين قدمو تميزهم ليزينوا مسيرة عطائهم لوطنهم بهذا التكريم .
يهدف هذا الاحتفال في تعزيز الإبداع وترسيخ ثقافة التميز فى عائلة شراب خاصة والشعب الفلسطينى عامة ، لا سيما في الوسط التربوي والتعليمي وتعميق مفاهيمه من خلال تبنى المعايير العالمية للتميز، وتنفيذ البرامج النوعية، تمهيداً لتكامل الجهود الفردية والمؤسسية بهدف تحسين مخرجات العملية التعليمية في فلسطين، بما في ذلك تقدير المتميزين علميا من أبناء العائلة والاحتفاء بهم، وتشجيعهم على تطوير أدائهم، وتعزيز الاتجاهات الإيجابية نحو المعرفة والبحث العلمي الخلاق ، إضافة إلى بث روح الابتكار وإذكاء روح التنافس في مجال التميز العلمي وتوجيه الطاقات الفردية والمؤسسية نحو التميز العلمي في المجالات التي تخدم الوطن .
وبكل فخر أقولها بتميزكم وتفوقكم هذا رفعتوا رؤسنا بين الامم وزينتوا مسيرة عطاكم لعائلتكم ووطنكم بهذا التكريم ونضيف بكم لبنة جديدة الى صرح انجازات ووطننا الذى يزداد عاما بعد عام .
ان هذا التفوق والابداع الذى انجزه ابناء العائلة فى كل فئات التميز العلمى انما هو النتيجة الحتمية لما يحظى به التعليم فى فلسطين من دعم سياسى وتوجهات مؤمنة بأن المواطن هو الثروة الحقيقة.
لا يسعني – في هذا المقام – إلا أن أُحيّي أسركم .. التي ساهمت بشكل مباشر فى اعدادكم الاعداد الصحيح.
كما لا يفوتني أن أُحيّي معلميكم ومعلماتكم .. الذين آمنوا بسمو الرسالة واستشعروا عِظم الأمانة .. وتفانوا في عطائهم فكان لهم الفضل الأكبر في صقل مواهبكم وتنمية مدارككم .. وكنتم بتميزكم نتاج جهودهم وغرسهم, فكما شرّفكم الله بالتميز في العلم .. فكونوا أيضاً متميزين بأخلاقكم .. متمسكين بمبادئ ديننا.. وقيم مجتمعنا.. واعتبروا أن هذا التميّز هو بداية الطريق .. فاسلكوه حتى نهايته .. كما يجب عليكم نقل هذه الأمانة الغالية إلى إخوانكم وزملائكم .. فلا خير في علمٍ يفتقد العطاء .. ولا خير في تعليم لا ينمي روح الولاء والانتماء لحب الوطن.
جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة قدس نت