غزة – وكالة قدس نت للأنباء
في مشهد يعيد لنا ذكرى أزمة الوقود والكهرباء التي ضربت القطاع في العام 2008 وشلت حركته كلياً, بسبب اشتداد الحصار الإسرائيلي عليه حتى وصل سعر لتر البنزين في السوق السوداء حوالي 45شيقل, يصطف العشرات وإن لم يكن المئات من المواطنين بسياراتهم وجالوناتهم بمجرد علمهم بوجود الوقود في هذه المحطة أو تلك, ليشكلوا طوابير وسيول بشرية طويلة أمام محطات الوقود أدت لإغلاق الشوارع في بعض الأحيان.
فالوضع الذي يعيشه سكان القطاع دفعهم للتساؤل في ظل التصريحات الإعلامية التي حيرتهم بقرب إنهاء الأزمة عن ماهية الحل وبيد من, ومن المسئول عن الأزمة التي يعيشوها بعد تشديد الخناق عليهم, فأزمة الوقود والكهرباء قلبت كيانهم وعطلت عجلة حياتهم وشلت اقتصادهم واعتمت ليلهم, فباتوا يناشدون الغريب والقريب لمساعدتهم وتوفير الحياة الكريمة لهم.
حلول تواجهها المشاكل
ويحاول الغزيين التغلب على أزمتهم في الكهرباء عن طريق توفير المولدات التي لا يستطيع سوى المقتدر على شرائها, ولكن هذا الحل بات يواجه عائقا وهو انقطاع الوقود المشغل لهذه المولدات, فالمواطن رمضان عبد بين في حديثه لـ"وكالة قدس نت للأنباء" أنه اشترى مولد لمنزله لإضاءته عند انقطاع الكهرباء إلا أن أزمة الوقود شكلت عقبة الآن أمام عمل مولده لعدم توفر البنزين اللازم لتشغيله, مشيراً إلى أن سكان غزة كلما حاولوا حل مشاكلهم تحل عليهم مشاكل أخرى.
أما أبو خالد الذي حاول أن يحجز لنفسه دور في أخر طابور الانتظار أمام محطة أبو جبة للبترول في حي الزيتون, ليحصل على الوقود لسيارته طاله اليأس كون الطابور أمامه على امتداد البصر, ولن يصله الدور كما قال لمراسلنا كون الكمية التي توزع للمواطنين قليلة وعدد المواطنين والسيارات المصطفة كبير جداً, مشيراً إلى أنه يترصد المحطات في كل حين عله يظفر ببعض لترات البنزين يشغل بها سيارة النقل التي تعتبر مصدر رزقه.
الاحتلال السبب
وكان رئيس الوزراء بغزة إسماعيل هنية قد أكد أمس خلال مشاركته في احتفال المحاسبين بغزة, على أن السبب وراء الأزمة التي يعيشها القطاع من انقطاع للوقود والكهرباء سببها الاحتلال وأطراف خارجية أخرى, وأن الحكومة بغزة وسلطة الطاقة مستمرون في محاولتهم توريد الوقود للقطاع لحل الأزمة.
أما أخر التصريحات التي جاءت من السفير المصري لدى السلطة الفلسطينية ياسر عثمان بشأن حل الأزمة قالت إن ربط كهرباء قطاع غزة مع مصر يحتاج ما بين أربعة إلى خمسة شهور، وهو الأمر الذي سيعمل على تخفيف الأزمة, مشيرا إلى أن القطاع يستهلك قرابة ما تستهلكه أربعة محافظات مصرية صغيرة, وأن إتمام مرحلة الربط يحتاج لـ 18 شهرا لإنهائها بشكل كامل.
وفي السياق ذاته قال أحمد أبو العمرين مدير دائرة المعلومات في سلطة الطاقة إن الأزمة ما زالت قائمة ولم تحل مشيراً في حديثه لمراسل " وكالة قدس نت للأنباء", إلى أن الجانب المصري يتحدث عن عقبات إدارية وقانونية في تحويل الوقود إلى قطاع غزة عبر معبر رفح البري.
وقال أبو العمرين إن اتصالات الحكومة بغزة وسلطة الطاقة مستمرة مع المصريين ونأمل أن يتم تجاوز تلك الأزمة في القريب العاجل بعد استيفاء كافة الشروط اللازمة.
لا حلول في الأفق
وحسب التقرير الشهري الصادر عن المركز الفلسطيني لحقوق الإنسان الذي رصد أثر انقطاع الوقود والكهرباء على حياة سكان القطاع, فإنه لا حلول في الأفق وأن الأزمة باتت تشل الحياة في القطاع, حيث أكد التقرير على أنه "للشهر الثاني على التوالي يعيش سكان القطاع المدنيون أوضاعاً كارثية بسبب استمرار أزمة الوقود والكهرباء، وجراء ذلك تزداد الأوضاع الإنسانية تردياً وتفاقماً، وتتعاظم معاناة نحو 1,6 مليون فلسطيني يقطنون قطاع غزة".
وأضاف التقرير "تستمر معاناة هؤلاء السكان جراء حرمانهم من التمتع بحقوقهم الاقتصادية والاجتماعية والثقافية, وقد أصبح الهم الأساسي لهم البحث عن وسائل بدائية للحصول على احتياجاتهم الإنسانية الأساسية، بما فيها الخدمات الصحية، ومياه الشرب، وخدمات الصرف الصحي، والحصول على غاز الطهي، والوصول إلى المرافق التعليمية، وخدمات النقل والمواصلات، وبات الحصول على مثل هذه الخدمات بالنسبة لهم يمثل مهمة صعبة ومعقدة، ويكبدهم أعباء مالية مضاعفة لا يستطيعون توفيرها".