غزة – وكالة قدس نت للأنباء
منى – حسام – زكي ، ثلاثة أطفال فلسطينيون كلا منهم تربطه معاناة خلفها الاحتلال الإسرائيلي على مدار سنوات اعتقال أقاربهم، فمنى أبو صلاح لا تعرف والدها إلا من خلال الصور، وحسام الذي يكون والده ابن خال الأسير رجب بركة، يشارك زوجته اعتصامها، وزكي ابن أخ الأسير خالد أبو ريالة أهدى جدته وردة في عيدها.
الأطفال الثلاثة بالنسبة لهم اليوم يوماً عادياً فهم يشاركون أهاليهم اعتصاماتهم أمام مقر الصليب الأحمر بغزة، ولكنهم اليوم حملوا بجوار صور أقاربهم الأسرى وروداً أهدوها لأمهات وزوجات الأسرى، فأدخلوا السعادة في قلوبهن كما تقول سهير بركة زوجة الأسير رجب بركة لمراسل وكالة قدس نت للأنباء سلطان ناصر:" لم يرزقني الله بطفل منذ زواجي، واليوم حسام شاركني اعتصامي وأهداني وردة".
ويصادف اليوم 21 من مارس / آذار عيد الأم الذي تحتفل فيه كافة الأمهات في العالم باستقبال الورود والزهور والهدايا من ابنائهن، في حين تعتصم أمهات الأسرى الفلسطينيين أمام مقر الصليب الأحمر بغزة للمطالبة بالإفراج عن ابنائهن من داخل السجون الإسرائيلية.
ويرزقني بطفل...
وتابعت سهر الحديث:" آمل من الله عز وجل أن يفك سجن زوجي ويرزقني بطفل، يملأ الدنيا فرحاً وسعادة علينا، فأنا منذ اعتقال زوجي المحكوم عشرة سنوات لم أزوره، وهو الآن داخل سجن نفحة"، مبينة أن التواصل يتم عبر رسائل عن طريق الصليب الأحمر مبدية تخوفها على زوجها بسبب حالة التصعيد التي تمارسها مصلحة السجون الإسرائيلية اتجاه الأسرى، منوهة أن زوجها أمضي خمسة سنوات من الاعتقال تنقل فيها بين السجون.
وعلى جهة أخرى تجلس زوجة الأسير المحرر ضمن صفقة التبادل الأخيرة "وفاء الأحرار" أسعد أبو صلاح وأم الأسيرين الذين لا يزالان داخل السجون فهمي وصلاح، محاولة إخفاء دموعها عندما احتضنت حفيدتها منى ابنة إبنها فهمي وهي تحمل صورة والداها.
وتقول أم فهمي " أتمنى أن يخرج أبنائي من السجن وأن يكونوا معي في هذا اليوم كأي أم في العالم فنحن محرومون من زيارتهم منذ اعتقالهم"، لافتة إلى أن قلبها يعتصر آلم عليهم منذ اعتقالهم وأنها تأتي بصحبة حفيدتها منى على مقر الصليب دائما للتضامن مع ابنائها الأسرى.
وتصيف أم فهمي قائلة " كان رجلا بمعنى الكلمة وسنداً للأسرة في كل تفاصيل الحياة، فقد كان يدرس دبلوم كهرباء ولكن لم ينتهي منه بسبب اعتقاله، فأكمل الثانوية العامة داخل سجنه"، موضحة أنه عندما اعتقل كانت ابنته منى تبلغ من العمر 40 يوماً فقط .
تحن أم فهمي لسماع صوت صلاح الذي وصفته بالحنون " أقل ما يمكن وصفه بالحنان فهو كثير الحنان على اخوانه واخواته في البيت ودائما يساعدني في أعمال البيت ", مبينة أنه كان يحلم بأن يكون محامياً بعد الانتهاء من دراسة الثانوية العامة التي لم يكملها بسبب اعتقاله.
متخوفة بشدة ...
وتوضح أم فهمي أنها متخوفة بشدة على صلاح المحكوم خمسة عشر عاماً لأنه يعاني من جرثومة في معدته نتيجة الإهمال الطبي من قبل إدارة السجون ويستعد لخوض إضراب عن الطعام مع بقية الأسرى مطلع الأسبوع القادم، في حين أن فهمي لا يزال حتى اللحظة غير محكوم ويطالب الإسرائيليون بحكمه عشرين عاماً.
سيتحرر بعد عام...
وطالبت أم فهمي كل العالم أن ينظر في قضية الأسرى بعين الاعتبار والضغط على إسرائيل من أجل السماح لها بزيارة ابنائها مع بقية عائلات الأسرى, داعية الفصائل الفلسطينية بضرورة التوحد خلف قضية الأسرى وكشف الممارسات الإسرائيلية بحقهم.
وتقول والدة الأسير خالد زكي أبو ريالة إن ابنها قضى في السجن عشرين عاماً من أصل واحد وعشرون، متمنية أن يأتي عليها العام القادم وفي مثل هذا اليوم وهو محرر يهديها وردة كالتي أهداها لها زكي ابن أخيه لها اليوم.
وتبين أن عيدها يكون في يوم تحرير ولدها ويكون بينهم، لا سيما وأنها محرومة من زيارته منذ سنوات، متأملة من الله عز وجل أن يفك أسر كافة الأسرى الفلسطينيين قائلة " يا رب يفك سجن كل الأسرى ويهدي بال أم الأسيرة هناء شلبي عليها يا رب ".