إدراج مدنية القدس في المناهج الفلسطينية ضرورة وطنية

غزة – وكالة قدس نت للأنباء
المدينة المقدسة كتاريخ ومنهج علمي يدرس داخل الجامعات والمدارس هو ما يفتقر إليه الطلبة الفلسطينيين في كافة مراحلهم الدراسية، لا سيما في ظل سياسية التهويد اليومية التي تمارسها إسرائيل بحق المدينة وأحيائها.

فإدراج مدنية القدس في المناهج التعليمية الفلسطينية ضرورة وطنية تتطلب استحقاقات ومتابعة مستمرة، لمواجهة ما تفعله إسرائيل ومازالت تقترف أبشع الصور بحق المدينة المقدسة، من حفريات تجرى تحت المسجد الأقصى لإقامة هيكل سليمان المزعوم، وتفريغ المدينة من الفلسطينيين لإبعادهم .

مراسلة وكالة قدس نت للأنباء، مياس أبو الجيبين، استعرضت خلال تقريرها هذا وجهات نظر الجهات الرسمية والطلبة الفلسطينيين, اتجاه تطرق المناهج التعليمية بشكل متعمق لما يجرى داخل القدس .

ويقول مدير عام الإشراف والتأهيل التربوي في وزارة التربية والتعليم العالي بحكومة غزة خليل حماد إن" المنهاج الفلسطيني بمعناه الواسع قد تطرق للحديث عن القدس، وما ترتكبه إسرائيل من ممارسات بشعة بشتى صورها، ولكن حسب المقرر في بعض المباحث لم يتم التطرق بالشكل الكافي واللازم".

ويضيف حماد "هناك أبحاث قد أجريت حول مدينة القدس وسياسة إسرائيل التي تمارسها ضد المقدسيين وهدفها المكشوف لدى العالم، وهو التقليل من نسبة الفلسطينيين حتى إبعادهم بالكامل منها، والتي أجمعت كل الأبحاث بأن هذه المناهج لا تكفي بل ويجب تحسينها قدر المستطاع ".

تغيير المناهج ..
ويلفت حماد بدوره إلى أن وزارة التربية والتعليم العالي قد أصدرت كتابا يحمل اسم (القدس والمنهاج الفلسطيني)، الذي يتضمن موضوعات مميزة ويتناول من جميع الجوانب كل ما يختص بمدينة القدس في مختلف المراحل الدراسية، وهي بمثابة مادة إثرائية يستعين بها المعلم أثناء تلقينه المعلومات للطلبة .

وينوه إلى أن تغيير المناهج في المنظور القريب غير وارد، كونها عملية صعبة وشاقة وتحتاج إلى إمكانيات مادية هائلة، مضيفا إلى أن هناك لجنة قد أقامت ما يقارب عشرة ورشات عمل من ضمنها تهويد القدس، مع تزايد المطالبات والإلحاحات حول أهمية التطرق لموضوع القدس وخطورة الوضع المتدهور السريع .

ويؤكد خبير مقدسي على أن ثبات الشعب الفلسطيني أمام العدوان الإسرائيلي يعد صمام أمان لمدينة القدس، مشددا على دور الأكاديميين والمثقفين الأساسي تجاه ما تتعرض له المدينة المقدسة عبر نشر الوعي والثقافة والحفاظ على ممتلكات الفلسطينيين من خلال بث الثقافة العربية, مع العمل على فضح سياسة إسرائيل ناهيك عن الدور الاجتماعي الفعال للإلمام باللحمة المقدسية.

وزعنا دليل ....
ويطالب الخبير المقدسي من جميع وسائل الإعلام الفلسطينية والعربية باستخدام وسائل التوعية المتنوعة, وتسخير الطاقات الموجودة للهدف المنشود, وهو تحرير القدس من أيادي المغتصبين, مشيرا إلى أهمية إدخال مدينة القدس في المنهاج الفلسطيني, بما يتضمن واقع القدس وكيفية تحريرها وفضح ما ترتكبه إسرائيل بحق العلماء الذين يحاصرون بين الفينة والأخرى .

ويستدرك بالقول"نحن قد وزعنا دليل يتكلم عن الأقصى وما يحصل له من قبل الاحتلال الإسرائيلي وتم طباعة خارطتان الأولى عن البلدة القديمة والأخرى تتناول الأحياء القديمة للقدس " .

ويتمنى الخبير المقدسي أن تعمل وزارة التربية والتعليم العالي على الاهتمام بقضية فلسطين عامة والقدس خاصة من المرحلة الابتدائية وحتى المرحلة الجامعية, مناشدا الإعلام العربي والإسلامي بدوره الذي يحبو حبوا بطيئا بتلقي المعلومة وعدم الاكتفاء بسردها متناسيا بأنه يجب أن يكون رائدا وصاحب مهنة تؤدي الأمانة على أكمل وجه .

ويبين أنه في الآونة الأخيرة يلتمسون ارتفاع في وتيرة قضية فلسطين عبر الإعلام ولكنه بنسبة ضئيلة ,آملا بأن يكون هناك ندوات وحملات مكثفة مع "الربيع العربي" الذي جعل هذه القضية في واجهة الشعوب.

متعددة ومتكررة ...
ويرى الشيخ عكرمة صبرى، رئيس الهيئة الإسلامية العليا فى القدس، أن الانتهاكات التي تمارس من قبل الاحتلال الإسرائيلي متعددة ومتكررة، فهي تستهدف في المقدمة المسجد الأقصى المبارك , المتعرض إلى نوعين من الانتهاكات ،أولها الحفريات والانفاق في محيط الأقصى وأسفل المسجد, وأدت هذه الحفريات بالمقابل إلى تشقق في جداري المسجد الجنوبي والشرقي، بالإضافة إلى تدمير آثار إسلامية من القصور الأموية، وبيوت أثرية تعود للعهد المملوكي والتركي من الجهة الغربية .

ويقول الشيخ صبري "أما عن النوع الثاني فهو الأخطر الذي تقوم به الجماعات والأحزاب اليمينية اليهودية المتطرفة من اقتحامات المسجد الأقصى،وذلك بحماية الشرطة الإسرائيلية ،وبالتنسيق مع الحكومة الإسرائيلية الحالية ".

ويحمل رئيس الهيئة الإسلامية العليا صبري كامل المسئولية لإسرائيل والمجتمع الدولي الذي قال إنه "لايلزم الاحتلال بالقرار الدولي الذي ينص على اعادة اللاجئين الى ديارهم ،وعدم ضم مدينة القدس الشرقية إلى القدس الغربية وعدم التغيير في معالمها ".

ويشدد على ضرورة الوقوف بجانب مدينة القدس ,فهي أمانة في أعناق المسلمين شأنها شأن مكة المكرمة والمدينة ,وأن حماية المسجد الأقصى ليس مقتصرة على أهل فلسطين بل على الجميع، وعليهم أن يعملوا برصد ميزانية للقدس, وتنفيذ قرار القمة العربية الذي عقد بمدينة سرت في ليبيا, والذي يتضمن تأمين خمسمائة مليون دولار سنوي للقدس والذي لم ينفذ بعد .

امتعاض من الطلبة ...
وتقول الطالبة الجامعية مها أبو صالح " أنا سأنتهي من الجامعية ولم اذكر أي مادة تناولت القدس ووضعتها بجانب الأهمية, خاصة أننا نرى الآن الاعتداءات المستمرة على المسجد الأقصى وحركة التهويد المتزايدة ".

في حين يعبر الطالب احمد أبو حلبية عن استيائه من المناهج الفلسطينية الذي وصفها بالضعيفة ,مؤكدا على التراخي من قبل وزارة التربية والتعليم العالي محملها كامل المسئولية.

ويضيف" خلصنا الجامعة وما بعرف شي عن هادا الموضوع وبيجو وبيحكولك أنت طالب جامعي وما بتعرف عن بلدك شي, طيب انتو وين عن هالقضية المذابة " .

"لنروي لطلابنا كل ما يرتبط بقضيتهم وعن أرضهم فلسطين وعاصمتها القدس الشريف, ولندحض ما قاله قادة إسرائيل:"الكبار يموتون ,والصغار ينسون " فأين نحن من هذه النية السوداء تجاه أرضنا المنتهكة, فهذا اقل ما يمكن أن نقدمه لهذا الوطن.