لاشك أن تحرك الشعوب – السلمي – هو حق مكفول من كافة القوانين والشرائع ولا يمكن لأي طرف أن يتهم هؤلاء بأي تهمة من التهم الجاهزة – الإرهاب مثلا أو معاداة السامية - التي يتم إطلاقها على كل تحرك يحرج الكيان الإسرائيلي أو يغضبه ، إن هذا التحرك سيكون ضمن القانون وليس خارجا عنه ولكنه يحمل رسالة عنوانها " القدس " ورفض الاحتلال وممارساته وسيكون تعبيرا عن حالة الصحوة الشعبية الكبرى التي تجتاح المنطقة ، ولن تكون بعيدة عن التحركات الشعبية التي انطلقت في مختلف أنحاء العالم العربي ورفعت شعارات تعبر عن المطالبة بحقوق الشعوب في التعبير عن رأيها وموقفها والمطالبة بحقوقها .
ليس من المنطقي أو الطبيعي في ظل ثورة المعلومات والاتصالات والتطور العلمي والتكنولوجي الذي ربط العالم كله مع بعضه البعض وجعل التواصل بين كافة بني البشر في متناول الجميع دون استثناء أن يبقى أكثر من مليار ونصف المليار مسلم ومن ضمنهم مئات الملايين من العرب ومثلهم من أحرار العالم يبقوا صامتين أمام عدة ملايين من الصهاينة وهم يدنسون أحد أهم المقدسات الإسلامية – المسجد الأقصى – ويعملون ليلا ونهارا وأمام الملأ على التعرض لحضارة وتاريخ الأمة العربية والإسلامية ويعملون بشكل متسارع على تغيير معالم القدس ، ليس من الطبيعي أن تستمر حالة الانهزام الحالية الى ما لا نهاية ، وكل الدلائل تؤكد أن هناك حالة من الصحوة الشعبية تعصف بعقول وأفكار هذه الشعوب .
أن يخرج الملايين من الشعوب نحو الحدود هي إشارة مهمة أن تارخا جديدا سيتم صياغته وعنوانا مهما لبدء صفحة جديدة من حياة المنطقة ، وأن تكون هذه الفعالية العالمية في يوم الأرض ستكون تحديا مباشرا للمشروع الصهيوني الهادف الى السيطرة على الأرض الفلسطينية من خلال بناء جدار الفصل العنصري الذي يمثل أكبر عملية مصادرة للأرض الفلسطينية منذ قيام الكيان الإسرائيلي على أرض فلسطين ، وأن تخرج هذه الجماهير من داخل الوطن ومن خارجه تؤكد قوة حضور القضية الفلسطينية لدى شعوب الأمة بأكملها ، من قطاع غزة والضفة الغربية والقدس ومن داخل الخط الأخضر ومن لبنان وسوريا ومصر والأردن ، وأن يحضر كل من يستطيع المشاركة من الشتات ومن كل أصقاع الأرض ، وكذلك أن يحرص كل من يستطيع الوصول الى أقرب نقطة حدودية سواء داخل الوطن أو من قلبه ، كل ذلك سيشكل انطلاقة جديدة في رسم ملامح مرحلة جديدة من تاريخ شعبنا .
هذه الفكرة التي تشكل قمة الإبداع الفكري الفلسطيني والعربي وكل من شارك في إعداد وصياغة وتنفيذ هذه الفكرة ، هذا التحرك الكبير الذي يجب أن يتوحد الكل الفلسطيني والعربي خلفه ولكن يجب أن يكون قادة الشعب الفلسطيني وقواه الفاعلة تمثل رأس حربة هذا التحرك ، ويجب أن تذوب خلال تنفيذ هذا الفعل الوطني الكبير كل الرايات والأفكار الضيقة ويجب أن يرتفع الجميع الى مستوى الحدث ومستوى المواجهة ، لأن الكيان الإسرائيلي بدأ يعد الخطط لمواجهة هذا التحرك الكبير وبدأ الارتباك باديا عليهم عندما سيجد الاحتلال نفسه في مواجهة مباشرة مع الشعوب المحيطة به لتقول له لن يكون لك مكان بيننا على هذه الأرض طالما استمرت سياسة تجاهل حقوق شعبنا وسيبقى الاحتلال غرسا غريبا في المنطقة ولن يكون أبدا جسما طبيعيا لأن الاحتلال مضاد للحرية والكرامة الانسانية .
م. عماد عبد الحميد الفالوجي
رئيس مركز آدم لحوار الحضارات
جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة قدس نت