خلال الأزمة ... سكان القطاع أبطال ماراثون الوصول لمحطة الوقود ..!

غزة- وكالة قدس نت للأنباء
"إن كنت فلسطينياً وبالأخص من غزة فارفع رأسك عالياً" كلمات لطالما رددتها أفواه الغزيين والفلسطينيين وشعوب العرب أجمع, وأخرى قالت منك تعلمنا الثورات فثارت شعوب الدول العربية على طغيان حكامها, وأخرى تقول هي أم خرجت الاستشهاديين والاستشهاديات, فحسدها الكثيرين وقالوا هي أرض الرباط والجهاد وتمنوا لو يعيشوا ويموتوا بها, وقالوا أيضاً عند شن الحرب عليها أموالنا وأجسادنا لها فداء هي منا ونحن منها, فأين هم من هذه الكلمات"..؟

فسكان القطاع يعانون من أزمة مستمرة لانقطاع الكهرباء والوقود طالت جميع مناحي حياتهم فهددت حياة العشرات من المرض وفاقمت الوضع الاقتصادي صعوبة حتى بات الغزيين يتسابقون لمحطات الوقود ليظفروا بلترات معدودة من الوقود قد تدفع بعجلة حياتهم وعملهم لساعات مرهونة بنفاذ هذه اللترات, كما يوضح صاحب مصنع الأثاث أبو محمد الذي بات جل عملة معتمد على مولد الكهرباء الذي يحتاج بدوره "للكاز" وتوفيره المعاناة الكبرى.

الوقود يرفع التكلفة ..
ويبن صاحب مصنع الأثاث لمراسل وكالة قدس نت للأنباء" محمود سلمي, أنه ومنذ بدء أزمة الكهرباء يشغل ماكينات مصنعة على مولد الكهرباء الذي يستهلك خلال ساعتين حوالي عشرين لتر من الكاز, موضحاً أنه في بداية الأزمة كان يتمكن من توفير الكاز للمولد بشرائه عبر بعض الأفراد الذين قاموا بتخزينه مسبقاً, والآن نفذ الكاز من معظم مخزنيه وأصبح شحيح جداً وأسعاره ارتفعت بشكل كبير مما أدى لرفع التكلفة, إضافة إلى غلاء باقي مستلزمات عمله كالأخشاب بسبب التضييق والحصار.

أراقبها باستمرار ..
أما المزارع أبو إبراهيم من شرق حي الزيتون بغزة والذي يعتاش هو وعائلته من خلال زراعة أرضة التي يرويها عبر بئر الماء الذي يعمل على الكهرباء قد بين أنه يراقب الكهرباء باستمرار وينتظر ساعات قدومها لمنزلة ليستغلها في تشغيل بئره وري مزروعاته التي نال العطش منها بسبب طول انتظارها للماء, منوهاً لوجود بعض المزروعات التي تحتاج الري بالماء يومياً وعدم ريها يؤدي إلى تراجع نموها ومحصولها, خاصة في ظل أسعارها المنخفضة جداً.

8,8 لثلاثة أيام ..
ويرقب سكان القطاع أي حل يؤدي إلى إنهاء الأزمة التي يعيشوها من خلال تصريحات المسئولين سواء بغزة أو الضفة أو مصر المعول عليها بإنهاء الأزمة, حيث كانت أخرها لمدير مركز معلومات الطاقة بغزة احمد أبو العمرين حيث أكد خلال حديثة لـ"مراسل وكالة قدس نت للأنباء" أنه تم إدخال 430 ألف لتر من السولار إلى محطة توليد الكهرباء عبر معبر "كرم أبو سالم" وهذا عمل على تحسن جزئي في عمل المحطة وجرى تشغيل مولد واحد"، مبينا أن كمية السولار تكفي لتشغيل المولد تكفي لثلاثة أيام فقط, وأن جدول الكهرباء بذلك سيكون 8ساعات كهرباء و8قطع.

جهود أخرى ..
وضمن الجهود الأخرى الهادفة لحل الأزمة حديث رئيس لجنة الطاقة والصناعة في مجلس الشعب المصري، سيد نجيدة، أنه سيتم خلال الساعات القليلة المقبلة إدخال الوقود المصري إلى قطاع غزة عبر معبر كرم أبو سالم, وغيرها المتحدثة عن إرسال فريق من الضفة وغزة لمناقشة آلية حل مشكلة الكهرباء في القطاع مع مصر والتوصل لإتفاق فلسطيني مصري اسرائيلي لتأمين وصول الوقود للقطاع.

غزة وحيدة ..
ولكن إن ناظرنا لحال غزة اليوم سنجد بها من أرهقه حصارها وقسم ظهره فلم يستطع أن يرفع رأسه عالياً, ونرى أن من علم الثورات لم يجد من ينصره بحق حتى الآن, وأن من اعتز بأم الاستشهاديات لم يلبي صرخات استغاثتها, وأن أرض الرباط كما يحسبها الكثيرين لم ترى إلا الأموال الفانية لا الجيوش الناصرة, فغزة منذ أكثر من خمس سنوات تعيش أزمات متتالية تعصف بها كشتاء قاسي برده متمثل بحصار يخلفه أزمة كهرباء تلازمها أزمة انقطاع الوقود.