الوالدان أوسط أبواب الجنة..بقلم /الشــيخ ياســين الأســطل


ما من أمر من الأمور حظي بما حظي به الوالدان الإسلام ، فقد اهتم بهما الشرع في الكتاب والسنة أيما اهتمام ، ونوه بحقهما في التصانيف مجملاً ومفصلاً ومفرداً ومجموعاً العلماء الأعلام ، كيف لا والوالدان هما جنتك أيها المسلم أو نارك فبذا جاء الحديث عن النبي عليه الصلاة والسلام ، فالوالدان هما أوسط أبواب الجنة ، وهما من النار وقايةٌ وجُنَّة ، ووصلهما والقيام بحقهما محمودُ العاقبة في الدنيا والآخرة ، وقطيعتُهما وجفوتهما وعقوقهما مذموم العاقبة في الدنيا والآخرة كذلك ، فطوبى لمن بذل في طاعتهما النفس والنفيس ، والغالي والرخيص ، ومن قسا قلبه فأساء إليهما فهو المجحوم ، ومن رحمهما فأحسن إليهما فهو المرحوم ، أحكم ذلك سبحانه وتعالى في سورة الإسراء فقال : { وَقَضَى رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِنْدَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلَاهُمَا فَلَا تَقُلْ لَهُمَا أُفٍّ وَلَا تَنْهَرْهُمَا وَقُلْ لَهُمَا قَوْلًا كَرِيمًا (23) وَاخْفِضْ لَهُمَا جَنَاحَ الذُّلِّ مِنَ الرَّحْمَةِ وَقُلْ رَبِّ ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِي صَغِيرًا (24) }.
* رضا الله في رضا الوالدين وسخط الله في سخط الوالدين :
فقد روى الترمذي في السنن والبغوي في شرح السنة وصححه الألباني قال الترمذي رحمه الله : حدَّثَنَا أَبُو حَفْصٍ عُمَرُ بْنُ عَلِيٍّ حَدَّثَنَا خَالِدُ بْنُ الْحَارِثِ حَدَّثَنَا شُعْبَةُ عَنْ يَعْلَى بْنِ عَطَاءٍ عَنْ أَبِيهِ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ :" رِضَى الرَّبِّ فِي رِضَى الْوَالِدِ وَسَخَطُ الرَّبِّ فِي سَخَطِ الْوَالِدِ " اهـ .
* ووصى الله عز وجل بهما أعظم وصية فقال في سورة لقمان: { وَإِذْ قَالَ لُقْمَانُ لِابْنِهِ وَهُوَ يَعِظُهُ يَا بُنَيَّ لَا تُشْرِكْ بِاللَّهِ إِنَّ الشِّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِيمٌ (13) وَوَصَّيْنَا الْإِنْسَانَ بِوَالِدَيْهِ حَمَلَتْهُ أُمُّهُ وَهْنًا عَلَى وَهْنٍ وَفِصَالُهُ فِي عَامَيْنِ أَنِ اشْكُرْ لِي وَلِوَالِدَيْكَ إِلَيَّ الْمَصِيرُ (14) وَإِنْ جَاهَدَاكَ عَلَى أَنْ تُشْرِكَ بِي مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ فَلَا تُطِعْهُمَا وَصَاحِبْهُمَا فِي الدُّنْيَا مَعْرُوفًا وَاتَّبِعْ سَبِيلَ مَنْ أَنَابَ إِلَيَّ ثُمَّ إِلَيَّ مَرْجِعُكُمْ فَأُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ (15)}.
وجاء عن النبي صلى الله عليه وسلم ما يؤكد هذه الوصية ، فالحديث مرويٌ في سنن الإمام ابن ماجة واللفظ له وصححه الإمام الألباني وكذلك في السنن الكبرى للبيهقي ومعجم الطبراني الكبير وعشرة النساء للنسائي قال ابن ماجة : حدثنا هشام بن عمار حدثنا إسمعيل بن عياش عن بحير بن سعد عن خالد بن معدان عن المقدام بن معد يكرب أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : " إن الله يوصيكم بأمهاتكم ثلاثا ، إن الله يوصيكم بآبائكم ، إن الله يوصيكم بالأقرب فالأقرب " اهـ .
وفي لفظ أخر له وفي مسند الإمام أحمد ومعجم الطبراني وشعب الإيمان ومستدرك الحاكم قال ابن ماجة : حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ حَدَّثَنَا شَرِيكُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ عَنْ مَنْصُورٍ عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عَلِيٍّ عَنْ ابْنِ سَلَامَةَ السُّلَمِيِّ قَالَ قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : " أُوصِي امْرَأً بِأُمِّهِ ، أُوصِي امْرَأً بِأُمِّهِ ، أُوصِي امْرَأً بِأُمِّهِ ثَلَاثًا ، أُوصِي امْرَأً بِأَبِيهِ ، أُوصِي امْرَأً بِمَوْلَاهُ الَّذِي يَلِيهِ ، وَإِنْ كَانَ عَلَيْهِ مِنْهُ أَذًى يُؤْذِيهِ " اهـ .
عباد الله ، أيها المؤمنون :
* الوالدان هما أوسط أبواب الجنة ، بذلك جاء الحديثُ عَن النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في سنن الترمذي وابن ماجة ومسند أحمد والمستدرك للحاكم وصححه الألباني ، وابن حبان ، واللفظ لأحمد قال : حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ قَالَ أَخْبَرَنَا سُفْيَانُ عَنْ عَطَاءِ بْنِ السَّائِبِ عَنْ أَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ السُّلَمِيِّ قَالَ :
( كَانَ فِينَا رَجُلٌ لَمْ تَزَلْ بِهِ أُمُّهُ أَنْ يَتَزَوَّجَ حَتَّى تَزَوَّجَ ، ثُمَّ أَمَرَتْهُ أَنْ يُفَارِقَهَا ، فَرَحَلَ إِلَى أَبِي الدَّرْدَاءِ بِالشَّامِ ، فَقَالَ : إِنَّ أُمِّي لَمْ تَزَلْ بِي حَتَّى تَزَوَّجْتُ ، ثُمَّ أَمَرَتْنِي أَنْ أُفَارِقَ ، قَالَ : مَا أَنَا بِالَّذِي آمُرُكَ أَنْ تُفَارِقَ ، وَمَا أَنَا بِالَّذِي آمُرُكَ أَنْ تُمْسِكَ ، سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ : " الْوَالِدُ أَوْسَطُ أَبْوَابِ الْجَنَّةِ فَأَضِعْ ذَلِكَ الْبَابَ أَوْ احْفَظْهُ " قَالَ فَرَجَعَ وَقَدْ فَارَقَهَا ) اهـ .
* الوالدان سبب عظيمٌ لمحو ذنبك ، والتوبة من الله عليك ، والرحمة بك ، وتفريج الكرب عنك ، جاء في سورة الكهف في الآية (82) قول العبد الصالح : { وَأَمَّا الْجِدَارُ فَكَانَ لِغُلَامَيْنِ يَتِيمَيْنِ فِي الْمَدِينَةِ وَكَانَ تَحْتَهُ كَنْزٌ لَهُمَا وَكَانَ أَبُوهُمَا صَالِحًا فَأَرَادَ رَبُّكَ أَنْ يَبْلُغَا أَشُدَّهُمَا وَيَسْتَخْرِجَا كَنْزَهُمَا رَحْمَةً مِنْ رَبِّكَ وَمَا فَعَلْتُهُ عَنْ أَمْرِي ذَلِكَ تَأْوِيلُ مَا لَمْ تَسْطِعْ عَلَيْهِ صَبْرًا }.
قال الإمام السعدي في تيسير الكريم الرحمن : ( أي: حالهما تقتضي الرأفة بهما ورحمتهما، لكونهما صغيرين عدما أباهما، وحفظهما الله أيضا بصلاح والدهما ) اهـ. وفي شعب الإيمان للبيهقي قال : (عَنْ عَطَاءِ بْنِ يَسَارٍ، أَنَّهُ كَانَ جَالِسًا عِنْدَ ابْنِ عَبَّاسٍ، إِذْ أَتَاهُ أَعْرَابِيٌّ فَقَالَ: إِنِّي خَطَبْتُ امْرَأَةً، فَخَطَبَهَا غَيْرِي، فَتَزَوَّجَتْهُ وَتَرَكْتَنِي، فَغَدَوْتُ عَلَيْهِ فَقَتَلْتُهُ، فَهَلْ لِي مِنْ تَوْبَةٍ ؟ فَقَالَ: أَلَكَ وَالِدَانِ حَيَّانِ أَوْ أَحَدُهُمَا ؟ قَالَ: لَا، قَالَ: تَقَرَّبْ إِلَى اللهِ عَزَّ وَجَلَّ بِمَا قَدَرْتَ عَلَيْهِ ، فَقُلْنَا لَهُ بَعْدَ مَا خَرَجَ، فَقَالَ: لَوْ كَانَ حَيَّيْنِ أَبَوَاهُ أَوْ أَحَدُهُمَا رَجَوْتُ لَهُ أَنَّهُ لَيْسَ شَيْءٌ أحطَ لِلذُّنُوبِ مِنْ بِرِّ الْوَالِدَيْنِ ) اهـ .
وقال الإمام البغوي قي شرح السنة : ( وقال مكحول : بر الوالدين كفارة للكبائر ، ولا يزال الرجل قادراً على البر ما دام في فصيلته من هو أكبر منه ) اهـ .
وقد روى الترمذي - وهو في شرح السنة- قال : حَدَّثَنَا أَبُو كُرَيْبٍ حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سُوقَةَ عَنْ أَبِي بَكْرِ بْنِ حَفْصٍ عَنْ ابْنِ عُمَرَ أَنَّ رَجُلًا أَتَى النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ : ( يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنِّي أَصَبْتُ ذَنْبًا عَظِيمًا فَهَلْ لِي تَوْبَةٌ قَالَ هَلْ لَكَ مِنْ أُمٍّ قَالَ لَا قَالَ هَلْ لَكَ مِنْ خَالَةٍ قَالَ نَعَمْ قَالَ فَبِرَّهَا " ) اهـ .
وفي شعب الإيمان للبيهقي قَالَ: قَالَ ذُو النُّونِ: " ثَلَاثَةٌ مِنْ أَعْلَامِ الْبِرِّ: بِرُّ الْوَالِدَيْنِ بِحُسْنِ الطَّاعَةِ لَهُمَا، وَلِينُ الْجَنَاحِ، وَبَذْلُ الْمَالِ، وَبِرُّ الْوَالِدِ بِحُسْنِ التَّأْدِيبِ لَهُمْ، والدِّلَالَةِ عَلَى الْخَيْرِ، وَبِرُّ جَمِيعِ النَّاسِ بِطَلَاقَةِ الْوَجْهِ، وَحُسْنِ الْمُعَاشَرَةِ " .
وفي مصنف ابن أبي شيبة عن ابن عباس رضي الله عنهما قال : ( مَا مِنْ مُسْلِمٍ لَهُ أَبَوَانِ فَيُصْبِحُ وَهُوَ مُحْسِنٌ إلَيْهِمَا إلاَّ فَتَحَ اللَّهُ لَهُ بَابَيْنِ مِنَ الْجَنَّةِ ، وَلاَ يُمْسِي وَهُوَ مُسِيءٌ إلَيْهِمَا إلاَّ فَتَحَ اللَّهُ لَهُ بَابَيْنِ مِنَ النَّارِ ، وَلاَ سَخِطَ عَلَيْهِ وَاحِدٌ مِنْهُمَا فَيَرْضَى اللَّهُ عَنْهُ حَتَّى يَرْضَى عَنْهُ ، قَالَ : قُلْتُ : وَإِنْ كَانَا ظَالِمَيْنِ ؟ قَالَ : وَإِنْ كَانَا ظَالِمَيْنِ ) اهـ.
إخوة الإسلام والإيمان : هذا صراط الله المستقيم أوله بأيدينا ، وأخره عند الله ، فلنَتَّبِعْهُ ندخل الجنة ، وننجُ من النار لنكون من الفائزين ، توحيد الله بطاعته وعبادته لا نشرك به شيئا ، واتباعنا لرسوله صلى الله عليه وسلم ، والإحسان إلى الوالدين ، والقيام بحقهما ، ثم القرب فالأقرب ، ثم الوفاءُ لكل ذي حقٍ بحقه ، لنلقى الله وهو عنا راض ، اللهم آمين يارب.
عباد الله : الوالدان أوسط أبواب الجنة ، والسلف الصالحون رضي الله عنهم كانوا بحق الوالدين أشد اعتناءً ، حفظوا أمر الله فيهما ورعوا قضاءه ووصيته ، في حياتهما وبعد موتهما ، ومن ذلك ما روى أصحاب السنن واهل الحديث ومنهم الإمام أبو داود قال : حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ كَثِيرٍ أَخْبَرَنَا سُفْيَانُ قَالَ حَدَّثَنِي سُهَيْلُ بْنُ أَبِي صَالِحٍ عَنْ أَبِيهِ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : " لَا يَجْزِي وَلَدٌ وَالِدَهُ إِلَّا أَنْ يَجِدَهُ مَمْلُوكًا فَيَشْتَرِيَهُ فَيُعْتِقَهُ " .
وقال : حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عِيسَى حَدَّثَنَا الْحَارِثُ بْنُ مُرَّةَ حَدَّثَنَا كُلَيْبُ بْنُ مَنْفَعَةَ عَنْ جَدِّهِ أَنَّهُ أَتَى النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ : ( يَا رَسُولَ اللَّهِ مَنْ أَبَرُّ قَالَ :" أُمَّكَ وَأَبَاكَ وَأُخْتَكَ وَأَخَاكَ وَمَوْلَاكَ الَّذِي يَلِي ذَاكَ حَقٌّ وَاجِبٌ وَرَحِمٌ مَوْصُولَةٌ ".
وقال : حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرِ بْنِ زِيَادٍ قَالَ أَخْبَرَنَا ح و حَدَّثَنَا عَبَّادُ بْنُ مُوسَى قَالَا حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ سَعْدٍ عَنْ أَبِيهِ عَنْ حُمَيْدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : " إِنَّ مِنْ أَكْبَرِ الْكَبَائِرِ أَنْ يَلْعَنَ الرَّجُلُ وَالِدَيْهِ قِيلَ يَا رَسُولَ اللَّهِ كَيْفَ يَلْعَنُ الرَّجُلُ وَالِدَيْهِ قَالَ يَلْعَنُ أَبَا الرَّجُلِ فَيَلْعَنُ أَبَاهُ وَيَلْعَنُ أُمَّهُ فَيَلْعَنُ أُمَّهُ " .
إخوة الإسلام ، يا أهل فلسطين : حريٌ بنا أن نقوم لله بالقسط والعدل والبر ، فنؤدى الحقوق ، وندع العقوق ، نصل ما أمر الله بوصله ، ونقطع ما أمر الله بقطعه ، فنقوم بحق الوالدين والأقرباء بل والناس أجمعين ، فقد ابتعثنا الله هداةً رحماء ، ولم يبتعثنا جباةً أشقياء ، ولا طغاة تعساء ، فلندع الظلم والجبروت ، ولنسلك سبيل العدل والرحمة فالراحمون يرحمهم الرحمن ارحموا من في الأرض يرحمكم من في السماء.
يا عباد الله : ألا وصلوا وسلموا على خير الخليقة ، وأزكاها عند الله على الحقيقة ، فقد أمركم الله به اتباعاً لهديه فقال : {إن اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيماً}الأحزاب 56 .. اللهم صلِّ وسلم على عبدك ورسولك محمد ، وآله الطاهرين المطهرين ، وارض اللهم عن خلفائه الراشدين ، الأئمة المهديين - أبي بكر وعمر وعثمان وعلي – ، ،وسائر الصحابة أجمعين ، ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين ، وعنا معهم بمنك وكرمك وجودك وإحسانك يا أرحم الراحمين.

الرئيس العام ورئيس مجلس الإدارة
بالمجلس العلمي للدعوة السلفية بفلسطين

جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة قدس نت