غزه- وكالة قدس نت للأنباء
لم تزل مهنة صناعة الأحذية اليدوية في مدينة غزة هاشم، مستمرة رغم ما عانته هذه المهنة من إهمال ، وما لحق بها من ممارسات هدفت إلى طمسها ، هذه المهنة التي تحمل ملامح عبق التاريخ الطويل لغزة، تمر في أسوء حالتها.
عطا أحمد ساق الله من مواليد 1953م يملك محل أثرى صغير عمره أكثر من مائتي عام في سوق الزاوية بجانب المسجد العمري الكبير، يحدثنا عن مهنته التي ورثها عن أباه الحاج أحمد ساق الله، الذي كان أحد تجار الجلود فى ثلاثنيات القرن الماضى .
ويقول ساق الله لمراسل وكالة قدس نت للأنباء طارق الزعنون، إن "مهنة صناعة الأحذية مهنة بسيطة قديمة تميزت بها مدينة غزة، وكتبت لها أن تبقى رغم حداثة عصرنا الذي نعيشه"، ويضيف أن "المهنة تمر في أسوء حالتها بسبب عزوف الناس نحو شراء الأحذية المستوردة من الخارج ".
مهنة صناعة الأحذية اليدوية يستخدم فيها ساق الله بعض الأدوات البسيطة تساعده في عمله (مكن سنكر، مسامير ،خطان ،سنديان ،جلود) هذه الأدوات البسيطة تحمل معها رائحة الأجداد الذين استخدموها في صناعة الأحذية، تأخذك عندما ترها إلى زمن قديم فتشعر بطيبة المكان وهدوئه وذكريات تاريخا ًطويل لغزة هاشم .
ومن المعوقات التي تواجه هذه الصناعة يوضح ساق الله، أن "هذه المهنة كانت في القدم تعد من أكثر المهن المزدهرة فى فلسطين، وكان الأجداد حريصون ليعلموها الى أبنائهم بسبب العائد المالي الكبير لهذه المهنة ".
ويضيف "مع تقدم العصر بدأت المهنة في التراجع حتى وصل الحال بعدم المقدرة على تغطية تكاليف الصناعة نفسها، ولا أجرة المحل السنوية ، مع العلم أن المحل الذي يملكه لا تتجاوز مساحته مترين مربع ، مما يصعب الأمور عليه أكثر.
ورغم تلك المعوقات يقول ساق الله أنه "متمسك في هذه الحرفة،لأنها تمثل له الكثير من رائحة أجداده وذكريات طفولة عاشها في المكان مع أباه في نفس المهنة " .
عطا ساق الله الذي رزقه الله أسرة تتكون من 7 أفراد يعانى من ضيق العيش ولا يملك سوى بيت بالأجرة
يحويه هو وأسرته، ولا يطلب سوى الستر من الله ويقول "أخاف أن أصل الى وقت لا أستطيع أن أحافظ على هذه المهنة الأثرية بسبب غلاء المعيشة، وعدم اهتمام وزارة الصناعة في هذه المهنة القديمة التي لها بعد حضاري".
ووجه ساق الله مناشدة إلى كل المؤسسات الحكومية والخيرية بالعمل على الاهتمام، ودعم هذه المهنة وعدم أهمالها حتى نحافظ على تاريخنا الطويل .
ومن المعروف أن مهنة صناعة الأحذية في غزة هاشم يعود عمرها إلى أكثر من مائتي عام،عندما كانت مدينة غزه ملتقى التجار القاديمين من العراق والأردن والخليج، واستمرت إلى هذا اليوم لتكون شاهدة على أصالة المكان وقدمه .