غزة – وكالة قدس نت للأنباء
يشتكي طلاب مركز حساب الذكاء العقلي في مدينة غزة من قيام المركز الثقافي الفرنسي بعمليات بناء بجوار مركزهم, أدت لهدم السور الذي يؤمن دخول الطلبة لمركزهم والروضة التابعة له, وحديقة ألعاب المركز الأمر الذي منعتهم من القدرة على استخدام الممر بصورة أمنة بعد هدمه إثر أعمال البناء ليشكل خطراً على حياة أكثر من 100 طالب وطالبة يمرون منه.
وعن عملية الهدم والتعامل من قبل القائمين على بناء المركز الثقافي وأثاره على مركز حساب الذكاء العقلي والعوائق التي شكلها هدم السور أمام مواصلة المركز لعمله, كان لمراسل "وكالة قدس نت للأنباء" "محمود سلمي" حديث مع المدير الإقليمي لبرنامج حساب الذكاء العقلي بغزة ماجد عبد الباري.
لهم حق البناء
وبدأ عبد الباري حديثه عن المشكلة التي يواجهها المركز قائلاً "بدأ المركز الثقافي الفرنسي البناء قبل أكثر من شهر وهذا حق لا اعتراض عليه طالما أنه لا يتعدى على حريات وممتلكات الآخرين أو يعطل أعمالهم وهو ما لم يدم طويلاً, فبعد مرور الشهر من عملية البناء فوجئنا بقول المقاول المشرف على المشروع بأنه سيقوم بهدم سور المركز المجاور لهم وهو ما واجهناه بالرفض كوننا غير مجبرين عن ذلك.
يؤمن ممر للطلاب
وبين عبد الباري أن سبب عدم الموافقة على هدم السور يرجع لكون السور يؤمن ممر للمركز والروضة التابعة له وحديقة للعب الأطفال, بالإضافة إلى أن عملية هدمه والقيام بأعمال إنشائية في المكان يشكل خطر على الأطفال ويمنعهم من المرور بسلام, إضافة لاحتمال تعرضهم لخطر الإصابة والسقوط في الحفر التي ستخلفها عملية هدم السور.
وتابع "بعد رفضنا لهدم السور رد علينا أحد المشرفين على المشروع بأسلوب مجحف قائلاً"سأهدم السور وأنتم تتحملون مسؤولية سلامة الأطفال" وهو ما دفعنا للاتصال على مدير المركز الفرنسي وإخباره بما قيل لنا فطلب منا مقابلته ووصفنا له ما حصل وأبدى تعجبه من ذلك مبدياً شكره من قدومي له ووعدني بحل المشكلة".
هدم بتصرف فردي
ولم يرق لجانب المركز الفرنسي عدم الموافقة, ففي اليوم الثاني كما أكد مدير المركز كان المدير الفرنسي بجوار المقاولين ورجح أنه يخبرهم بعدم التعرض لهدم السور, مع أن ما كان يحصل العكس, ففي صباح اليوم التالي قامت جرافة تابعة للمشروع بهدم الحائط دون سابق إنذار وبتصرف فردي والأولاد كانوا يلعبون بجوار الحائط, ولولا ستر الله وتنبه المعلمات لأصيب الأطفال بأذى, وهذا الأمر منع الطلاب من المرور بسلام لروضتهم.
وأبدى عبد الباري استغرابه من طريقة تعامل المركز الفرنسي واللامبالاة والهمجية التي أبداها تجاه حياة الأطفال بهدم السور وهم يلعبون بجواره, متسائلاً أي ثقافة وديمقراطية سينشرها هذا المركز بأفعاله هذه التي تخالف كل ما يدعونه؟!. حسب قوله.
توجهنا للشرطة
ولم يقف مدير مركز الذكاء صامتاً على ما وصفها اعتداءات المركز الثقافي على ممتلكاتهم فعلى الفور توجه برفقه صاحب المنزل الذي يستأجره منه بشكوى لدى الشرطة في "مركز العباس" بغزة, قائلاً " قمنا بشرح كافة ما حدث وقدمنا صور توثيقية وطالبنا بضرورة بناء الحائط بأسرع وقت ممكن حتى نتمكن من العودة لمزاولة أعمالنا بصورة طبيعية ".
وبين عبد الباري أن الشرطة حاولت حل المشكلة عبر إجبار المقاول بالتوقيع على تعهد يقوم بموجبة ببناء السور وتجهيزه خلال 15يوم, والآن مر أكثر من شهر على الاتفاق وقام المقاول ببناء ما يقارب نصف السور ولم يكمل الباقي حتى الآن, معطلاً بذلك عمل المركز لمدة تزيد عن الشهر والنصف, مبدياً استغرابه من كون البناء وصل الآن للطابق الثاني وبناء سور لا يستغرق3ايام ولم يكتمل طول فترة العمل.
وأبدى مدير المركز استهجانه من الجفاء والتعاون الغير مقبول من قبل الشرطة مع قضيته, مبدياً عدم علمه بسبب هذا التعامل, مشيراً إلى أنه سيتوجه أسفاً للقضاء ومراكز حقوق الإنسان للمطالبة بالحقوق التي انتهكها المركز الثقافي الفرنسي بعملية بنائه هذه.
مشاكل كثيرة
وبسبب هدم السور تعرض المركز للعديد من المشاكل التي عرقلت عمله, منها توفير موظف لمراقبة الأولاد أثناء مروهم بالقرب من السور المهدم خوفاً على سلامتهم, إضافة لقطع خط الماء,ونقل أطفال الروضة إلى منطقة الزهرة في وسط قطاع غزة الأمر الذي كلف المركز أعباء مادية من باصات نقل خاصة في ظل انقطاع الوقود.
وأوضح عبد الباري أن مخطط نقل 70طالب لفرع الزهرة كان من المقرر أن يدوم لـ15يوم فقط, وهي فترة بناء السور وبعدها نعود للمركز ولكن مماطلة المقاولين منذ تاريخ العمل 9-2 وحتى الآن أرهقت المركز.
ولم تتوقف المشاكل على ذلك بل قام أهالي الطلاب بسحب 35 من أبنائهم من الروضة, إضافة للتأثير على عملية التسجيل للطلبة الجدد في المركز لعدم تأمين الأهالي على أبنائهم بسبب عملية البناء, خاصة أن هذا الوقت يصادف موسم التسجيل للفصل الجديد في المركز.
رسالة للجميع
ووجه مدير مركز الذكاء رسالة إلى الشرطة والنائب العام بالنظر إلى الاعتداءات التي طالتهم من قبل المركز وعدم التعامل مع المعتدي والمعتدى عليه بنفس الشيء, إضافة لرسالة إلى الحكومة الفرنسية وتعامل ممثليها المستهتر مع المركز والعمل ضمن الرسالة التي تسعى لنشرها من الديمقراطية والحرية, أملاً أن ترجع الأمور لشكلها الطبيعي وأن يعود الأطفال لدراستهم, مبدياً أن المركز مستعد لأي مسائلة أو نقاش مع المركز الفرنسي.
خدمات المركز
ويذكر أن مركز حساب الذكاء العقلي يهدف إلى تطوير المهارات الدماغية والفكرية لدى الأطفال وله فروع في الضفة الغربية وقطاع غزة ويستهدف الفئات العمرية ما بين 4إلى 12سنة وتتبع له روضة للأطفال, إضافة لحصوله على العديد من الجوائز في المسابقات الدولية.