غزة – وكالة قدس نت للأنباء
حين يفتح عيناه الطفل الفلسطيني على هذه الدنيا ، لا يجد في حياته سوى وطن مسلوب ، وحب مفقود ،وواقع صعب أفقده كل شىء .
أبواباً مغلقة أمامه ، رموز لا يستطيع فكها سوى طفل ولد من رحم امرأة فلسطينية ، تمرس العيش وسط المعاناة، وقف في وجه الاحتلال مفجراً انتفاضة الحجارة ، تمرد على واقعه الصعب ، فكان محط إعجاب الشعراء والكتاب في عصره .
يومياً يستيقظ الطفل مصطفى ثابت خطاب الذي لم يتعدى عمره "15 عاماً" ، والذي اتخذ من إحدى جنبات بيتهم الصغير بحي الزيتون بمدينة غزة مكان لتصليح الدراجات الهوائية ، ليساعد أسرته الفقيرة في الحصول على لقمة العيش وتوفير العلاج اللازم لأمه المريضة منال رضوان خطاب ذو " 41 عاماً "، والتي تعانى حساسية في الصدر تسبب لها ضيق في التنفس الأمر الذي يدفعها للمبيت في المستشفى يومان على الأقل في الشهر .
يقول الطفل مصطفى صاحب الجسد النحيف, لمراسل وكالة قدس نت للأنباء طارق الزعنون، "تركت المدرسة عندما كنت في الصف السادس الابتدائي ، لأساعد والدي ثابت خطاب الذي يبلغ من العمر" 55 عاماً "، والذي كان يعمل داخل الأراضي المحتلة " عمال إسرائيل " وعند اندلاع انتفاضة الأقصى منعه الاحتلال من العمل ، وأجلسه في البيت ".
ويضف لقد ساعدني في شراء أدوات المحل صديقي خميس البردينى الذي أستلفت منه قليل من المال الذي جمعه من مصروفه الخاص وقمت بشراء أدوات المحل البسيطة ، لأقوم بسداد المال من دخل المحل ويستخدم مصطفى فى مهنته " منفاخ ، إطارات دراجات هوائية ، مفتاح سلك ، مكبس إلحام ، ملزمة ، عدة مفاتيح "
يدفع مصطفى بيده الصغيرتين إطارات الدراجات الهوائية المعطلة ويقوم بإصلاحها ، يعمل داخل محله 8 سعات متواصلة لا يشعر براحة أبداً ، ثم يخلد إلى نومه بعد أن يغلق المحل في الساعة 7 مساءً .
ويقول الطفل الغزي إنه "عندما ترك المدرسة حاول أن يبحث عن عمل ، ووجد عند أحد اصحاب محلات الدراجات الهوائية فعمل عنده عام دون مقابل وتعلم المهنة، ثم تركه وفتح محل في بيتهم وأستطاع أن يجد لنفسه مهنة في ظل الحصار الذي يعيشه أهالي قطاع غزة ، ويوفر لنفسه دخل يساعد أسرته الفقيرة في الحصول على لقمة العيش .
لم تكن هذه قصة مصطفى فقط فكثير من أطفال غزة الذين خرجوا من مدارسهم ليساعدو أسرهم الفقيرة على العيش ، حرموا من أبسط حقوقهم التي سلبهم إياها الاحتلال فأخذ أحبائهم واعتقل آبائهم وقتل طفولتهم البريئة وقطع الكهرباء عنهم، ومنعهم من العيش كباقي أطفال العالم .
إن الطفل الفلسطيني يستحق جائزة عالمية يكتب عليها "شكرا ً لكم أيها الرجال على ما تفعلوه ".