الحمار يرفص التكتك !!

بقلم: د.عاطف سلامة


يقول المثل الشعبي:"ما قدر على الحمار تشطر على البردعة "فالحمير رقم صعب في قطاع غزة..عاد دورها من جديد لتنتقم من التكاتك.. ويقول المثل الشعبي:"أعطي صاحب الحق حقه واخلص من طلبه ونقه"فبعد أن استحكمت أزمة الوقود وفشلت التكاتك في إكمال المهمة الصعبة وعدم مقدرتها على تدبير أمورها وتوفير الحد الأدنى من احتياجاتها للوقود، كي تتحرك وتنقل البضائع"أعطى الخبز لخبازه ،لو.." يقول التكتك للحمار:"لا تشكي لي ولا ابكي لك الحال من بعضه"..عاد البطل إلى الساحة..عاد الحمار لأحضان جماهيره التي نبذته وطردته من السوق على مدار الفترة السابقة، ليقول:" إذن هكذا كانت المعاملة..! أنا الحمار واسأل عنى؟ لا بنزين ولا غيره يوقف المسيرة!"جزاء المعروف عشرة كفوف..وانتم ناسيين الهم اللي أنا حامله"..قف!

الحمار رقم صعب للغاية في هذه المعادلة السياسية المعقدة ..ومطلوب لدى الجماهير ، وخصوصا التجار لنقل بضائعهم واحتياجاتهم..ليقول:" جئتكم في الوقت المناسب الذي لا يستطيع أحد حلّ مشاكلكم"يحاسبوا اللي دبح وينسوا اللي سلخ"..ورغم محاولات عديدة وتعطش أهل القطاع إلى الاستغناء عن الصديق الوفي، إلا أن الحمار لا غنى عن خدماته الجليلة التي يعرفها جميعكم.. "الصديق وقت الضيق".. بل ويفرض احترامه ووجوده بين الحين والآخر ويجبر الناس على البحث عن خدماته" اللي يوفي بمواعيده حط أيدك في أيده" ..قف!

..ارتفاع تسعيرة نقل البضائع لشح البنزين، جعلت الناس تستغني عن التكتك وتستعين بخدمات الحمار..ليقول:انت يا تكتك مالك شايف حالك " في ايش تزيد عنه وأنت ابن عمه "..ليس هذا فحسب، بل ارتفع كثيرا سعر الحمير في الأسواق.. فبعد أن كان الجحش قوي البنية مفتول العضلات يساوي مبلغا وقدرة "200-400 دينار"اليوم أصبح مطلوبا أكثر فازداد سعره إلى الأضعاف(1000الى2000دينار) حسب نظافته..بل أصبحت الناس تبحث حتى عن "الكرّ"!!

"تعطيني أعطيك لا تبخل ولا أطمع فيك" ولكي يستطيع الإيفاء بالتزاماته والقيام بواجباته ويقف وقفة جادة مع صاحبه في ظل حصار لا أحد يعرف متى سينتهي. يا خوفي أن تزداد متطلبات الحمار بعد أن رفص التكتك ..فيرفض الحشيش ويطلب كبابا.. "شاف حاله"
ورغم دخول القطاع أسبوعيا سيارات حديثة فارهة من موديلات 2012..إلا أنها اصطفت إلى جانب التكاتك.. ورفعت الراية البيضاء.. وتركت المجال والطرقات المعبدة للحمير..فأهلا وسهلا بعودة ليموزين القطاع..!

مقال هزلي/ د. عاطف سلامة

جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة قدس نت