غزة – وكالة قدس نت للأنباء
بعد شهور من التحضيرات للمسيرة المليونية العالمية للقدس بمشاركة المئات من الدول حول العالم, توج يوم الأرض الموافق 30مارس من كل عام بخروج مئات الآلاف من الجماهير لتعلن تضامنها مع فلسطين وأهلها, والتأكيد على ضرورة زوال الاحتلال وعودة الفلسطينيين لأراضيهم, فهذه الجموع الغاضبة التي خرجت جابهها الاحتلال بالقوة فأوقع شهيد ومئات الجرحى في متخلف الأراضي الفلسطينية, وبين هذا كله نتساءل هل نجحت المسيرة في تحقيق هدفها وإيصال رسائلها؟
حققت أهدافها
رئيس اللجنة العالمية للمسيرة العالمية في قطاع غزة أحمد أبو حلبية أكد في حديثه لمراسل "وكالة قدس نت للأنباء" محمود سلمي, على أن المسيرة حققت أهدافها وأوصلت الرسالة التي تبنتها منذ فكرة انطلاقها, بأن أعادت قضية القدس إلى أذهان شعوب العالم وجعلتها تعود لمركزيتها بين الدول العربية والأجنبية, ومكنتنا من إيصال رسالتنا للعالم, وأوصلت رسالة قوية للاحتلال الإسرائيلي بأننا سنعود لفلسطين والأقصى وأننا أصحاب الحق وجسدت الوحدة في غزة بمشاركة كافة الفصائل بالمسيرة.
مشاركة قوية
وعن مدى الرضى عن المشاركة الجماهيرية في المسيرة أكد أبو حلبية على أن المشاركة سواء في الداخل أو الخارج وصلت إلى أوجها وإلى أعدادها المتوقعة, فالإحصاءات بينت أن قطاع غزة شهد مشاركة 120الف متظاهر على الأقل, إضافة لمشاركة عدد من الوفود الدولية على رأسها 27متضامن من مصر بينهم شخصيات برلمانية, و6شخصيات من تونس و15متضامن من بريطانيا إضافة للعديد من الشخصيات الدولية.
وأضاف أبو حلبية " شهدنا وفق متابعاتنا مشاركة كبيرة في أراضي الداخل (48), ومسيرات قوية في مدن الضفة الغربية اتسمت باشتباكات مع قوات الاحتلال أوقعت عدد من الجرحى, إضافة للمشاركة دول الطوق خاصة في الأردن ولبنان مع مشاركة ضعيفة على الحدود السورية بسبب ما تمر به من أوضاع صعبة, إضافة لمشاركة مصر في ميدان التحرير, والمشاركة الدولية التي حظيت باهتمام 100دولة وعاصمة حول العالم.
شهيد و300جريح
ورغم تأكيد المشاركين في المسيرة العالمية على سلميتها إلا أن الاحتلال لم يأبه لذلك واعترض المشاركين بها بالقوة, فأدى ذلك لسقوط الشهيد الشاب محمود محمد زقوت في محيط معبر بيت حانون على حدود شمال قطاع غزة, إضافة لإصابة أكثر من 300متظاهر في الضفة والقطاع من بينهم نواب وشخصيات سياسية اعتبارية مهمة.
وأشار أبو حلبية إلى أن حشد الاحتلال لقوته العسكرية وتهديداته المستمرة للمشاركين بالمسيرات ينم عن الخطر الذي شعر به كون هذه المسيرة ستعيد العرب لصحوتهم وتهدد كيانه, موضحاً أن تحركات الاحتلال لم تثني المتظاهرين عن الخروج, وأن تعامل الاحتلال لم يكن غريباً كونه متعود على القتل وسفك الدماء وأن الاحتلال لن يوقفهم عن مواصلة مشوار الألف ميل الذي بدأ بهده المسيرة.
أوصلت رسالة قوية
من جانبه قال المحلل السياسي مخيمر أبو سعدة بأن المسيرة حققت بعض من أهدافها المرجوة, بأن أكدت على وجود تظاهرات احتجاجية على السياسات التي يتبعها الاحتلال من تهويد للمدينة المقدسة ومصادرة لأراضي ومنازل المواطنين, مشيراً إلى أن تفاعل دول الطوق لم يكن بالقدر المطلوب وهم الأقدر على اجتياح الحدود ودخولها.
النتائج تؤكد
ورأى أبو سعدة أن الأرقام والنتائج التي خلفتها اعتداءات الاحتلال على المسيرة بسقوط شهيد ومئات الجرحى, تؤكد على أن المسيرة حققت صدى واسع ولكنه لن يدوم لان مثل هذه المسيرة دائما ما تكون موسمية كذكرى الأرض أو النكبة أو النكسة, مشدداً على أن استمرار هذا الصدى وقوته يأتي من تواصل هذه المسيرات والفعاليات لتكون شبة أسبوعية, لتقدر على جعل الاحتلال يأخذ أشكال المقاومة الشعبية على محمل الجد وسيحرج دولة الاحتلال ويضعها تحت ضغط المجتمع الدولي.
وعن استخدام الاحتلال للقوة في صد المسيرة المليونية أكد أبو سعدة على أن هذا التعامل هو عادة الاحتلال, مشيراً إلى أن ما قام به الاحتلال من قمع للمشاركين لا يذكر مقابل الجرائم التي ترتكب في سوريا من قبل النظام, إضافة لما تعرضت له دول الربيع العربي من قمع يعطي الاحتلال حصانة تجاه اعتداءاتها على الفلسطينيين.