وكاديما الان الذي منحه اخر استطلاع للرأي أجراه معهد “داحاف” ود. مينا تسيمح نشرته صحيفة “يديعوت أحرونوت” الاسبوع الماضي أنه في حال أجريت الانتخابات اليوم فان حزب كاديما برئاسة موفاز سيفوز بـ 12 مقعدا في الكنيست القادمة، فيما سيحصل الليكود برئاسة نتنياهو على 29 مقعداً، مقابل ازدياد قوة حزب العمل برئاسة شيلي يحيموفيتش من “اصول اشكنازية” وما لذلك من تأثير في التركيبة الاجتماعية والسياسة الاسرائيلية خاصة في احزاب الوسط، بثلث عدد المقاعد حيث يحصل حزب العمل على 18 مقعداً، وهي الرابح الاول من خسارة ليفني على هذا الأساس، وهذا يمكنها من قيادة المعارضة ومحاولة تنظيم قوى ما يسمى بـ “الوسط” و”اليسار” في مواجهة معسكر اليمين.
فوز شاؤول موفاز لم يكن ساحقا بالمعنى الصحيح اذا ان عدد الناخبين من اصحاب حق الاقتراع الذي يبلغ 95،000 الف عضو كان اقل من النصف 41%، والاقتراع كان لموفاز ولفيني كان حسب اماكن السكن وحسب الاحزاب الاصلية التي خرجوا منها، الليكوديين في كاديما صوتوا لموفاز والاخرين من الذين خرجوا من حزب العمل والأحزاب الاخرى صوتوا لتسيفي لفني.
وكما أظهرت بعض استطلاعات الرأي ان فوز موفاز لم يغير شيئا في فرص بنيامين نتنياهو ولم يتمخض عن رفع التأييد لحزب كاديما، والليكود هو المتصدر قائمة الاحزاب وهو في عز مجده بقيادة نتنياهو، حتى التوقعات بان يحصل حزب يائير لبيد على اصوات من حزب كاديما هي ليست اصوات عالية.
احزاب الوسط سواء كانت يمين الوسط او يسار الوسط هي احزاب تظهر في كل الانتخابات البرلمانية وتطفوا على السطح في فترة ما قبل الانتخابات ولا تعمر طويلا، وهي احزاب متشظية من احزابها الام وهي تشكل بناء على معارك شخصية مثل كاديما الذي شكله شارون، وجاءت كردات فعل على مشاكل وحسابات شخصية وبناء على المصالح، وطوال تاريخ اسرائيل لم تفرز قيادة تستطيع ان تستمر في الحزب ولم تشكل احزاب الوسط قوة أو كتلة كبيرة كالليكود وكتل ما تسمى باليسار، ولم تستطع الاستمرار ومنافسة الليكود والعمل المضمحل واحزاب اليمين.
والذين يصوتوا لتلك الاحزاب هم من مناطق سكنية معينة خاصة في منطقة الوسط تل ابيب ومحيطها وبعض مدن الشمال، وهم يؤمنون بالعلمانية واللبرالية وبرغماتيين وغير متدينن ومعتدلين وغير ايدولوجيين، ويصوتوا حسب زعيم الحزب لاعتقادهم انه يحمل رؤية معينة مثل ما جرى مع شارون وفايزمن وموشي ديان، او كما حدث مع ليفني ان النساء صوتن لها كونها إمراة وشعرن أنها معتدلة اكثر من غيرها، وممكن ان تغير في واقع النساء ونعزز من مكانة النساء.
الناخبون في كاديما عاقبوا تسيبي ليفني لفشلها في تشكيل الحكومة على اثر الانتخابات الاخير في العام 2009، كما فشلت في تشكيل بديل لنتنياهو وحكومته، وفي تقديم برنامج سياسي واجتماعي بديل لبرنامج الليكود وفي استثمار الاحتجاجات الاجتماعية، ومع ذلك بالإضافة الى ما ذكرته سابقاً، فالطريق امام موفاز ليست سهلة لاعتبارات منها ان موفاز لا يمتلك الرؤية والقيادة الكارزماتية، بالإضافة الى اصوله الشرقية ( من مواليد ايران) وشعوره بالنقص امام نتنياهو وشعبيته الكبيرة، وهذا يحد من فرص فوزه على حزب يقوده نتنياهو.
جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة قدس نت