غزة - وكالة قدس نت للأنباء
وصلت إلى قطاع غزة, قبل قليل, الأسيرة هناء الشلبي عبر معبر بيت حانون "ايرز", بعد قرار سلطات الاحتلال الإسرائيلي إبعادها إلى القطاع مقابل تعليقها إضرابها عن الطعام.
وقالت الأسيرة شلبي فور وصولها عبر سيارة إسعاف, إن "شعورها ممزوج بالفرح والألم لابتعادها عن أهلها في جنين، ولكن في غزة أهلي أيضا", مشيرة إلى أنها تعاني من وضع صحي صعب، وتعاني أوجاع في كافة أنحاء جسدها".
ونقلت الأسيرة الشلبي بعد استقبالها من قبل قيادات الفصائل الوطنية والإسلامية وحشد من المواطنين إلى مستشفى الشفاء بغزة للاطمئنان على وضعها الصحي بعد ترديه اثر إضرابها عن الطعام نحو 44 يوماً احتجاجاً على اعتقالها الإداري.
وأعلنت حركة الجهاد الإسلامي التي تنتمي إليها الأسيرة هناء الشلبي عن إتمام كافة استعداداتها لاستقبال الأسيرة في غزة.
وأشار مصدر مسؤول في الحركة إلى أن جماهير الحركة سوف تشارك في مراسم استقبال الأسيرة الشلبي والفعاليات التي ستنظم احتفاء بصمودها انتصارا لكرامتها ورفضا لسياسة الاعتقال الإداري.
وقال المصدر إن "الشلبي واصلت معركة الأمعاء الخاوية بصلابة وإصرار مدة أربعةٍ وأربعين يوما، متحدية أساليب الاحتلال ومحاولاته المتكررة لكسر إضرابها".
وتحَدث المصدر عن ترتيبات خاصة جرى التنسيق لها مع وزارة الصحة في غزة وجهات الاختصاص لنقل الشلبي إلى مستشفى الشفاء، لافتا إلى أنها ستخضع لمعاينة طبية شاملة بإشراف طاقم من الاستشاريين الأكفاء.
وبخصوص مقر إقامة شلبي، نوه المصدر إلى أنها ستكون في رعاية الحركة ومتابعة دائرة العمل النسائي.
بدوره أكد وزير الأسرى والمحررين في حكومة غزة عطاالله أبو السبح بأن صمود الأسيرة هناء الشلبي هو" أسطورة صمود الشعب الفلسطيني في وجه الاحتلال الإسرائيلي".
وأضاف أبو السبح في تصريح لمراسل وكالة قدس نت للأنباء, بأن "الأسيرة الشلبي هي بين أهلها في قطاع غزة, ووصلت بحمد الله ومعنوياتها عالية, وهي بين أيدي الأطباء الفلسطينيين في غزة, وهي سليمة ومعافاة بإذن الله تعالى".
وأشار إلى أن فحوصات طبية تجري في هذه الأثناء للأسيرة للإطمئنان على صحتها, متمنياً في لحظة الفرحة باستقبال الأسيرة بأن يجمع الله بين شطري الوطن في قطاع غزة والضفة الغربية.
وفي وقت لاحق، طمئن الناطق باسم وزارة الصحة بغزة اشرف القدرة ذوي الأسيرة الشلبي قائلا إن "ابنتهم في عيون أهل غزة ولن يدخروا جهدا في التخفيف عنها مما تعرضت إليه خلال فترة اعتقالها في سجون الاحتلال, راجيا العلي القدير أن يكتب لها السلامة وان تنعم عما قريب باحتضان ذويها بمدينة جنين" .
وحول الفحوصات الطبية التي أجريت للشلبي أوضح د.ايمن السحباني رئيس قسم الاستقبال والطوارئ بمستشفى الشفاء، بأنه "وفور وصولها للمستشفى تم تقديم الفحوصات الطبية وفق ماتم إعداده، كوننا نعلم أنها في حالة اعياء شديد جراء إضرابها عن الطعام , وسط حالة الإهمال المتعمد من سلطات الاحتلال , واصفا حالتها بالمستقرة متمنيا لها الصحة والعافية بين أهلها في غزة ".
وأضربت الأسيرة الشلبي عن الطعام في سجون الاحتلال فور اعتقالها قبل نحو الشهرين من مدينة جنين شمال الضفة الغربية وتجديد اعتقالها الإداري بدعاوي أمنية.
ومن الجدير ذكره أن الأسيرة الشلبي كان قد أفرج عنها ضمن صفقة تبادل الأسرى الأخيرة التي جرت بين حركة حماس وإسرائيل، وتم بموجبها إطلاق سراح 1027 أسيراً فلسطينياً مقابل الجندي جلعاد شاليط.
ورفضت أوساط فلسطينية رسمية وشعبية قرار سلطات الاحتلال إبعاد الأسيرة الشلبي لغزة، بعد التوصل معها لإتفاق يتم خلاله وقف إضرابها عن الطعام مقابل إنهاء اعتقالها وإبعادها إلى قطاع غزة.
ووصف وزير الأسرى والمحررين في السلطة الفلسطينية عيسى قراقع, إبعاد إسرائيل للأسيرة هناء الشلبي إلى غزة, بالجريمة ضد الإنسانية, فيما اتهم والد الأسيرة هناء الشلبي جهات عديدة بالتآمر على ابنته لإبعادها إلى قطاع غزة، خاصة أنه وعد من بحل القضية وإعادة هناء إلى منزلها.
وقال قراقع في تصريح سابق وكالة قدس نت للأنباء, إن "الأسيرة الشلبي وافقت ووقعت على العرض المقدم من جهاز المخابرات الإسرائيلية بإبعادها إلى قطاع غزة لـ 3 سنوات مقابل أن توقف إضرابها عن الطعام", ولكنه اعتبر أن مجرد مساومة فتاة ضعيفة وفي وضع سيء داخل السجن، هو بحد ذاته جريمة ضد الإنسانية.
وقال يحيى الشلبي والد الأسيرة إن "ما اسماه بادعاء موافقة هناء على الإبعاد إلى غزة هو كذب لأن إبنته بعد 44 يوم من الإضراب لا تستطيع أن تتحدث بشكل طبيعي، إضافة إلى أن حجم الضغوط النفسية عليها كبير، مشيرا إلى أن محامي نادي الأسير الفلسطيني جواد بولس في بداية الإضراب كان يؤكد بأنه سيفرج عنها إلى منزلها ولكنه اليوم تراجع عن هذا الوعد".