غزة - وكالة قدس نت للأنباء
"أُرغمت عليه إرغاماً بعد جحيم العذاب والضغط النفسي الكبير, لأني كنت وحيدة, لا أحد أستشير ولا أتحدث إليه سوا المحامي"هذا ما قالته الأسيرة الفلسطينية المحررة هناء الشلبي (30 عاما) التي أبعدتها اسرائيل إلى قطاع غزة وهي ترقد في سرير المرض بمستشفى القدس بمدينة غزة.
وتقول الشلبي في مقابلة مع مراسل وكالة قدس نت للأنباء إن "حرارة الإفراج عني من سجون الاحتلال اختلطت بالألم والفرحة بسبب الإبعاد عن الأهل والدار والبلد الأول لي جنين".
وتضيف" غزة بلدي الثاني، وناسها ناسي، وأنا أشكرهم جميعا من أعماقي على حسن الاستقبال وعلى رأسهم قيادة حركة الجهاد الإسلامي ورئيس الوزراء إسماعيل هنية, كما أتقدم بالشكر الخاص للرئيس محمود عباس والسيد حسين الشيخ على وقوفهم إلى جانبي".
هناء التي بدت عليها آثار الإضراب عن الطعام في سجون الاحتلال والذي استمر 44 يوماً متواصلاً تحدثت بصوت منخفض لتقول "رأيت في غزة أمل الأسرى وأمل المقاومة، وأنا هنا وسوف أناضل أيضاً من اجل باقي الأسرى، الذين أكن لهم كل التقدير والدعاء في ظل الممارسات الإسرائيلية ضدهم".
وبعد إلحاح كبير من عناصر الأمن التي تحرسها على إنهاء المقابلة، لأن ضغط الدم انخفض لديها، مما دفع الأطباء إلى معاودة تركيب مغذي وريدي آخر لها, أكملت الحديث بالقول "سوف نكمل مشوار الشيخ خضر عدنان الذي وهب لنا سلاح قوي ندافع فيه عن أنفسنا، وهو الإضراب عن الطعام ونتمنى له كل السلامة والشفاء العاجل".
وعن سبب قبولها بالإبعاد إلى غزة عاودت هناء الشلبي التأكيد بالقول "إني أرغمت عليه إرغاماً بعد جحيم العذاب والضغط النفسي الكبير لأني كنت وحيدة لا احد أستشيره ولا أتحدث إليه سوا المحامي".
وتضيف بأن" ضباط الاحتلال كانوا يتعاملون معي بغية الحصول على قبول بالإبعاد حيث قالوا :"سوف تموتي وتنتحري وهذا حرام مش أنت مسلمة ليش بتعملي هيك, ننصحك بالقبول لأنك وصلتي لمرحلة صعبة جدا, وممكن في أي وقت أن تموتي".
وعن زيارة ذويها المرتقبة إلى غزة قالت هناء "أنا انتظرهم بحرارة كبيرة وشوق اكبر، وإن شاء الله يصلوا بالسلامة ونكون عائلة واحدة حتى وإن لم نكن في مدينتي جنين فغزة جملية ورائعة بأهلها وإن شاء الله إن سنحت لنا فرصة العودة لمدينتي جنين وقريتي سوف نذهب هناك فغزة مثل باقي مدن الوطن ولي الشرف بالقدوم إليها ورؤية أهلها".
وكانت الأسيرة المحررة هناء الشلبي قد وصلت إلى غزة, الأحد الماضي، بعد قرار سلطات الاحتلال بإبعادها إلى القطاع.
ونقلت الأسيرة الشلبي فور استقبالها إلى المستشفى لإجراء فحوصات الطبية للاطمئنان على وضعها الصحي بعد ترديه اثر إضرابها عن الطعام نحو 44 يوما احتجاجا على اعتقالها الإداري.
وأكد رئيس قسم الاستقبال والطوارئ في مستشفى الشفاء د.أيمن السحباني, أن حالة هناء الشلبي الصحية مستقرة، مشيرا إلى أنه تم تقديم الفحوصات وفقا لما تم إعداده ، "كوننا نعلم أنها في حالة إعياء شديد جراء إضرابها عن الطعام, وسط حالة الإهمال المتعمد من سلطات الاحتلال".
ووافقت الأسـيرة المحررة الشلبي على فك إضرابها المفتوح عن الطـعام مقابل إنهاء اعتقالها وإبعادها من الضفة الغربية إلى غزة، لمدة ثلاث سنوات.