العشق أحمر

بقلم: عبد الرحيم محمود جاموس

العِشْقُ أحمرٌ !!!

ذهبَ العاشقونَ ...
وغادروا ...
ذهبَ الذينَ تُحِبُهمْ ...
لا تنتظر ...
حَمَلَّ الرفاقُ ورودَهم ...
ساروا إلى الأفق ...
تفرقوا ...
أحمرٌ ...
أخضرٌ ...
أصفرٌ ...
أسودٌ ...
لكن لون الوردِ ...
واحدٌ، اثنان، ثلاثةٌ ...
ما لا نهاية من الألوان ...
بين الأسودِ والأبيض ...
جاء، ذهبَ، حلَّ ...
رحل الرفاق بلا ورودٍ ...
ولا أسماء تذكرها ...
سوى ... حمر ... خضر ... صفر ... سود ...
بين الأسودِ والأبيض ...
تُرتَهَنُ الآمالُ ...
تُختزلُ الأحلامُ ...
حملَّ الرفاقُ ورودهم ...
ساروا ... بعيداً ... بعيداً ...
توزعوا ...
تنازعوا ...
تنافسوا ...
تمزقوا ...
تقاسموا ...
ضلوا ...
تباعدوا ...
تعادوا ...
تكسروا ...
تناثروا مثل الزجاج ...
في وقتٍ واحدٍ ...
حاسمٍ، قاصفٍ ...
عاصفٍ، واصفٍ ...
هادئٍ، حالمٍ ماطرٍ ...
تناثرت الوردة ...
بين الأبيض والأسود ...
يختفي الرفاقُ ...
بلا عنوانٍ ...
أو زمانٍ ...
أو مكانْ ...
لم يَعدْ هناك وردٌ ...
أو أناشيدٌ ...
قضوا ...
ذهبوا إلى اللاشيءِ ...
بعضهم تغيرَ ...
أو تحولَّ إلى العدمِ ...
أو استمرأ هدوء الليلِ ...
ورتابة المشهد ...
بلا حزنٍ أو فرحٍ ...
لا بأسَ ...
الغرائز استكانت ...
واستوطنت اللامكانْ ...
نامت نومَ المرهقِ من طولِ السفرِ ...
بلا خوفٍ من كآبةِ المشهدِ ...
تناثرتْ الورودُ فوقَ القبورِ ...
تُزَينُ الموتَ في سوادِ الليلِ ...
أو في وضحِ النهارِ ...
بلا حياءٍ من الأحياءِ الأمواتِ ...
العشاقُ ساروا خلسةً ...
أو خفيةً في جوفِ الليلِ ...
قناديلُهم حمراءُ ...
تكشفُ السرَّ ...
تهامسوا ...
تواعدوا ...
تعاهدوا ...
عند الشفق الأحمرِ ...
عشق أحمرٌ ...
ترابٌ أحمرٌ ...
قالوا :
لون الدم ...
أيضاً أحمرُ ... !!!

..........................................
عبد الرحيم محمود جاموس
عضو المجلس الوطني الفلسطيني

الرياض 04/04/2012م الموافق 12/05/1433هـ

جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة قدس نت