الصحافيون وجدوا ضالتهم في الاعلام الجديد ووسائل التواصل الاجتماعي، و اصبحوا اكثر جرأة في الكشف عن الفساد والفاسدين، ومساءلة المسؤولين ولم يعودوا مقتنعين بالأرقام الصادرة عن وزارة المالية والميزانيات، وأين أنفقت، ومن اين مصادر تمويل الاجهزة الامنية، ولماذا موازنات اجهزة الامن اعلى من موازنات التعليم والصحة والزراعة.
وأن من حق الناس معرفة عدد افراد الامن والعسس والمخبرين الذين يراقبون كل تحركاتهم، وكتاب التقارير، وجهل النائب العام بالتكنولوجيا وعدم معرفته بوسائل الاعلام وعدم قدرته على التمييز بين وسائل الاعلام الالكترونية والفيس بوك، وحرية الرأي والتعبير وحدود الرقابة على الحريات العامة والخاصة، وأن من حق الناس المعرفة اكثر، كما ان لهم حق المراقبة، والكشف عن القنوات السرية والخلفية للمفاوضات واللقاءات الامنية والتعاون الامني، الصحافيون لم يعودوا مقتنعين بالشعار الكاذب ان الوحدة الوطنية اسمى اهدافنا.
تعودنا ان تكون التصريحات الصادرة عن المسؤولين غير صادقة ومفرداتها تراوح مكانها، ولم تقنع الناس والهدف منها اخفاء الحقيقة والكذب، وهي للتمويه والتضليل، وترويج بضاعة فاسدة.
الصحافيون والنشطاء على مواقع التواصل الاجتماعي يريدون معرفة الحقيقة ومن الذي يزور التاريخ وبأي حبر يكتب تاريخنا، وأي جهاز امني كتبه ولم مصلحة من، لذا هم يشنون الحرب على الصحافيين، ويحاربونهم ويلاحقونهم ويعتقلونهم، وتقييد حريتهم ومنعهم من حقهم في ممارسة عملهم الصحافي بحرية، ويتم استغلال القانون وتلفيق التهم لهم لحبسهم وتكميم افواههم.
هؤلاء الفاسدين في المؤسسات العامة وجدوا مناصبهم صدفة، يستمدون قوتهم من السلطة والأجهزة الأمنية، عندما يزداد الأمر صعوبة لديهم، وحين توجه الاتهامات إليهم، ونكتب بحبر مختلف عن الذي اعتادوا قراءته، يحاولون استخدام أساليبهم القذرة في الدفاع عن أنفسهم، ومهاجمة الصحافيين وكتاب الرأي، واتهامهم بالتشهير بهم وبالوزارات والمؤسسات التي سطوا عليها، ويديرونها كأنها عزبة لهم هم تحالفوا وتواطأوا مع شركات الاحتكار ورأس المال.
يستغلون مناصبهم في المحسوبية، ومساعدة الأقارب والأصدقاء في الحصول على الامتيازات والمصالح الخاصة بطرق غير مشروعة، وللتربح والكسب غير المشروع، ويختفون خلف المصلحة الوطنية، وتفضيل مصالحهم الخاصة على المصلحة العامة، والثراء الفاحش بطرق محرمة وغير مشروعة على حساب الناس.
الفاســدون يثيرون الغضب والحزن، هم اعداء الوطن، ومحاربتهم واجب وطني واخلاقي، الذين يبيعون كل شيء، والذين أعاقوا التنمية والتعليم والصحة، وضاعفوا الفقر والعاطلين عن العمل، وهمشوا نصف الوطن وحاربوا الناس في أرزاقهم، وتواطأوا مع الشيطان، ولم يقيموا المؤسسات بل دمروها، واعتبروها مناجم ذهب استباحوها، وكانوا وما زالوا أشد فساداً وظلماً ضد الناس ومصالحهم.
انهم يتكاثرون كالطحالب الضارة، وينهشون دم الناس، ومستعدون للعمل مع أعداء الوطن، وفي غيـــاب النزاهة وتكافؤ الفرص في التوظيف، والشفافية والمساءلة يستمرون في مواقعهم، يوظفون كل شيئ في التجارة والتربح والنصب والسرقة، ومع تراجع القيم والأخلاق والضمير، وغياب القانون وسيادته تجدهم شركاء ومتواطئين مع المحتكرين ضد الناس.
وهؤلاء يوهمون الناس أنهم معرضون للتشهير، ويرهبون الصحافيين، لا يعترفون بأنهم سبب المشاكل التي تعيشها البلاد، ويعتقدون أنهم هم الذين يمتلكون المعرفة والحقيقة والوصفات الجاهزة، والمعلبة في إدارة البلاد والعباد.
هؤلاء يعتمدون على خداع الناس وإخافتهم بالأجهزة الأمنية، والتقييد على الحريات العامة وحرية الرأي والتعبير، وفرض رقابة صارمة عليهم، هم أدمنوا الكذب للاستمرار في التربح ونهب الناس، وهم نفر قليل، يعتقدون، أنهم سيظلون جاثمين على صدور الناس من دون إرادتهم، وكأن رياح التغيير لم تصلهم بعد.
مصطفى ابراهيم
4/4/2012
جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة قدس نت