فروانة : " إسرائيل " تواصل استهدافها للأطفال واعتقالهم

غزة -وكالة قدس نت للأنباء

أعرب الأسير السابق ، الباحث المختص بشؤون الأسرى ، عبد الناصر فروانة ، عن قلقه الشديد من استمرار " اسرائيل " في استهدافها للأطفال الفلسطينيين واعتقالهم الزج بهم في سجونها ومعتقلاتها سيئة الصيت والسمعة , قائلا:"إنها تقترف بحقهم ما لا يتخيله العقل البشري من اجراءات تعسفية وانتهاكات فاضحة وتعذيب قاسي وضغط وابتزاز ومساومة ، ومحاكمات جائرة ، مما يشكل خطرا على مستقبلهم المهدد بالضياع والدمار بما يخالف قواعد القانون الدولي واتفاقية الطفل التي كفلت لهم حقوقهم ".

جاءت تصريحات فروانة هذه في تقرير نشره اليوم بمناسبة يوم الطفل الفلسطيني والذي يُصادف في الخامس من ابريل / نيسان من كل عام .

وأكد أن سلطات الاحتلال الإسرائيلي لم تستثنِ الأطفال يوماً من حملات اعتقالاتها الفردية أو الجماعية ، العشوائية أو المنظمة ، حيث اعتقلت عشرات الآلاف منذ العام 1967 ، فيما سُجل خلال انتفاضة الأقصى منذ 28 أيلول / سبتمبر2000 ولغاية اليوم ، اعتقالها لأكثر من تسعة آلاف طفل ممن هم دون الثامنة عشر من العمر من أصل خمسة وسبعين ألف عملية اعتقال للفلسطينيين ككل خلال نفس الفترة .

وبيّن فروانة بأن اسرائيل " لا تزال تحتجز في سجونها ومعتقلاتها قرابة ( 190 ) طفلا ، في ظروف كتلك التي يُحتجز فيها الأسرى البالغين من حيث الأمكنة والقسوة والمعاملة اللا إنسانية ، وسوء التغذية والرعاية الصحية ، حيث لا فصل ما بين القاصرين والبالغين ، ولا فرق في المعاملة وقسوتها ,مؤكداً بأن الأطفال يتعرضون للتعذيب والضغط والابتزاز خلال التحقيق معهم .

ورأى أن الخطورة تكمن أيضا في أن القضاء الإسرائيلي يعتمد على ما أنتزع منهم من اعترافات بغض النظر عن الطريقة أو الآلية التي انتهجت لإجبار الطفل للإدلاء بتلك الاعترافات ، ويتم اعتمادها كمستند إدانة حتى وان لم يكن قد اقترفها الطفل أصلا ، وتصدر المحاكم العسكرية أحكامها بحقهم لسنوات طويلة وتصل في بعض الأحيان للسجن المؤبد لمرة أو لمرات عدة .

وأكد على تلك الممارسات تتنافى وبشكل سافر مع اتفاقية الطفل التي نصت في مادتها ( 37 ) على ( ألا يعرض أي طفل للتعذيب أو لغيره من ضروب المعاملة أو العقوبة القاسية أو اللاإنسانية أو المهينة. ولا تفرض عقوبة الإعدام أو السجن مدي الحياة بسبب جرائم يرتكبها أشخاص تقل أعمارهم عن ثماني عشرة سنة دون وجود إمكانية للإفراج عنهم .

وأضاف: " اسرائيل " ومن خلال ممارساتها بحق الأطفال تضرب بعرض الحائط تلك الإتفاقية وما حملته من مواد ونصوص وحقوق اساسية ، وتخالف قواعد القانون الدولي ، التي شددت على أن السجن هو الملاذ الأخير ولأقصر فترة ممكنة بالنسبة للأطفال ، إلا أن سلطات الاحتلال الإسرائيلي جعلت من اعتقال الأطفال الفلسطينيين الملاذ الأول وليس الأخير ولأطول فترة ممكنة ، وأن تصرفاتها واجراءاتها بحقهم بعد اعتقالهم وخلال استجوابهم واحتجازهم يخالف مجموعة كبيرة من القواعد القانونية الدولية التي أقرها المجتمع الدولي والتي تكفل لهم حقوقهم وتحترم طفولتهم" .

وناشد كافة المؤسسات التى تعنى بالأسرى عموماً ، وبالأطفال خصوصاً للتحرك الجاد والفوري لإطلاق سراح كافة الأطفال ووضع حد لإستهداف طفولتهم، وإنقاذ مستقبلهم من بطش الاحتلال وعنجهيته .