فماذا تقول تجربة حركة حماس في فلسطين؟
لقد امتنعت حركة حماس عن المشاركة في انتخابات الرئاسة الفلسطينية، لأسباب قد تكون شبيهة بالأسباب التي فرضت على حزب الأخوان أن يؤجل تقديم مرشحة لانتخابات الرئاسة المصرية، وتركت حركة حماس للسيد عباس أن يترشح للرئاسة بلا تحدٍ جدي، وتركته يوصل رسالته الانتخابية للمواطن دون تفنيد حجة، وتركته يفوز ديمقراطياً بلا منافس حقيقي، ليرفع أصبعيه بشارة النصر، وهو يعرف أنه لم ينتصر على أحد في انتخابات الرئاسة، لقد صار رئيساً بالانتخابات الديمقراطية التي لا يقوى أحد على إنكارها.
وفي المقابل، شاركت حركة حماس في الانتخابات البرلمانية الفلسطينية النزيهة، وفازت بنسبة أصوات لا تقل عن النسبة التي فاز فيها مجمل التيار الإسلامي في مصر، وتلك رسالة تؤكد أن القلب الذي ينبض في صدر الأمة العربية الإسلامية؛ من المغرب حتى المشرق، هو قلب رجل واحد، لقد فازت حركة حماس بالانتخابات البرلمانية بالأغلبية، ولكنها سقطت في ممارسة التجربة الديمقراطية على الأرض، سقطت حين تجاهل الرئيس الحكومة العاشرة، ومارس نشاطه السياسي وكأنها غير قائمة، لقد فشلت حركة حماس في تجسيد صوت الناخب، وتحقيقه موقفاً سياسياً، وواصل السيد عباس مفاوضاته مع إسرائيل، وكأن لا مجلس برلماني فلسطيني منتخب، حتى وصل الأمر بالرئيس أن حل البرلمان الفلسطيني، ولو التفت حزب الأخوان المسلمين إلى مقر البرلمان الفلسطيني في رام الله، لوجده خاوياً على عروشه، وهنالك، في السجن يتربع رئيس البرلمان الفلسطيني الدكتور عزيز دويك، بعد أن منعه رئيس السلطة من دخول مقر البرلمان الفلسطيني. .
لا عيب في تأخر الإخوان المسلمين عن تقديم مرشحهم للرئاسة، ولكن العيب في عدم تداركهم الخطأ، وعدم الاعتذار للمرشح عبد المنعم أبو الفتوح، الذي كان أسبقهم في الرؤية، واستشفاف المستقبل، ولا عيب في رد الاعتبار للرجل، والاعتذار عما لحق فيه من إساءة، والحرص على ضمه إلى صدر إخوانه الحنون.
ويكفي الدكتور عبد المنعم أبو الفتوح أنه كان رائداً، لا يكذب أهله، وهو ألأولى بأن يكون رائداً في التحاقه برأي الجماعة، حرصاً على موقفه المتقدم الذي باتت تحذو حذوه الجماعة، ولا أهمية لاسم الرئيس، أكان الشاطر أو أبو الفتوح، لأن الأهم عند العرب والمسلمين هو نقاء النبع الذي ارتوى منه المرشح أفكاره، وطهر فيه مواقفه السياسية.
جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة قدس نت